السودان الان السودان عاجل

آمنة محمد أحمد: قصة ملهمة من بورتسودان في محاربة الأمية على مدى 30 عامًا

مصدر الخبر / السودان نيوز

تواجه السودان في الوقت الراهن تحديات كبيرة على جميع الأصعدة، خصوصاً في المجال السياسي والاجتماعي. تتجلى هذه التحديات في محاولات تشكيل حكومات موازية التي قد تضر بمصالح البلاد، بالإضافة إلى مشكلات محو الأمية، التي لا تزال تمثل عقبة كبيرة في طريق النمو والتقدم. لكن رغم تلك الظروف الصعبة، هناك قصص من الأمل والتغيير الفعّال تدعو للتفاؤل.

في زمن تحقق فيه التحديات الاجتماعية والاقتصادية، يبرز دور التعليم كعامل أساسي في تغيير مصير الأفراد والمجتمعات. في العديد من المناطق، لا يزال التعليم يمثل الحل الأمثل لمشكلة الأمية التي تؤثر على الأجيال. وهذا ما يتجسد في جهود مؤسسات تعليمية تهدف إلى محو الأمية وتمكين الأفراد من الحصول على فرص عمل أفضل.

جهود محو الأمية

في خضم الصراعات والمشاكل السياسية، برزت قصة ملهمة من مدينة بورت سودان، حيث نجحت آمنة محمد أحمد في محاربة الأمية على مدى ثلاثة عقود وفق تقرير نشرته قناة العربية مؤخرا . فقد أسست مدرسة لمحو الأمية تتيح الفرصة للنساء والرجال الذين تخلفوا عن التعليم الرسمي للحصول على المعرفة والمهارات الأساسية. إن هذا المشروع ليس فقط للنجاة من الأمية، بل يمثّل أيضًا فرصة لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للعائلات.

تحديات التعليم

تعد نسبة الأمية في المجتمعات المحلية وغير المحلية مرتفعة، حيث تصل إلى 80%. من خلال المدرسة التي أسستها، تمكنت آمنة من مساعده مئات الطلاب والطالبات في تحسين ظروفهم، ومنحهم أملًا جديدًا في الحصول على وظائف مرموقة. إن التحديات التي تواجه التعليم في السودان تدفع العديد من الأفراد، خاصة النساء، إلى العودة إلى التعليم، وهو ما يُظهر إصرارهم على كسر حلقة الجهل والفقر.

قصص النجاح

تحمل المدرسة قصص نجاح عديدة، حيث تخرج منها الآلاف من الطلاب، وحقق العديد منهم درجات علمية من جامعات محلية. وبفضل الجهود التي بُذلت، تمكن العديد من الأشخاص الذين فوتوا فرص التعليم من العودة إلى المدرسة، حامليين معهم أحلامًا وآمالًا مستقبلية. إن تلك القصص تلهم الآخرين للعمل بجد وعدم الاستسلام، حتى في ظل الظروف الصعبة.

تاريخ المشروع

تأسست مؤسسة تعليمية منذ عام 1955 كاستجابة مباشرة لمشكلة الأمية التي كانت تسود المجتمعات المحلية. تلك الحقبة التي شهدت معدلات أمية تصل إلى 80% كانت بحاجة ماسة إلى تدخلات فعالة. ومن هنا، انطلقت الجهود لتعليم الرجال والنساء على حد سواء، حيث تجمعوا في فصول دراسية مكتظة، وبجدران تحمل ذكريات الطموحات والأحلام.

التأثير على المجتمع

على مر العقود، لعبت هذه المؤسسة دورًا محوريًا في تغيير حياة العديد من الأفراد. يتمكن الطلاب من تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية من خلال اكتساب المعرفة والمهارات التي تؤهلهم للحصول على وظائف مرموقة. كما يُعَدُّ التعليم أداة تمكين للنساء بشكل خاص، حيث كان هناك عدد كبير من الفتيات والنساء اللواتي لم يتسنى لهن الالتحاق بالمدارس النظامية لأسباب مختلفة.

قصص نجاح ملهمة

قصص النجاح التي تخرجت من هذه المؤسسة لا تقتصر فقط على الحصول على الشهادات بل تتعداها إلى تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية. هناك من بدأ كأمي، والآن يعمل كمهندس بعد أن أكمل تعليمه. هؤلاء الأفراد كانوا مثالاً على أن التعليم يمكن أن يمنح الأمل والخيار للنجاح في الحياة.

التحديات المستمرة

رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، بما في ذلك الأزمات السياسية والاقتصادية، إلا أن المؤسسة لم تتوقف عن استقبال الطلاب الذين يسعون نحو العلم. فتح الأبواب أمام هؤلاء الطلاب يعد بمثابة شعلة أمل في ظلام التحديات.

الأمل في التعليم

رغم كل تلك التحديات، لا تزال المدرسة تفتح أبوابها مجددًا أمام كل ساعٍ إلى العلم ومستعدٍ للعمل بجد للحصول عليه. إن التعليم يعد سلاحًا قويًا في مواجهة العقبات والمصاعب، وهو الذي يمكن الأفراد من خوض معارك الحياة بثقة واقتدار. إن الرغبة في التعليم والتطوير الذاتي تمثل شعلة الأمل التي تضيء الطريق للكثيرين في هذه الأوقات العصيبة.

تظل جهود محو الأمية في السودان أحد العوامل الأساسية التي يمكن أن تساهم في بناء مستقبل أفضل للبلاد. إن التعليم ليس مجرد حق، بل هو أمل وسبيل لتحقيق التقدم. في الوقت الذي يعاني فيه السودان من صراعات سياسية وعسكرية، تظهر في الأفق قصص من الأمل والتغيير التي تلهم الجميع للمثابرة والعمل من أجل مستقبل أفضل.

التعليم كقوة دافعة

التعليم في هذه المؤسسة لم يكن مجرد عملية أكاديمية، بل كان تجربة شاملة ترسخ القيم والأخلاق. تمكن الطلاب من معرفة أنفسهم، ما ساعدهم على بناء ثقتهم بأنفسهم والتحلي بروح المثابرة التي تساعدهم على مواجهة التحديات التي قد تعترض طريقهم.

يُظهر مجتمع الطموح والتحدي كيف أن التعليم يُعتبر أساسًا جوهريًا في بناء جيل واعٍ وقادر على التغيير. من خلال جهود مستمرة ومؤسسات ملتزمة بهذه الرسالة، يمكن أن نأمل في مستقبل أفضل. فكل طالب يبدأ في تحقيق أحلامه، يُسلِّط الضوء على أهمية التعليم كقوة دافعة نحو التغيير الإيجابي.

عن مصدر الخبر

السودان نيوز

السودان نيوز – وجهتكم الموثوقة للحصول على أحدث وأهم الأخبار السودانية خدمة إخبارية متميزة نقدمها من موقع أخبار السودان، حيث نسعى لتغطية الأحداث المحلية التي تهم المواطن السوداني. السودان نيوز تهدف توفير المعلومات الدقيقة والشاملة، تقديم محتوى إعلامي يعكس صوت الشعب السوداني.