عقد الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني، اجتماعًا مع هارييت ماثيوز، المدير العام لشؤون أفريقيا بوزارة الخارجية والتنمية البريطانية، بحضور ريتشارد كراودر، المبعوث الخاص للمملكة المتحدة إلى السودان. الاجتماع يأتي في وقت حساس تمر به البلاد، حيث يسعى المسؤولون السودانيون إلى تعزيز العلاقات الدولية وتبادل الآراء حول الأوضاع الراهنة.
خلال الاجتماع، أوضح السفير نور الدائم عبد القادر، مدير الشؤون الأوروبية والأمريكية بوزارة الخارجية السودانية، أن النقاشات تناولت تطورات الأوضاع في السودان، مع التركيز على رؤية الحكومة لتحقيق السلام والاستقرار وإنهاء النزاعات المسلحة. كما تم التطرق إلى مسار التحول الديمقراطي المدني، حيث أكد البرهان على أهمية هذا التحول كخطوة أساسية نحو بناء دولة قوية ومستقرة.
في سياق متصل، أعرب البرهان عن تقديره للموقف البريطاني الداعم لسيادة السودان ووحدة أراضيه، مشددًا على رفض الحكومة السودانية لأي محاولات لتشكيل حكومات موازية، والتي قد تهدد الأمن والاستقرار في البلاد. كما أكد استعداد الحكومة لتقديم التسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، مما يعكس التزامها بتحقيق التوافق الوطني وتعزيز التعاون الدولي.
أفاد السفير بأنه تم إبلاغ الجانب البريطاني بشأن جهود الحكومة السودانية نحو تحقيق السلام ورؤيتها للمؤتمر الذي سيعقد في لندن حول قضايا السودان، مع التأكيد على أهمية توسيع نطاق مشاركة السودانيين فيه.
أعرب عن امتنانه للحكومة البريطانية لرفضها الجرائم والانتهاكات التي قامت بها قوات الدعم السريع ضد المواطنين والأماكن المدنية، ولتدميرها البنية التحتية للدولة السودانية، وللتهجير القسري والإبادة الجماعية. كما دعا إلى ضرورة إدانة الدول والجهات التي تدعم وتساند قوات الدعم السريع.
وأفاد السفير: “نحن نهدف إلى دور إيجابي لبريطانيا في مساندة قضايا السودان وتعزيز الحوار بين البلدين بما يتماشى مع المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية.”
من جانبها، أكدت هارييت ماثيوز على دعم بلادها للسلام في السودان، وأوضحت أن “المملكة المتحدة ستساهم بشكل كبير في ضمان أي خطوات نحو تحقيق السلام”.
عبرت عن قلقها الشديد بشأن تشكيل حكومة موازية تدعم الدعم السريع. وأشارت إلى أنه “لتحقيق سلام دائم في السودان، يجب أن نضمن الوحدة وسلامة الأراضي السودانية”.
وأوضحت أن الاجتماع كان مثمرًا، حيث ناقش جهود تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق السلام وإنهاء الحرب. كما تناول دور بلدها في استضافة المجتمع الدولي في لندن للبحث في كيفية خلق بيئة للسلام في السودان. بالإضافة إلى ذلك، تمت الإشارة إلى أهمية توفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية للسودانيين وإدخالها من خلال المعابر.
وأوضحت أن المملكة المتحدة ستساهم في تقديم المساعدة للمحتاجين، وأشادت بالاستمرار في إدخال المساعدات الإنسانية من خلال معبر أدري.
وأشارت ماثيوز: “لقد استمعت إلى العديد من السودانيين الذين يعانون في هذا السياق نتيجة لهذا الصراع”.
عبّرت عن قلقها وإدانتها للاعتداءات التي تقوم بها قوات الدعم السريع على معسكرات النازحين واللاجئين والبنية التحتية المدنية، وأكدت على ضرورة احترام وتنفيذ مخرجات جدة لحماية المدنيين.