أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” يوم الجمعة أن تفشي مرض الكوليرا في ولاية النيل الأبيض بالسودان أسفر عن وفاة حوالي 100 شخص خلال أسبوعين فقط. وأوضحت المنظمة أن عدد المصابين بالمرض منذ 20 فبراير الماضي بلغ 2700 شخص، حيث فقد 92 منهم حياتهم. وأشارت مارتا كازارولا، منسقة الطوارئ في فرع المنظمة بالسودان، إلى أن من بين الضحايا 18 طفلاً، منهم خمسة أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات، بالإضافة إلى خمسة آخرين تتراوح أعمارهم بين 5 و9 سنوات.
يعاني السودان من أزمة إنسانية متفاقمة منذ نحو عامين، حيث تصاعدت حدة النزاع بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية. وقد شهدت العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في البلاد معارك عنيفة أدت إلى مقتل العديد من المدنيين، بما في ذلك أطفال حديثو الولادة. في الشهر الماضي، شنت قوات “الدعم السريع” هجمات مكثفة في ولاية النيل الأبيض، مما زاد من تفاقم الوضع الصحي والإنساني في المنطقة.
في ظل هذه الظروف الصعبة، أعلن الجيش السوداني أنه حقق تقدماً في مواجهة قوات “الدعم السريع”، حيث تمكن من قطع طرق الإمداد الحيوية التي كانت تستخدمها تلك القوات. ومع ذلك، فإن الوضع الإنساني لا يزال مقلقاً، حيث تواصل الكوليرا انتشارها في ظل نقص الموارد الطبية والإنسانية، مما يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لمساعدة المتضررين.
