السودان الان السودان عاجل

مع دخول حرب السودان عامها الثالث .. اكتمال الاستعدادات لتشكيل «حكومة سلام ووحدة»

مصدر الخبر / صحيفة الشرق الاوسط

أعلنت “قوات الدعم السريع” في السودان عن إتمام استعداداتها لتأسيس “حكومة سلام ووحدة” في المناطق التي تسيطر عليها. وأوضحت القوات أنها ستتولى حماية هذه الحكومة من أي هجمات قد تشنها الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني، مما سيمكن الحكومة الجديدة من تقديم الخدمات الأساسية لسكان تلك المناطق، بما في ذلك توفير آلات طباعة العملة وجوازات السفر، وهو ما يعكس رغبتها في تعزيز الاستقرار وتلبية احتياجات المواطنين.

وأكدت “قوات الدعم السريع” أنها ستواصل القتال حتى تحقيق النصر على ما وصفته بـ “القوة القمعية”، في إشارة إلى الجيش السوداني، مشددة على عزمها تحرير ولايات الشمال ونهر النيل والبحر الأحمر وكسلا من سيطرة الحركة الإسلامية. وتتهم “الدعم السريع” هذه الحركة بالهيمنة على قرارات الجيش، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والعسكري في البلاد.

خلال حديثه مع مجموعات سياسية ومدنية وأهلية في العاصمة الكينية نيروبي، صرح قائد “قوات الدعم السريع” الفريق أول عبد الرحيم حمدان دقلو بأن التحضيرات لتشكيل الحكومة قد اكتملت، مشيراً إلى أن ماكينات طباعة جوازات السفر وطباعة العملة أصبحت جاهزة للعمل. كما أضاف أن هناك أموراً أخرى تتعلق بالحكومة قيد الإعداد، لكنه لم يكشف عن تفاصيلها، مما يثير تساؤلات حول الخطوات المقبلة التي ستتخذها القوات في سياق جهودها لتأسيس الحكومة الجديدة.

«تحالف تأسيس»

وقعت “قوات الدعم السريع” اتفاقًا سياسيًا مع حركات مسلحة، أبرزها “الحركة الشعبية لتحرير السودان”، بالإضافة إلى قوى سياسية ومدنية، من بينها حزب “الأمة القومي”، حيث تم تشكيل ما أطلقوا عليه اسم “تحالف تأسيس”. يهدف هذا التحالف إلى إنشاء حكومة موازية ومعارضة لتلك التي يقودها الجيش، والتي تتخذ من مدينة بورتسودان عاصمة مؤقتة لها، بعد أن فقد الجيش السيطرة على العاصمة الخرطوم عقب شهور من بدء النزاع ضد “قوات الدعم السريع” في أبريل (نيسان) 2023.
قال دقلو إن المناطق التي تحت سيطرة قواته ستكون محمية بالكامل من هجمات الطائرات الحربية التابعة للجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، مما يوحي بأن قواته تمتلك أنظمة دفاع جوي فعالة. وأكد دقلو مجددًا عزيمته على إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتنفيذ مشروعات تنموية في المناطق التي يسيطر عليها، مشيرًا إلى أن بناء ما وصفه بـ “السودان الجديد” سيتحقق في وقت قريب بعد القضاء على أعداء السودان، كما قال. وأعلن دقلو عن اقتراب عودته إلى ميدان المعارك لقيادة العمليات بنفسه، مؤكدًا: “سنقاتلهم أينما وجدوا، وحق الشعب السوداني لن يضيع أبدًا حتى ينعم شعبنا بالحرية والنزاهة.” وأضاف: “الولايات الشمالية، ونهر النيل، وبورتسودان، وكسلا، كلهم يعتبرون أهلنا، وسنحررهم من الفلول”، في إشارة إلى أنصار النظام السابق من جماعة الإخوان المسلمين.
مخاوف من التقسيم
أعلنت “قوات الدعم السريع” السودانية أنها استكملت استعداداتها لتشكيل “حكومة سلام ووحدة” في المناطق التي تسيطر عليها، وأكدت أنها ستعمل على حماية هذه الحكومة من غارات الطائرات الحربية التابعة للجيش.
أثارت خطوة تشكيل حكومة داعمة لـ «قوات الدعم السريع» بالتوازي مع حكومة الجيش في بورتسودان، مخاوف لدى العديد من السودانيين من احتمال تصاعد القتال وتفكك السودان، على الرغم من تأكيدات تحالف «تأسيس» على حرصه على وحدة البلاد. كما أدت هذه الخطوة إلى انقسام أكبر تحالف للقوى المدنية في البلاد المعروف باسم «تقدم»، إلى مجموعتين: إحداهما يقودها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك والتي غيرت اسمها إلى تحالف «صمود» وتعارض إقامة حكومة موازية، بينما تؤيد المجموعة الأخرى إقامة الحكومة الموازية وتنسق مع الأطراف الأخرى في تحالف «تأسيس».
في هذا السياق، أوضح الناشط السياسي عزام عبد الله أن فكرة الحكومة الموازية ظهرت بعد أن منعت حكومة البرهان المواطنين خارج مناطق نفوذها من الوصول إلى خدمات البنوك والتعليم، وحقهم في الحصول على الأوراق الثبوتية وجوازات السفر. وأضاف عبد الله في حديثه على حسابه في منصة “يوتيوب”: “السودان حالياً مقسم… وذلك لأن الحكومة العسكرية أصدرت عملة جديدة، ومنعت المواطنين في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الجيش من الاستفادة من خدمات البنوك، وكذلك من الحصول على الأوراق الثبوتية والجوازات”.
عبر الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي عن “قلقهم العميق” من تأثيرات تشكيل حكومة موازية في السودان، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الصراع المسلح الذي يهدد بتفكيك البلاد. وقد أسفر استمرار القتال لنحو عامين عن حدوث انقسام حاد في السودان، حيث تسيطر القوات المسلحة على ولايات الوسط والشمال والشرق، بينما تسيطر “قوات الدعم السريع” على المناطق الغربية والجنوبية، خصوصًا في دارفور وكردفان وجنوب النيل الأزرق.
ستدخل الحرب في السودان عامها الثالث في منتصف شهر أبريل المقبل، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير الملايين بين نازحين ولاجئين في الدول المجاورة.

عن مصدر الخبر

صحيفة الشرق الاوسط

تعليق