السودان الان السودان عاجل

مئات الاسر السودانية عالقة في ظروف قاسية..أوضاع إنسانية مأساوية في مثلث السودان وليبيا ومصر

مصدر الخبر / دارفور 24

تشهد المنطقة الحدودية المعروفة بالمثلث بين السودان وليبيا ومصر أوضاعًا إنسانية متدهورة، حيث يعاني العديد من الأشخاص القادمين من مدن السودان والذين يعودون من ليبيا من ظروف قاسية وصعبة. تزايدت تكاليف السفر بشكل كبير، مما زاد من معاناة الأسر التي تحاول الانتقال بين هذه الدول. الوضع الحالي يتطلب تدخلاً عاجلاً لتخفيف الأعباء عن هؤلاء الأشخاص الذين يجدون أنفسهم في مواقف حرجة.

في حديثه مع “دارفور24″، أوضح الحمري، المسؤول عن عمليات الترحيل في منطقة المثلث، أن مئات الأسر السودانية عالقة في رحلات الذهاب أو العودة من ليبيا، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني. هذه الأسر تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك نقص الموارد الأساسية والضغوط المالية التي تعيق قدرتهم على السفر أو الحصول على المساعدة اللازمة. الوضع يتطلب استجابة سريعة من الجهات المعنية لتقديم الدعم اللازم.

على الرغم من الجهود المبذولة من قبل المبادرات المجتمعية بالتعاون مع الوحدة الإدارية “الشهيد إسماعيل بلال”، والتي أسست مركزًا للإيواء المؤقت لتقديم المساعدات الإنسانية، إلا أن الاحتياجات لا تزال تفوق الإمكانيات المتاحة. وقد أشار الحمري إلى أن بعض الأسر تمكنت من العودة إلى السودان بفضل الدعم المالي من المتبرعين، لكن لا تزال هناك عائلات أخرى في حاجة ماسة للمساعدة، مما يستدعي تكاتف الجهود لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

أفاد الحمري بأن أسعار التذاكر قد ارتفعت بشكل كبير نتيجة لزيادة أسعار الوقود وقرار الحكومة الليبية بعدم السماح بإخراج الوقود إلى الحدود.

تزايدت تكلفة السفر من المثلث إلى الكفرة من 180 ألف جنيه إلى 250 ألف جنيه، ومن المثلث إلى الخناق من 75 ألف جنيه إلى 150 ألف جنيه، بينما تختلف أسعار التذاكر بين الخناق ودنقلا حسب الاتفاق مع مالكي المركبات.

واصل الحمري حديثه قائلاً: “وصلت تكلفة السفر من النهود إلى المثلث إلى 400 ألف جنيه، على الرغم من المسافة الشاسعة والتحديات التي يواجهها المسافرون.”

أشار إلى أن بعض السودانيين من ولايات دارفور وكردفان والخرطوم يسلكون طريقًا بديلاً عبر الجنينة وأدري وأبشي والطينة التشادية، للوصول إلى ليبيا عن طريق النيجر، رغم المخاطر والتكاليف العالية التي قد تصل إلى أكثر من مليون جنيه سوداني لكل راكب. تستغرق هذه الرحلة أكثر من 12 يومًا للوصول إلى مدينة سبها في الجنوب الليبي، ومن ثم يتواصل السفر إلى بنغازي في الشرق الليبي أو مصراتة وطرابلس في الغرب الليبي.

روت شذى إبراهيم صالح، السودانية التي عادت من بنغازي في ليبيا، تجربتها الصعبة مع زوجها الذي لم يتمكن من العثور على عمل ثابت لمدة ستة أشهر، مما جعلها تضطر للعودة إلى السودان مع أطفالها الخمسة.

وقالت إنها وصلت إلى المثلث بعد يومين من السفر، لكنها توقفت في انتظار تحويل مالي من زوجها لاستكمال رحلتها إلى مدينة النهود.

وفي هذا السياق، أوضح التاجر في سوق المثلث، مبارك الطيب عبد الرسول، أن اللاجئين يواجهون مشاكل بسبب نقص المياه وارتفاع تكاليف الحياة داخل مركز الإيواء الجديد.

وأكد على أن المنطقة الحدودية ليست مناسبة لعيش الأسر، بسبب عدم وجود مؤسسات صحية وارتفاع معدل انتشار الأمراض البيئية.

ودعا المواطنين إلى الامتناع عن السفر إلى المثلث إلا إذا كان لديهم ما يكفي من المال لمغادرة المنطقة بسرعة، وذلك لتفادي البقاء في ظروف غير إنسانية.

وفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مكتب ليبيا، في شهر فبراير الماضي، تم تسجيل 230 ألف لاجئ سوداني دخلوا إلى ليبيا منذ بدء النزاع في السودان.

تستقبل مدينة الكفرة الليبية يوميًا حوالي 400 لاجئ سوداني يحتاجون بشكل عاجل إلى الغذاء والمأوى والمياه النقية، وفقًا لما ذكرته مفوضية شؤون اللاجئين.

عن مصدر الخبر

دارفور 24