أفادت مصادر محلية وشهود عيان، يوم الاثنين، بأن قصفًا جويًا بطائرة مسيّرة أسفر عن مقتل 13 شخصًا وإصابة عدد آخر في مدينة المالحة، التي تقع على بعد 210 كيلومترات شمال شرق مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. الحادث يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات أمنية متزايدة، حيث تتصارع القوات الحكومية والمجموعات المسلحة على السيطرة.
مدينة المالحة، التي تخضع لسيطرة الجيش السوداني والقوة المشتركة للمجموعات المسلحة، تقع بالقرب من الحدود السودانية الليبية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة. الهجوم الذي وقع استهدف محطة النقل القريبة من هيئة الجمارك والبلدية في سوق المدينة، مما يشير إلى استهداف البنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها السكان المحليون.

مسيرة long wing II الصينية
الشاهد معاذ صالح، الذي تحدث إلى “دارفور24″، أوضح أن الطائرة المسيّرة الحديثة أطلقت أربعة صواريخ، استهدفت سيارتين من طراز “تندرا” كانتا تستعدان للانطلاق إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية. هذا الهجوم يعكس تصاعد العنف في المنطقة ويثير القلق بشأن سلامة المدنيين، حيث يتزايد عدد الضحايا في ظل استمرار النزاع المسلح.
أخبر الشاهد بأن الهجوم أدى إلى مقتل سائق إحدى السيارات، فتح الرحمن عبد الله عثمان، الذي يعمل في نقل الركاب بين المدينتين منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى 12 مواطناً آخرين من مدن الفاشر ونيالا والضعين، كانوا في طريقهم إلى الدبة.
أكد مصدر طبي في مستشفى المالحة الريفي لـ “دارفور24” أن عدداً من الجرحى وصلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما تم نقل بعض الحالات الحرجة إلى مدينة الدبة للحصول على الرعاية الطبية.
وأضاف: “بعض المصابين الذين تعرضوا للهجوم بطائرة مسيّرة يوم الأحد توفوا اليوم أثناء نقلهم في السيارات إلى الدبة لتلقي العلاج”.
في حادث آخر حدث يوم الأحد، استهدفت طائرة مسيّرة موقعاً عسكرياً عند البوابة الشمالية للمالحة، مما أدى إلى مقتل اثنين من الجنود وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة.
لم يُصدر كل من قوات الدعم السريع والجيش السوداني أي بيان رسمي بخصوص الحادثة حتى اللحظة.
قامت القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة للحركات المسلحة بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المالحة الأسبوع الماضي، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ مايو الماضي.
في المقابل، قامت قوات الدعم السريع بتجميع آليات عسكرية ومقاتلين في مناطق الصياح، ديقرشي، مدو، ومليط بهدف التصدي لأي تحرك عسكري من قِبل الجيش السوداني والقوة المشتركة.
تعمل قوات الدعم السريع على تأمين السيطرة على الفرقة السادسة مشاة في الفاشر، التي تُعتبر آخر معقل للجيش السوداني في إقليم دارفور، عقب استيلائها على فرق نيالا، زالنجي، الجنينة، والضعين في عام 2023.