تعاني مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، من أوضاع مأساوية نتيجة تصاعد العمليات العسكرية وتدهور الظروف المعيشية. في ظل هذه الأوضاع الحرجة، يرفع المواطنون أصواتهم مطالبين بتدخل عاجل من الجهات المعنية لتخفيف معاناتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية التي أصبحت مهددة بشكل متزايد.
أفادت مصادر محلية بأن قوات الدعم السريع قامت بشن قصف مدفعي على المدينة مساء الثلاثاء، وذلك لليوم السادس على التوالي. وقد استهدف القصف أحياء سكنية متعددة، حيث سقطت أكثر من خمس قذائف في مناطق مختلفة من المدينة، مما زاد من حالة الذعر والقلق بين السكان. ورغم شدة القصف، لم تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة حول وقوع إصابات أو ضحايا.
في ظل هذه الظروف القاسية، يواجه سكان الأبيض تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتهم اليومية، حيث تدهورت الأوضاع الاقتصادية بشكل ملحوظ. ومع استمرار القصف والعمليات العسكرية، يطالب المواطنون بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة من قبل السلطات المحلية والدولية لتوفير الحماية والمساعدة الإنسانية اللازمة لهم.
مع تصاعد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، شهدت المدينة مواجهات عسكرية عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين نتيجة القصف العشوائي الذي تبادله الطرفان. هذه الأحداث الدامية تعكس تصاعد التوترات في البلاد، حيث يعاني السكان من تداعيات النزاع المستمر الذي يهدد حياتهم اليومية.
منذ الخامس عشر من أبريل الماضي، تسعى قوات الدعم السريع إلى السيطرة الكاملة على مدينة الأبيض، بينما يواصل الجيش السوداني جهوده لحماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية في المنطقة. هذه المعارك تعكس الصراع المستمر على النفوذ والسيطرة في البلاد، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في السودان.
تتمتع مدينة الأبيض بموقع استراتيجي بالغ الأهمية في غرب السودان، حيث تُعتبر مركزًا رئيسيًا لتجارة محصول الصمغ العربي، الذي يُعد من أهم المحاصيل على مستوى العالم. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي المدينة على أسواق متنوعة للمحاصيل والماشية، وتلعب دورًا حيويًا في ربط ولايات غرب السودان عبر طريق الصادرات، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا في الصراع القائم.