فرّ عدد من المواطنين من ولايتي الجزيرة والخرطوم إلى مدينة نيالا في جنوب دارفور، بعد معاناة طويلة خلال رحلاتهم، حيث أفادوا بأنهم “هربوا من مخاوف التعرض لانتهاكات من قبل الجيش السوداني بعد استعادة السيطرة على المدينة ودمدني ومناطق أخرى في الخرطوم”.
بحسب تقارير موقع “دارفور24″، فقد وصلت العشرات من الأسر إلى مدينة نيالا خلال شهور يناير وفبراير وأوائل مارس الحالي، حيث استخدموا شاحنات كبيرة وسيارات صغيرة في رحلتهم من الخرطوم.
بينما استقرت بعض الأسر النازحة في مدينة نيالا، اختارت مجموعات أخرى التوجه إلى المناطق الجنوبية من الولاية، في حين انطلق آخرون نحو دولة ليبيا عبر تشاد، بحثًا عن الأمان والاستقرار.
رقية أحمد مرحال، أم لأربعة أطفال، ذكرت أنها لم تتمكن من البقاء في منزلها في ودمدني بعد مشاهدتها لمقاطع فيديو تتعلق بتعذيب وقتل المواطنين في المدينة عقب استعادتها من قبل الجيش السوداني في يناير الماضي.
وأوضحت لـ”دارفور24” أنها قررت مغادرة منزلها في حي دار السلام الإسكان والانتقال إلى مدينة نيالا في جنوب دارفور، التي لم تعد تزورها منذ أكثر من عقدين، حسب قولها.
أوضحت رقية أنها فرّت من منزلها في ودمدني خوفًا من القتل، وذلك بسبب ما شاهدته في مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وما سمعته من أحاديث في الحي حول حملة تستهدف مواطني غرب السودان من قبل القوات المتحالفة مع الجيش.
وأفادت أنها غادرت منزلها في ودمدني في نهاية يناير، وصلت إلى أم درمان، وبعد ذلك بدأت رحلة صعبة عبر سيارة بوكس من منطقة “المويلح” غرب أم درمان، مروراً بـ “بارا” ثم حمرة الشيخ، حتى وصلت إلى نيالا بعد 16 يوماً.
استعاد الجيش السوداني مدينة ودمدني في يناير الماضي، وقد ارتكب انتهاكات بحق المواطنين بالتعاون مع مجموعات متحالفة، شملت القتل بطرق متنوعة، وذلك وفقاً لتوثيقات منظمات حقوقية.
من جانبه، ذكر النازح صالح عبدالقادر لـ”دارفور24″ أنه انتقل مع عائلته من منطقة الباقير شمال ولاية الجزيرة إلى حي السلمة بالخرطوم ثم إلى نيالا بعد رحلة صعبة استمرت حوالي أسبوعين. وأشار إلى أن الأوضاع المعيشية والصحية تدهورت بشكل مستمر، خاصة بعد استعادة الجيش لمدينة ودمدني وعدد من المحليات في الولاية التي كانت تزودهم بالمواد الغذائية.
كذلك، أفاد النازح إسماعيل عمر لـ”دارفور24″ أنه يعيش في منطقة الأزهري جنوب الخرطوم، وقد قرر مغادرتها بعد أن تعرض الحي لعدة مسيرات من قبل الجيش، وكان آخرها وفاة عائلة مكونة من خمسة أشخاص من جيرانه.
أشار إلى أنه وصل إلى نيالا في منتصف شهر يناير واستقر في حي طيبة مع عائلته، ثم اضطر للنزوح منه لاحقًا بعد قصف الطيران الحربي للحي.
الشفشاف والمتعاون ورحلة البحث عن مخرج بحجج مستفزة للعقول……
لماذا الى نيالا …. ! ! !….؟