1. تعاني اللاجئات السودانيات في معسكرات اللجوء من ظروف إنسانية قاسية خلال شهر رمضان، حيث تفتقر هذه المعسكرات إلى المساعدات الإنسانية الضرورية، بينما تشهد أسعار المواد الغذائية ارتفاعًا غير مسبوق. هذا الوضع يجعل من الصيام تحديًا يوميًا يتجاوز قدرتهن على التحمل، مما يضطرهن إلى مواجهة الجوع والعوز. في برنامج “كنداكات وميارم” الذي يقدمه راديو دبنقا، شاركت اللاجئات قصصهن وتجاربهن خلال هذا الشهر الفضيل، مشيرات إلى أهمية التكافل الاجتماعي كوسيلة للبقاء في ظل هذه الظروف الصعبة.
2. في معسكر إردمي في تشاد، أكدت مريم البتول عبد الله، المسؤولة عن الأنشطة الإنسانية، أن اللاجئين لم يتلقوا أي مساعدات منذ بداية شهر رمضان، مشيرة إلى أن هذه المشكلة ليست جديدة، بل تكررت في العام الماضي أيضًا. وأعربت عن مشاعر الحزن والأسى التي تعيشها اللاجئات، حيث يزداد الوضع سوءًا مع كل يوم يمر دون أي دعم. هذا النقص في المساعدات يضعهن في موقف صعب، حيث يتعين عليهن الاعتماد على أنفسهن وعلى بعضهن البعض لتلبية احتياجاتهن الأساسية.
قالت مريم : “لو لم يكن هناك إيمان قوي، لما استطاع اللاجئون أن يصوموا، فحتى الماء والسكر أصبحا رفاهيات بسبب الأسعار المرتفعة جداً. استلمنا آخر دفعة من المساعدات النقدية قبل شهرين، والصرف القادم لن يكون إلا بعد رمضان، مما يجعل هذا الشهر هو الأصعب على الإطلاق.”
في معسكر تلوم شرق تشاد، وصفت إحدى اللاجئات الظروف بأنها صعبة جداً، مشيرة إلى أنهن يعتمدن على التعاون فيما بينهن لتحضير وجبة الإفطار من بقايا المواد المتاحة، وأضافت بحسرة:
“لم تعد هناك منظمات تستمع لنا أو تعتني بنا، ولا نجد أي جهة نتوجه إليها بالشكوى سوى الله.”
أشارت ناشطة في المخيم إلى أن اللاجئات لا يملكن أي شيء، حتى الأواني الأساسية لتخزين الطعام أو لتحضير الوجبات الرمضانية، مما يجعلهن يضطررن لاستخدام أدوات غير مخصصة للطهي، وأحيانًا تكون غير صالحة للاستخدام. وأضافت:
“في رمضان نحتاج إلى أواني لتحضير البليلة والعصيدة والعصائر، لكننا نجمع العديد من الأصناف في إناء واحد، ونستخدم قدرًا واحدًا لطهي كل شيء، على الرغم من أن الأواني كانت من أولويات المساعدات التي قدمتها المنظمات للاجئين في الماضي.”
وتحدثت لاجئة أخرى عن حجم المعاناة قائلة:
“منذ أكثر من عام، حصلنا على دفعة نقدية واحدة فقط. أعاني من أمراض مزمنة وأعتني بأيتام، ولكن لا أحد يهتم بنا وكأننا غير موجودين.”
السودانيات اللاجئات في مصر.. شوق إلى الوطن ومرار تجربة الاغتراب.
في مصر، لم تكن الأوضاع أفضل، حيث عبرت أمل إبراهيم عن معاناة النساء اللاجئات خلال شهر رمضان، مشيرةً إلى أن البعد عن الوطن جعل هذا الشهر المبارك أكثر صعوبة.
“نفتقد عاداتنا السودانية الرائعة في رمضان، بدءًا من الإفطار الجماعي في (الضرا) مرورًا بطقوس السحور واجتماع الأهل، ولكن رغم كل هذه الظروف، يظل أملنا في العودة إلى الوطن يخفف من آلامنا.”
أما زهراء أحمد، فقد بدأت حديثها بالدعاء أن يأتي رمضان المقبل وجميع الناس قد Returned إلى ديارهم، معبرة عن مشاعرها بحسرة:
“نفتقد الأجواء الرمضانية في السودان، حيث يجتمع الجيران والأقارب في الشوارع لتناول الإفطار. نفتقد حتى التفاصيل البسيطة التي منحت رمضان في السودان نكهته الفريدة. لقد سلبتنا الحرب كل شيء، ونتمنى أن تنتهي قريبًا لنعود إلى أحضان وطننا.”
في ظل هذه الظروف الصعبة، توجه اللاجئات السودانيات في تشاد ومصر نداء إلى المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، والأشخاص الخيرين للتدخل بشكل فوري وتقديم المساعدات الضرورية التي تتيح لهن الصيام بكرامة. وعلى الرغم من كل ما يعانين منه، يبقى الأمل في العودة إلى الوطن هو النور الذي يمنحهن القوة للاستمرار خلال رمضان وسط الجوع وخيبة الأمل.
إن الوضع الإنساني في معسكرات اللجوء يتطلب تدخلًا عاجلاً من المنظمات الإنسانية والحكومات المعنية، حيث أن استمرار هذه الظروف القاسية قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الصحية والاجتماعية بين اللاجئات. إن تجاربهن خلال رمضان تعكس واقعًا مؤلمًا يتطلب تسليط الضوء عليه، من أجل تحفيز المجتمع الدولي على تقديم الدعم اللازم. إن تكاتف الجهود وتوفير المساعدات الإنسانية يمكن أن يسهم في تحسين حياة هؤلاء اللاجئين، ويعيد لهم الأمل في مستقبل أفضل.