مع اقتراب الحرب في السودان من دخول عامها الثاني، لا تزال العاصمة الخرطوم تعاني من اشتباكات متقطعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذه الاشتباكات تواصل التأثير على حياة المدنيين، حيث تشتد حدة القتال في بعض المناطق بينما تشهد أخرى هدوءًا نسبيًا.
وفقًا لمصادر ميدانية، شهدت معظم محاور القتال في الخرطوم يوم الجمعة هدوءًا حذرًا، إلا أن التوتر العسكري لا يزال قائمًا. هذا الهدوء النسبي لا يعني انتهاء الصراع، بل يعكس حالة من الانتظار والترقب بين الأطراف المتنازعة.
في سياق هذه التطورات، يفرض الجيش السوداني حصارًا على مواقع استراتيجية في وسط الخرطوم من عدة جهات، خاصة من المحاور الغربية والجنوبية والشرقية. هذا الحصار جعل قوات الدعم السريع في وضع شبه محاصر، حيث تقتصر منافذ الدخول والخروج من وسط العاصمة على عدد محدود، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.
وأعلن الجيش السوداني عن استمراره في التقدم داخل العاصمة الخرطوم، حيث تمكن من السيطرة على مساحات واسعة من وسط المدينة التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع. هذا التقدم يعكس الجهود المتزايدة للجيش لاستعادة السيطرة على المناطق الحيوية في العاصمة، والتي كانت تشهد صراعاً مستمراً منذ بداية النزاع.
منذ اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل من العام قبل الماضي، ظلت أجزاء كبيرة من مدينتي الخرطوم وبحري تحت سيطرة قوات الدعم السريع. ومع ذلك، فإن المناطق التي تقدم نحوها الجيش مؤخراً تعتبر نقاطاً استراتيجية مهمة، مما يعزز من موقفه في الصراع الدائر ويعكس استراتيجيته العسكرية في استعادة السيطرة على العاصمة.
منذ 26 سبتمبر الماضي، دخلت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع مرحلة جديدة، حيث أطلق الجيش عملية عسكرية أسفرت عن استعادة مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة. وفي تطور آخر، أعلن الجيش مؤخراً عن فك الحصار عن القيادة العامة للجيش وسلاح الإشارة، بالإضافة إلى استعادة مصفاة الجيلي ومناطق واسعة في مدينة بحري، مما يعكس نجاح العمليات العسكرية التي يقوم بها.
