حذرت منظمات حقوق الإنسان في ليبيا من تصاعد الحملات التحريضية ضد الأجانب، معبرة عن قلقها العميق إزاء تزايد الخطاب العدائي الموجه نحو المهاجرين غير النظاميين. وأكدت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية، على أهمية حماية حقوق المهاجرين والعمال الوافدين، مشددة على أن إدارة قضايا ترحيلهم وتنظيم إقامتهم يجب أن تكون من اختصاص السلطات الليبية. وأوضحت أن أي تعامل مع هذه الفئات يجب أن يتم دون مواجهات أو استفزازات، محذرة من مخاطر نشر خطاب الكراهية الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع.
في سياق متصل، أفاد سودانيون مقيمون في ليبيا بأن السلطات المحلية بدأت تنفيذ حملات اعتقال تستهدف الأجانب المقيمين بشكل غير قانوني، بما في ذلك السودانيين. وأشارت المصادر إلى أن هذه الحملات جاءت في أعقاب موجة من التحريض على منصات التواصل الاجتماعي، حيث قام بعض المؤثرين بنشر رسائل تحض على الكراهية ضد المهاجرين، مما زاد من حدة التوترات في المجتمع.
في خطوة لتعزيز التواصل مع الجالية السودانية، عقدت سفارة السودان في طرابلس اجتماعاً مشتركاً يوم الأربعاء 12 مارس 2025 مع قادة الجاليات السودانية في عدة مدن ليبية. تم خلال الاجتماع مناقشة التحديات التي يواجهها المواطنون السودانيون في ظل انتشار معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي حول حملات ترحيل المهاجرين. وقد تم التأكيد على أهمية التنسيق بين السفارة والجاليات لمواجهة هذه التحديات وتقديم الدعم اللازم للمواطنين السودانيين في ليبيا.
وأكدت السفارة في بيان منشور أن الإجراءات التي تتخذها السلطات الليبية لا تستهدف السودانيين فقط، بل تشمل جميع المهاجرين غير الشرعيين. وأشارت إلى أن “للحكومة الليبية الحق في تنفيذ قوانينها”. كما أوضحت أن السياسات الرسمية في ليبيا تجاه السودانيين تميزهم عن باقي الجنسيات من خلال تقديم تسهيلات خاصة انطلاقًا من الظروف الحالية التي يمر بها السودان، وفقًا لما ذكر في البيان.
وجددت السفارة تأكيدها على التزامها بالتواصل المستمر مع السلطات الليبية والمنظمات الإنسانية لضمان حقوق السودانيين المقيمين في ليبيا، مشددة على أهمية توعية الجاليات السودانية أعضائها بضرورة احترام قوانين البلاد المضيفة، وتجنب التجمعات غير الضرورية، والحفاظ على علاقات جيدة مع الجيران.
أصدرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بيانًا تحذر فيه من “المعلومات المضللة وخطاب الكراهية”، وأكدت في الوقت نفسه أنها تدرك “التزام السلطات الوطنية والبلديات في ليبيا بمعالجة القضايا التي تثير قلق الشارع الليبي”، وفقًا لما ورد في البيان.
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء ما وصفته بـ”حملة المعلومات المضللة التي تزيد من التوتر في ليبيا وتحفز على خطاب الكراهية ضد اللاجئين والمهاجرين”. وأكدت أن هذه المعلومات المضللة “لا تسبب سوى انتشار الخوف وزيادة المشاعر العدائية”.
دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف المعنية إلى تجنب نشر المعلومات المضللة، والتأكد من أن يكون الخطاب العام مبنيًا على الحقائق، مع الاحترام التام لحقوق الإنسان.
وفقًا لإحصاءات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تخطى عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا 240 ألفًا منذ بدء النزاع.
وفقًا لإحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فقد تخطى عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا 240 ألفًا منذ بدء الصراع في نيسان/أبريل 2023، وفقًا للتقديرات المتاحة، حيث تم تسجيل 42,463 شخصًا رسميًا بعد اندلاع القتال، مما أدى إلى رفع إجمالي المسجلين لدى مفوضية اللاجئين في طرابلس إلى 62,126.
تشير الإحصائيات التي تم نشرها الشهر الماضي إلى أن مدينة الكفرة، التي تُعتبر واحدة من أهم نقاط العبور، منحت 140,500 شهادة صحية للاجئين خلال عام 2024، حيث تم تسجيل وصول حوالي 198 ألف سوداني عبر المدينة، بمعدل يومي يتراوح بين 400 و500 شخص.
يبقى من الصعب تحديد العدد الدقيق للاجئين السودانيين في ليبيا بسبب الطبيعة غير المنتظمة لحركة الدخول، ونقص البيانات، واتساع الحدود مع تشاد ومصر والسودان، بالإضافة إلى استمرار تدفق اللاجئين نحو المدن الساحلية.