أفادت مصادر موثوقة لموقع “التغيير” بأن الاستخبارات العسكرية في مدينة أم روابة، الواقعة في ولاية شمال كردفان، قامت بمصادرة منزل ومدرسة الأستاذ حاتم ميرغني، الذي يشغل منصب رئيس حزب المؤتمر السوداني في الولاية. هذه الخطوة تأتي في إطار الإجراءات التي تتخذها الجهات العسكرية في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد.
وأوضحت المصادر أن الاستخبارات العسكرية للجيش السوداني لم تكتفِ بمصادرة المدرسة والمنزل فحسب، بل قامت أيضًا بالاستيلاء على سيارة الأستاذ ميرغني، التي كانت قد صودرت في مدينة كوستي قبل حوالي أربعة أشهر، ولا تزال تحت سيطرة القوات العسكرية. هذه الإجراءات تعكس تصاعد التوترات في المنطقة، وتسلط الضوء على التحديات التي يواجهها السياسيون والنشطاء في ظل الظروف الراهنة.
يُعتبر حاتم ميرغني عبدالرحمن شخصية بارزة في الساحة السياسية بولاية شمال كردفان، حيث يشغل منصب رئيس الفرع لحزب المؤتمر السوداني، بالإضافة إلى كونه أستاذًا مؤسسًا ومالكًا لمجموعة مدارس “نيم نت” في مدينة أم روابة. إن مصادرة ممتلكاته تعكس الأوضاع المتوترة التي تمر بها البلاد، وتثير القلق بشأن حرية التعبير وحقوق الأفراد في ظل الظروف السياسية الحالية.
منذ بداية الحرب، استمرت مجموعات مرتبطة بالجيش في المنطقة في توجيه الاتهامات له بدعمه للصراع وللقوات المساندة السريعة.
أعلن الجيش السوداني مؤخرًا أنه استعاد السيطرة على مدينة أم روابة بعد حوالي عامين من سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
تدور الصراعات بين الطرفين منذ 15 أبريل 2023، حيث بدأت في العاصمة الخرطوم قبل أن تمتد إلى ولايات أخرى. وقد شهدت مناطق كردفان ودارفور اشتباكات عنيفة على مدار 21 شهراً، وتمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على العديد من الولايات. مؤخرًا، بدأ الجيش عملية عسكرية كبيرة استعاد خلالها بعض المواقع.
بعد دخول الجيش والجماعات المساندة له إلى المدينة، تداول نشطاء صورة تُظهر قيام كتائب الحركة الإسلامية بالتعاون مع الجيش بذبح مدير المنطقة التعليمية في ريف وسط أم روابة، الأستاذ الطيب عبد الله، ومنع الاقتراب من جثته لعدة ساعات.
وقد حذّر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي من مخاطر استهداف المدنيين بتهم الانتماء أو التعاون مع قوات الدعم السريع، مؤكدين على أهمية تجنب إشراك السكان في النزاعات العسكرية.
تُعتبر أم روابة من المدن ذات الأهمية الاستراتيجية في ولاية شمال كردفان، حيث تقع على بعد حوالي 301 كيلومتر من العاصمة الخرطوم. وهي تُعتبر مركزًا تجاريًا حيويًا، خاصة في مجال تجارة الحبوب الزيتية والكركديه. بالإضافة إلى ذلك، فهي تعتبر نقطة تقاطع طرق رئيسية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالعاصمة الخرطوم وميناء بورتسودان.
منصه اخبار دعاميه