حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الحصار المفروض على مخيم زمزم، الواقع بالقرب من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، يؤدي إلى تفاقم معاناة الآلاف من المدنيين النازحين. وأكد المكتب أن هؤلاء النازحين يواجهون صعوبات كبيرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، خاصة بعد مرور عدة أشهر على إعلان المجاعة في المخيم، مما يضعهم في وضع إنساني بالغ الصعوبة.
خلال المؤتمر الصحفي اليومي، أشار نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إلى أن الوضع في مخيم زمزم قد ازداد سوءًا خلال شهر رمضان المبارك. حيث شهدت المنطقة نقصًا حادًا في المواد الغذائية، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية، مما جعل من الصعب على معظم الأسر الحصول على ما تحتاجه من غذاء واحتياجات يومية.
كما أضاف حق أن الوضع الأمني في المنطقة لا يزال مقلقًا، حيث تتواصل الهجمات المسلحة على الطريق الذي يربط بين زمزم والفاشر. وقد وردت أنباء عن وقوع العديد من الضحايا والمصابين نتيجة لهذه الهجمات، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويعكس الحاجة الملحة لتدخلات عاجلة من المجتمع الدولي لتخفيف معاناة السكان.
أشار أحد الشركاء الإنسانيين في زمزم إلى أنه حذر من أن وجود العبوات الناسفة التي يتم تصنيعها يدويًا داخل المخيم يمثل أيضًا مصدر قلق متزايد.
وأضاف: “على الرغم من التحديات الكبيرة في الوصول، تقوم فرق العمل الإنساني بتقديم الغذاء والماء والرعاية الطبية العاجلة، إلا أن الاحتياجات تفوق بكثير الموارد المتاحة.”
وأضاف: “ازداد الوضع سوءًا بسبب تقليل التمويل وخروج معظم المنظمات الإغاثية من المنطقة بسبب انعدام الأمن”.
اضطر برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه إلى وقف أنشطتهم في مخيم زمزم الشهر الماضي، بعد أن تعرض المخيم لقصف مدفعي يُنسب إلى قوات الدعم السريع.
تدهور الوضع في الخرطوم
أعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه بشأن تدهور الأوضاع في بعض مناطق ولاية الخرطوم. وأفاد المتطوعون العاملون في مجال الإغاثة بزيادة حالات سوء التغذية الحادة ونقص الأدوية في منطقة شرق النيل.
يُعاني الأطفال والنساء الحوامل بشكل واسع من سوء التغذية، لاسيما في منطقة الحاج يوسف التي تشهد ظروفًا خطيرة. ويعتبر نقص الغذاء من القضايا الأساسية نتيجة إغلاق معظم المطابخ المجتمعية.
أعرب فرحان حق عن قلق عميق بشأن التقارير المتعلقة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في الخرطوم، في ظل استمرار القتال وتغير خطوط السيطرة بسرعة.
وأضاف: “قبل أسبوعين، قام عمال الإغاثة في الصفوف الأمامية بتوثيق أكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد لدى الأطفال، مع تواصل زيادة الأعداد، حسبما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.”
أظهر أن هناك زيادة في حالات فقر الدم والتهاب الكبد والعمى الليلي والملاريا نتيجة النقص الشديد في الأدوية في المرافق الصحية القليلة التي ما زالت تعمل.
وجدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، المناشدة لوقف فوري للأعمال القتالية في السودان وتسهيل الوصول الإنساني غير المقيد، وذلك لتوفير المساعدات الضرورية لإنقاذ الأرواح.