خاص –يواصل الجنيه السوداني تدهوره أمام الدولار الأمريكي، حيث يسجل مستويات قياسية جديدة من الانهيار لم يسبق لها مثيل في تاريخ سوق العملات الأجنبية. هذا الانخفاض الحاد يأتي بعد قرب عامين من الأزمات التي بدأت في أبريل، مما أدى إلى فقدان العملة المحلية لقيمتها بشكل كبير، حيث تجاوزت قيمة الدولار الواحد 3000 جنيه في يوليو 2024. ويستمر هذا الاتجاه النزولي في أسعار الصرف سواء في السوق الرسمية أو السوق السوداء، مما يزيد من معاناة المواطنين.
يعاني الجنيه السوداني من تراجع مستمر في قيمته الشرائية، حيث وصلت الأوضاع إلى مستوى أزمة معقدة للغاية. مع تصاعد الاشتباكات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في النصف الأول من أبريل 2023، تفاقمت الظروف الاقتصادية بشكل ملحوظ. وقد أدى هذا الصراع إلى ارتفاع غير مسبوق في سعر الدولار الأمريكي، حيث تجاوز سعر الصرف حاجز الـ 570 جنيهاً ليصل إلى مستويات غير متوقعة تتجاوز 2690 جنيهاً بحلول 18 مارس 2025، مما أثر سلباً على القدرة الشرائية للمواطنين.
تساهم هذه التقلبات الحادة في أسعار الصرف في تفاقم الأزمة الاقتصادية، حيث شهدت أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية زيادات غير مسبوقة. إن تدهور قيمة الجنيه السوداني ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين، الذين يواجهون صعوبات متزايدة في تأمين احتياجاتهم اليومية.
في السوق السوداء، شهدت أسعار العملات الأجنبية ارتفاعاً ملحوظاً مقابل الجنيه السوداني، حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي 2690 جنيهاً سودانياً للبيع، بينما وصل سعر الشراء إلى 2660 جنيهاً. يأتي هذا الارتفاع في ظل تذبذب أسعار الصرف الذي تعاني منه الأسواق، والذي قد يتجاوز أحياناً الأسعار الرسمية التي تحددها الجهات الحكومية. وقد أكدت مصادر مالية لمراسل “أخبار السودان” أن هذا الوضع يؤثر بشكل كبير على العمليات المالية الخاصة.
تشير المؤشرات الإحصائية إلى زيادة ملحوظة في قيم العملات الخليجية مقارنة بالجنيه السوداني. فقد سجل الريال السعودي ارتفاعاً ليصل إلى حوالي 709.33 جنيهاً، بينما تجاوز الدرهم الإماراتي 724.79 جنيهاً. كما أظهر الريال القطري نمواً ملحوظاً ليصل تقريباً إلى 728.76 جنيهاً. هذه الزيادات تعكس التحديات المستمرة التي يواجهها الجنيه السوداني، مما ينعكس سلباً على القدرة الشرائية للمواطنين.
أفاد مراسل موقع “أخبار السودان” بوجود تباين ملحوظ في أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني بين البنوك المختلفة. حيث سجل بنك الخرطوم سعر صرف يبلغ حوالي 2020 جنيهاً لكل دولار، بينما انخفض هذا السعر في بنك أم درمان إلى نحو 1990 جنيهاً. وفي الوقت نفسه، شهد بنك فيصل ارتفاعاً في السعر ليصل إلى حوالي 2100 جنيهاً لكل دولار، مما يعكس الفوضى الحالية في سوق الصرف.
أشار خبراء الاقتصاد إلى أن العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع قيمة العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني وتراجع قيمته تعود إلى النزاع الذي اندلع في أبريل والأحداث التي تلت ذلك. كما أوضحوا أن البنك المركزي السوداني لجأ إلى طباعة النقود المحلية بشكل متكرر، مما ساهم في تفاقم أزمة انخفاض قيمة الجنيه. ويعتبر هؤلاء الاقتصاديون أن استمرار إصدار العملة الوطنية دون وجود احتياطي أجنبي قوي يعد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ضعف العملة السودانية.
تشير التوقعات المستقبلية إلى أن الجنيه السوداني سيستمر في فقدان قيمته نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه البلاد. وقد أدت هذه الأزمة إلى تقليص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقارب 40% في عام 2023، وفقاً لما أفادت به الجهات الرسمية. هذه الظروف تساهم في زيادة تكاليف السلع والخدمات، مما يزيد من معاناة المواطنين ويؤثر سلباً على مستوى المعيشة.
أسعار بيع العملات مقابل الجنيه السوداني
العملة | السعر بالجنيه السوداني |
---|---|
الدولار الأمريكي | 2690 |
الريال السعودي | 717.33 |
الجنيه المصري | 53.256 |
الدرهم الإماراتي | 732.97 |
اليورو | 2923.91 |
الجنيه الإسترليني | 3493.50 |
الريال القطري | 736.986 |
متوسط اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم الثلاثاء 18\03\2025م (وقت نشر الخبر)
تنويه \ نظرا لظروف الحرب لم تحدث غالبية البنوك الاسعار منذ 13 ابريل عدا بعضها ونقوم بالتحديث بشكل مباشر والاسعار في السوق الموازي متباينة وغير مستقرة وتختلف بنسبة كبيرة من تاجر لاخر
تنويه \ يختلف سعر الدولار وبقية اسعار العملات من تاجر الى اخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباه والاسعار قابلة للتغيير