تعتبر العاصمة نقطة الانطلاق الرئيسية للسلطة في أي دولة، حيث تمثل مركز الحكم الذي يحدد معالم السيطرة حتى في ظل غياب السيطرة الكاملة. من يمتلك السيطرة على العاصمة يتمتع بميزة استراتيجية كبيرة في أي صراع سياسي أو عسكري. هذه القاعدة التاريخية والجغرافية تنطبق على العديد من الدول، حيث تتداخل فيها إدارة الصراعات والتغيرات السياسية. السودان، الذي يعاني من صراع عنيف في عاصمته، يبرز كحالة واضحة لهذه الديناميكية.
تشهد العاصمة السودانية، الخرطوم، معارك ضارية نتيجة للاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، حيث يتم استخدام أسلحة ثقيلة وخفيفة. هذه الاشتباكات أدت إلى وقوع خسائر بشرية ومادية فادحة، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية التي يعتمد عليها السكان. الوضع في الخرطوم يتسم بالتوتر الشديد، حيث تتزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل استمرار القتال.
وفقًا لمصادر عسكرية، لا تزال الاشتباكات مستمرة في المناطق المحيطة بمقر القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي في وسط الخرطوم، مما يزيد من حدة التوتر في المدينة. كما أفادت المصادر بأن قوات “الدعم السريع” قامت بنصب كمائن لعناصر الجيش السوداني، مما أسفر عن وقوع العديد من القتلى والجرحى. هذه التطورات تعكس الوضع المتأزم الذي يعيشه السودان، وتسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد في ظل الصراع المستمر.
ذكرت المصادر أن عناصر القنص المنتمين لقوات الدعم السريع والمتواجدين في أعلى المباني وسط الخرطوم، يعرقلون تقدم الجيش السوداني ووصوله إلى المناطق الحيوية والاستراتيجية.
يأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من تهديد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بزيادة حدة المعارك، وتأكيده على أن قواته لن تتراجع عن القصر الرئاسي أو عن العاصمة الخرطوم.
في المقابل، أعلن الجيش السوداني مساء أمس الاثنين عن اندماج قوات سلاح المدرعات مع القوات التابعة للقيادة العامة، مما يعني رسميًا انتهاء وجود قوات “الدعم السريع” في المنطقة الغربية من القيادة العامة.
ذكرت المصادر العسكرية لـ”العين الإخبارية” أن قوات “سلاح المدرعات” نفذت خلال الساعات القليلة الماضية عملية عسكرية موسعة، مما أتاح لها التقدم شمالًا وشرقًا والسيطرة على مساحات واسعة من أحياء الخرطوم 2 و3، بالإضافة إلى السيطرة على جسر “المسلمية” وأبراج “النيلين” ذات الأهمية الاستراتيجية، التي كانت تستخدمها قوات الدعم السريع كمواقع لقناصين مدربين.
بثت منصات تابعة للجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر لحظة وصول الجنود القادمين من أقصى جنوب الخرطوم إلى المقاتلين المتواجدين في المقر الرئيسي للجيش شرقي العاصمة.
أزمة إنسانية
إنسانياً، أفادت غرفة طوارئ محلية في الخرطوم (نشطاء) في بيان لها، بأن “الأسبوع الماضي شهد مقتل 50 شخصًا، من بينهم 10 متطوعين على الأقل، بالإضافة إلى اختطاف واعتقال 70 مدنياً، بالإضافة إلى 12 متطوعًا آخرين.”
أعلنت غرفة الطوارئ المحلية في الخرطوم عن زيادة حالات سوء التغذية بين الأطفال وكبار السن والحوامل، مما تسبب في وفاة 7 أطفال منذ بداية مارس الحالي.
وأوضحت أن الحالة الصحية والبيئية تتدهور بسبب زيادة انتشار الأمراض، ونقص الأدوية، وإغلاق العيادات والمراكز الصحية والمستشفيات، بالإضافة إلى استهداف الطواقم الصحية المتطوعة.
معركة طويلة
وفقًا للخبير الأمني فخر الدين يوسف، ستكون معركة الخرطوم طويلة الأمد بسبب التعقيدات المعروفة لحروب المدن وصعوبة التنقل وتوصيل الإمدادات العسكرية والغذائية.
أشار يوسف لـ”العين الإخبارية” إلى أن سلاح المدرعات في الجيش السوداني ظل منفصلًا عن باقي القوات العسكرية في الخرطوم منذ بداية القتال قبل حوالي 23 شهرًا، باستثناء ممر وحيد عبر النيل كان يستخدم لإرسال المساعدات الغذائية والدوائية.
أكد الخبير الأمني أن التحام قوات القيادة العامة مع جنود سلاح المدرعات سيوفر الفرصة لوصول تعزيزات عسكرية ويُسهل عملية الانفتاح نحو المنطقة الجنوبية، وبالتحديد إلى مجمع اليرموك، ومعسكر الاحتياطي المركزي، ومعسكر طيبة حتى جبل الأولياء، كما يتيح أيضًا الانفتاح نحو المطار.
وذكر أن التطورات الأخيرة في الميدان تعني تعزيز الحصار حول القصر الجمهوري ومقر الاستراتيجية وعدد من المواقع الهامة في وسط الخرطوم، التي لا تزال تحت سيطرة “الدعم السريع”.
تعزيزات
ولكن هذا لا يعني أن المعركة ستسير بشكل أحادي، حيث أشار الخبير الأمني إلى أن قوات “الدعم السريع” قامت بإدخال أسلحة متطورة وطائرات مسيرة استراتيجية لحماية القصر الرئاسي وباقي المواقع الأمنية والعسكرية التي تسيطر عليها منذ بداية النزاع، مما يزيد من صعوبة المعارك.
لقد فرضت قوات الدعم السريع منذ الأشهر الأولى لاندلاع النزاع المسلح في 15 أبريل 2023 حصارًا على مقر سلاح المدرعات، حيث خاضت معارك عنيفة بهدف السيطرة على هذا المرفق الاستراتيجي، ولكن دون نجاح.
خلال الأشهر الماضية، استطاع جنود “سلاح المدرعات” التقدم شمالًا والوصول إلى جسر الحرية في وسط الخرطوم، بعد خوض معارك شرسة ضد قوات الدعم السريع، التي اضطرت للانسحاب نحو القصر الرئاسي وبعض مقرات المؤسسات الحكومية وجزيرة توتي.
لا تزال قوات “الدعم السريع” تستحوذ على مواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم، بما في ذلك: “القصر الرئاسي”، و”مطار الخرطوم”، و”بنك السودان المركزي”، و”برج شركة زين للاتصالات”، و”برج الفاتح”، ومبنى “رئاسة الوزراء”، ومنطقة “السوق العربي”، و”أرض المعسكرات سوبا”، و”المدينة الرياضية”، ومعسكر “الدفاع الجوي”.
تسيطر أيضاً على مقر “الاحتياطي المركزي”، ومعسكر “طيبة”، ومبنى “جهاز الأمن والمخابرات”، ومباني “فرع الرياضة العسكري”، ومباني “معهد الاستخبارات العسكرية”، وأكاديمية “الأمن العليا”، وإدارة “العمليات الخاصة”، ومقر “الشرطة العسكرية”، و”وزارة الداخلية”، و”وزارة الخارجية”.
يشارك الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” منذ منتصف أبريل 2023 في صراع أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح حوالي 14 مليون آخرين، وفقًا للأمم المتحدة والسلطات المحلية. بينما قدرت دراسة أجرتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.
تتزايد المناشدات من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب، وذلك من أجل تجنب السودان كارثة إنسانية تهدد ملايين الأشخاص بالمجاعة والموت نتيجة نقص الغذاء الناجم عن القتال الذي اشتد في 13 ولاية من أصل 18.
بختنا بيكم يا خبراء و مستشارين و تيوس مستعاره تحت الطلب في أي حاجه
الكلام الفارغ ده اكيد كتبه طبيز عشان يرفع معنوية المرتزقة المحاصرين الهالكين
خبر مفبرك ومعلومات كاذبة ملفقة لا اساس لها من الصحة