أفادت مصادر وشهود عيان أن قوات الدعم السريع تحاصر مدينة المالحة في شمال دارفور، مما أثار مخاوف من هجوم قريب على المدينة التي تخضع لسيطرة القوة المشتركة والجيش السوداني.
تقع مدينة المالحة على بُعد حوالي 210 كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة الفاشر، التي تُعتبر عاصمة ولاية شمال دارفور.
ذكر شاهد عيان من منطقة المالحة، فضل عدم الإفصاح عن هويته لأسباب أمنية، لموقع “دارفور 24″ أن قوات الدعم السريع تعمل على محاصرة المدينة من جهات متعددة، مؤكدًا أنها تتواجد على مسافات قريبة في المناطق الجنوبية، والجنوبية الغربية، والشمالية الغربية والشرقية.
أشار إلى أن هناك حالة من الحذر والترقب تسود بين السكان نتيجة للخوف من هجوم محتمل على المدينة، موضحاً أن عدداً كبيراً من القوات المشتركة والجيش السوداني يتمركزون في الشمال والشرق من المدينة في استعداد لمواجهة أي هجوم قد يحدث.
وأكد أنه لم تُسجل حتى الآن أي حالات نزوح من المدينة، بينما لا يزال النازحون من مناطق مليط وجبل عيسى والصياح موجودين في مراكز الإيواء في المالحة.
أكد مصدر من قوات الدعم السريع لـ”دارفور24” أنه تم إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة جبل عيسى شمال غرب المالحة، في حين تتواجد القوات في “حلف” غرب المالحة، و”مدو” جنوب المالحة.
أشار إلى أن القوة التي يقودها علي وافي بلغت مشارف المالحة من الجهة الجنوبية واستقرت في “مدو”، بالإضافة إلى تجمّع كبير من الجنود والمعدات في بلدة “حلف” الواقعة جنوب غرب المدينة.
في نفس السياق، أفاد مصدر آخر من مدينة حمرة الشيخ التابعة لولاية شمال كردفان، والتي تقع شرق المالحة، بأن قوات الدعم السريع قامت بتجميع آليات وقوات كبيرة من أجل مهاجمة المالحة من الاتجاه الشرقي.
أكد أحد قادة القوة المشتركة للحركات المسلحة لموقع “دارفور24” وجود تحركات لقوات الدعم السريع، مشيرًا إلى استعداد قواتهم للتصدي لأي هجوم محتمل على المدينة، دون ورود تفاصيل إضافية.
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر جنودًا من قوات الدعم السريع، وقد تحقق منه موقع “دارفور24″، حيث يطلبون من سكان المالحة مغادرة المدينة خلال 72 ساعة من أجل سلامتهم.
تتولى قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة السيطرة على مدينة المالحة، التي تقع في المناطق الصحراوية القريبة من دولة ليبيا، وتعتبر نقطة تقاطع تربط مدينة الدبة في الولاية الشمالية ومدينة حمرة الشيخ في ولاية شمال كردفان.
في وقت سابق من فبراير الماضي، قام الجيش السوداني بإرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة المالحة في محاولة لرفع الحصار المفروض على مدينة الفاشر، الذي بدأ منذ مايو الماضي.
شهدت المدينة الأسبوع الماضي هجومًا بالطائرات المسيرة أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين.