عادت منطقة المالحة، التي تخضع لسيطرة القوة المشتركة للحركات المسلحة في ولاية شمال دارفور، إلى واجهة الأحداث مجددًا بعد الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع يوم الخميس. وقد زعمت هذه القوات أنها تمكنت من السيطرة على المنطقة، التي تُعتبر ذات أهمية استراتيجية نظرًا لقربها من الحدود الليبية ووجود خط إمداد مفتوح مع شمال وشرق السودان. إلا أن القوة المشتركة أكدت أنها تصدت للهجوم واستعادت السيطرة على المالحة، مما يعكس التوتر المستمر في المنطقة.
جاء هذا التطور بعد إعلان قوات الدعم السريع عن استيلائها على المالحة، حيث أفاد المتحدث باسمها في بيان رسمي بأن قواتهم قد تمكنت من السيطرة على المعسكر الرئيسي للحركات المسلحة في المنطقة، واستولت على كميات كبيرة من المركبات القتالية والأسلحة والذخائر. ومع ذلك، ردت القوة المشتركة للحركات المسلحة، المتحالفة مع الجيش السوداني، ببيان متناقض لاحق أكدت فيه أنها تمكنت من صد الهجوم واستعادة السيطرة على المنطقة.
وأشارت القوة المشتركة إلى أنها ألحقت “خسائر فادحة” بقوات الدعم السريع على محورين، حيث قالت أنها “سحقتهم تمامًا” وأجبرتهم على التراجع، تاركين خلفهم قتلى وجرحى بالإضافة إلى عتاد عسكري لكن بيان المشتركة تحدث عن محاصرة الدعم في المالحة ثم ذكر البيان بان القوات قد سحقتهم ، وإجبرتهم علي الفرار مولين الدبر ولم يتم تداول فيديوهات حول استعادة السيطرة حتى اللحظة فيما قام الدعم السريع بنشر مقاطع لسيطرته على المدينة والمعسكر كما قام اعلامه بنشر فيديوهات ليلية تظهر عناصرها في المدينة. هذا التصعيد في الصراع يعكس التوترات المتزايدة في المنطقة، ويشير إلى استمرار النزاع بين القوات المختلفة في دارفور، مما يثير القلق بشأن الاستقرار والأمن في المنطقة.
امس الخميس ، انتشرت مقاطع فيديو توثق لحظة قيام قوات الدعم السريع بإطلاق سراح عدد من المحتجزين في مراكز الاحتجاز التابعة للقوات المشتركة الموالية للجيش السوداني. جاء هذا الحدث بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة المالحة، الواقعة في الشمال الشرقي من مدينة الفاشر، التي تُعتبر مركز ولاية شمال دارفور.
وقد تم تسجيل “شهادات الضحايا” وفق المرصد السوداني الوطني لحقوق الانسان التي تتحدث عن الانتهاكات التي تعرض لها المحتجزون، بما في ذلك عمليات الإعدام التي تمت دون اتباع الإجراءات القانونية أو المحاكمات اللازمة. هؤلاء المحتجزون كانوا محتجزين قسراً داخل سجن القوات المشتركة في مدينة المالحة .
كما أظهرت الفيديوهات لحظات مؤثرة لتحرير المعتقلين، حيث شملت هذه المجموعة مدنيين، من بينهم نساء، مما يعكس حجم المعاناة التي تعرض لها هؤلاء الأفراد.
وثقت مقاطع فيديو منتشرة اليوم الخميس الموافق 20 مارس لحظة إقدام قوات الدعم السريع على إطلاق سراح عدد من المحتجزين قسريا في في مراكز الاحتجاز التابعة لمليشيات القوات المشتركة الموالية للقوات المسلحة السودانية، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة المالحة في الشمال الشرقي من مدينة… pic.twitter.com/Qk4T9Aduay
— المرصد السوداني الوطني لحقوق الإنسان (@SnohrSd) March 20, 2025
تقع منطقة المالحة على بعد حوالي 210 كيلومترات شمال مدينة الفاشر، وقد قام الجيش خلال شهري فبراير ومارس بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، بهدف التقدم نحو الفاشر وكسر الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة.
تشهد الحدود الثلاثية التي تربط بين السودان وليبيا وتشاد مواجهات عنيفة منذ عدة أشهر، حيث يتصدى الجيش وحلفاؤه من الحركات المسلحة لقوات الدعم السريع. تسعى هذه الأطراف إلى تأمين طرق الإمداد في منطقة الصحراء الكبرى، مما يزيد من حدة الصراع في المنطقة.
تقع محلية المالحة في منطقة جبال الميدوب، حيث تبعد حوالي 220 كيلومترًا عن مدينة الفاشر و355 كيلومترًا عن دنقلا. تحدها من الشمال مصر، ومن الشمال الغربي ليبيا، ومن الغرب تشاد، ومن الشرق ولاية شمال كردفان، بينما تحدها من الشمال الشرقي الولاية الشمالية، ومن الجنوب الغربي محلية كتم ووادي هور العلي، ومن الجنوب محلية مليط، ومن الجنوب الشرقي محلية الكومة حتى مثلث أم قوزين. تتكون المالحة من ثماني وحدات إدارية.