أثارت التصريحات التي أدلى بها مساعد القائد العام للجيش الفريق ياسر العطا، والتي اتهم فيها دول تشاد وجنوب السودان والإمارات، ردود فعل واسعة النطاق. حيث تضمنت تصريحاته تهديدات صريحة لتلك الدول، مشيرًا إلى أن مطاري أنجمينا وأم جرس في تشاد أصبحا أهدافًا عسكرية مشروعة للجيش السوداني. هذه التصريحات أثارت قلقًا كبيرًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية، حيث اعتبرها الكثيرون تصعيدًا غير مبرر في التوترات الإقليمية.
في سياق متصل، تعهد العطا بالانتقام من ما وصفها بـ “مراكز النفوذ العميلة الفاسدة في جنوب السودان”، مما زاد من حدة التوتر بين الدول المعنية. من جانبها، أكدت الحكومة التشادية أن هذه التهديدات تمثل إعلان حرب، مشددة على حقها في اتخاذ التدابير اللازمة للدفاع عن سيادتها. وفي خطوة دبلوماسية، استدعت وزارة خارجية جنوب السودان السفير السوداني في جوبا، عصام كرار، لتسليمه احتجاجًا رسميًا على تصريحات العطا، مما يعكس عمق الأزمة المتصاعدة.
في بيان رسمي، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية التشادية، إبراهيم آدم محمد، عن إدانته القوية لتلك التصريحات غير المسؤولة، مشيرًا إلى أنها قد تُعتبر إعلان حرب وما يترتب عليها من تداعيات. وأكد أن هذه الخطابات العدوانية تساهم في خلق أجواء من التوتر الخطير في المنطقة، مشددًا على أن تشاد، كدولة تسعى للسلام، لن تتهاون مع أي شكل من أشكال العدوان الموجه ضدها، بغض النظر عن مصدره.
وأوضح أنه إذا تعرضت أراضي تشاد أو أمنها للخطر مرة أخرى، فإن البلاد سترد بحزم وبما يتناسب مع طبيعة العدوان.جاءت تصريحات الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش، في إطار الاتهامات التي يوجهها قادة الجيش لدولة الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة حديثة.
حيث تُطلق هذه الطائرات من مطارات داخل تشاد لتستهدف أهدافًا مدنية وعسكرية في الأراضي السودانية.في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، قدمت وزارة الخارجية في جنوب السودان احتجاجًا رسميًا يوم الاثنين على العطا، مشيرة إلى أنها ستتخذ تدابير لحماية مواطنيها والدفاع عنهم ضد أي عدوان. واعتبرت وكيلة وزارة الخارجية، أغنيس أدلينو، في بيان لها أن تصريحات العطا غير مقبولة وتتعارض مع مبادئ العلاقات الدبلوماسية كما أنها تضعف السيادة.
دعت البيان الحكومة السودانية إلى توضيح موقفها من تصريحات العطا ومنع تكرار مثل هذا الخطاب، وأكدت على التزام جوبا بالحوار البناء والاستعداد للرد على الإجراءات التي تهدد مصالح وسيادة جنوب السودان. وذكرت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان آخر أن حكومة جوبا ستتخذ كافة التدابير اللازمة لحماية سلامتها الإقليمية وسلامة مواطنيها، وهي مستعدة للدفاع عن الوطن ضد أي نوع من أنواع العدوان.
تتهم الخرطوم جوبا بتقديم الملاذ لقوات الدعم السريع وتقديم الدعم لعناصرها المصابين، بالإضافة إلى السماح لهم بتلقي العلاج في المستشفيات القريبة من الحدود بين البلدين. وقد شهدت العلاقات بين الخرطوم وجوبا توترًا بعد ادعاءات بمقتل مواطنين من جنوب السودان في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، على يد الجيش السوداني إثر استعادة السيطرة على المدينة في 12 يناير الماضي، حيث أكدت الحكومة السودانية التزامها بالتحقيق في هذه الادعاءات.