خلال الإفطار الرمضاني الجماعي الذي نظمته نقابة الصحفيين بكمبالا والذي حضره العديد من كبار الزملاء الصحفيين ومن خلال الحوارات الجانبية عن الأوضاع بالسودان طرحت سؤال عام للزملاء ليس كاستطلاع، بل لمجرد الإلمام بوجهات النظر المختلفة وكان عبارة عن ثلاث كلمات: الي اين يمضي السودان وبكل اسف كانت الاجابات عبارة عن مجموعة من (الاحباطات) رغم قناعتي بأنها مسار للواقع المعاش..
وبغض النظر عن ذكر الأسماء قال زميل صحفي كبير خرج قبل فترة وجيزة من معتقلات الحكومة ووصل الي (كمبالا) بعد معاناة فإنه وحسب ما شاهده هناك أن البلاد في وقت قريب ستصل لمرحلة أمراء المقاطعات وسيحكم كل مقاطعة أمير من أمراء الحرب ليتمتع بثرواتها كما يحدث بجمهورية الكنغو اليوم فالصراع بصورة عامة عبارة عن صراع حول السلطة والثروة والسبيل الوحيد الي ذلك يمر عبر السلاح والقهر والجهوية ..
وفي إعتقادي أن طرح زميل صحفي اخر كان أقل مرارة وهو يرى أن البلاد تتجه للإنقسام لدولتين كالحالة الليبية، بل أسوأ مع إستمرار القتال بينهما لسنوات طويلة قادمة وهو الرأي الذي شاركه فيه العديد من الزملاء، بل إن بعضهم مضى إلى أكثر من ذلك بأن الامر ربما يتعدي أكثر من حكومتين، بل سيتعدى إنشقاق بعض المناطق الطرفية وإنضمامها كجزء إلى إحدى دول الجوار ..
وأكثر المتفائلين لم يذكر أبداً إنتصار أحد طرفي النزاع أو الدخول في حوار (سوداني سوداني) لحل النزاع عبر مائدة المفاوضات بكل اسف وفي قناعة جماعية أن السودان يمضي الي الهاوية وعموماً فقد أجمع الجميع أن إنقاذ البلاد بيد القوى المدنية إذا ما التزم طرفي الحرب بالجلوس إلى مائدة الحوار والخروج من العمل السياسي والعمل على تكوين جيش وطني واحد .. وهو أمر يرى الجميع استحالته في الوضع الراهن ..
ولم يخرج الجميع سوى أننا في أزمة وجود حقيقية..
الجريدة
المصدر من هنا
بل بس لغاية ما يجيبو زيت