صفاء الفحل تكتب : عشوائية التصريحات

الخطابات الحماسية العشوائية الإسترجالية قد تجد بعض الهوى في نفوس المغيبين او المصلحجية وتنزل الدعوات إلى إستمرار الحرب برداً وسلاماً على نفوسهم التواقة لسماع مثل هذه (التطمينات) ولكنها في ذات الوقت لن تصنع واقعا جديدا في حرب الطامعين في السلطة العبثية، بل يمكن أن تزيد من تعقيد المشهد المعقد اصلاً ويتصرف فيه الجميع بطيش وبلا عقلانية ..

ولا أدرى التصنيف الذي يمكن أن نضع فيه تصريح مساعد قائد الجيش ياسر العطا والذي أعتقد بأنه لا يدرك بأن تصريحاته تعتبر ك(بيان) رسمي عن الدولة على إعتبار منصبه بأن مطاري (ام جرس وانجمينا) من الأهداف المشروعة للجيش السوداني…
هل هو تصريح سياسي ام عسكري ام إعلان صريح للحرب على تشاد ويحق لها الرد عبر خارجيتها بأن قاعدة (وادي سيدنا والقيادة العامة) يمكن ان تكون اهداف عسكرية مشروعة للجيش التشادي وبغض النظر عن عشوائية (كاسات) هل يملك الجيش السوداني فعلا القدرة على ضرب مطار ام جرس او (انجمينا) المحروس بقوات فرنسية وهل سيصمت العالم على افتراض أنه قد حدث فعلا.

ونحن حقا بحاجة إلى ضبط التصريحات والخطابات العشوائية من بعض (اللا مسئولين) فلا يعقل أن يصحو أحدهم وبقايا ليلة الأمس الحمراء في رأسه ليصرح ويصرخ كما يشاء ويفجر أزمة دبلوماسية تؤثر على علاقات البلاد بمحيطه الإقليمي والدولي ارضاء لمجموعة محدودة تلتف حوله خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن وكانما يعيش في غرفة مغلقة في ظل مجموعة (متربصة) تنتظر مثل هذه التصريحات لتوسيع هوة التوافق واشعال نيران العداء من أجل زيادة نيران القتال بناءاً على مصالحهم بأن لا تصل البلاد لحالة توافق وأن تستمر هذه الحرب العبثية لاطول فترة ممكنة …

حكومة الأمر الواقع في بورتسودان التي تفرض نفسها على رقاب الشعب السوداني والوطن عليها تقديم إعتذار رسمي اولاً من هذه التصريحات قبل أن تمنع كافة اللامسئولين الذين يفوضون نفسهم لرسم سياسة البلاد من التصريح خاصة فيما يتعلق بسياسة البلاد الخارجية وإلا فلا داعي لوجود وزير للخارجية أو وزير للاعلام وناطق رسمي باسم الحكومة رغم اننا على ثقة بانه لا يمكن ضبط الخطاب الرسمي في ظل حكومة تتجاذبها العديد من الأطراف من كتائب إسلامية وحركات دارفورية ومليشيات مناطقية وجهوية وان الفوضى التي تضربها لن تتوقف مالم تتشجع بفتح حوار موسع يعمل على تحجيم (النفخة الكذابة) لهذه الجهات ويضعها في حجمها الطبيعي بحكومة كفاءات انتقالية مدنية ترسم المعالم للانتقال الديمقراطي، ونعلم بان الأمر أحلام ولكنه مهما يكن فإنه لا يصح الا الصحيح …
وثورتنا ستظل مستمرة مهما كترت المؤامرات.
والمناداة بالقصاص والمحاسبة لن يتوقف.

والرحمة والخلود لشهدائنا
الجريدة

المصدر من هنا