تشهد مناطق جنوب الخرطوم تدهورًا ملحوظًا في الوضع الأمني، حيث تتغير الخريطة العسكرية مع تقدم الجيش نحو العديد من المناطق الحيوية في العاصمة، وخاصة في جنوب وشرق الولاية خلال الساعات الأخيرة. هذا التقدم العسكري يأتي في ظل تصاعد التوترات الأمنية، مما يزيد من قلق السكان المحليين.
أفادت مصادر ميدانية بأن أعمال النهب قد طالت عدة مناطق، بما في ذلك السوق المركزي والسلمة والأزهري والإنقاذ ومايو، وذلك خلال يومي الاثنين والثلاثاء 25 مارس 2025. وقد أظهرت التقارير أن مجموعات مسلحة تابعة لقوات الدعم السريع قد انتشرت في الشوارع، حيث أجبرت المواطنين على تسليم ممتلكاتهم، بما في ذلك الهواتف والأموال، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان.
وفقًا لشهادات عيان، خلت شوارع الأحياء السكنية الواقعة جنوب الحزام من المارة وحركة السيارات في وقت مبكر من صباح اليوم، مما يعكس حالة من الخوف والقلق. كما توقفت نقاط تقديم خدمة الإنترنت “ستار لينك” نتيجة لأعمال النهب المتزايدة. وقد تعرضت عشرات المتاجر في هذه المناطق للنهب من قبل المجموعات المسلحة، حيث تم تهديد المواطنين بالسلاح أثناء قيامهم بالتسوق.
تستمر قوات الدعم السريع في السيطرة على منطقة جنوب الخرطوم منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل 2023. ورغم أن بعض الخدمات الأساسية مثل مستشفى بشائر والأسواق لا تزال تعمل، إلا أن معظم الخدمات الأخرى توقفت بشكل ملحوظ خلال الشهرين الماضيين، مما أثر سلبًا على حياة السكان في تلك المنطقة.
وفي هذا السياق، يشير الباحث في الشؤون الاستراتيجية محمد عباس، وفقًا لموقع الترا سودان، إلى أن قوات الدعم السريع المنتشرة في جنوب وشرق الخرطوم، والتي تُعتبر آخر معاقلها، لا تسعى للبقاء لفترة طويلة في هذه المناطق، خاصة مع تقدم الجيش وفقدانها لخطوط الإمداد الحيوية. ويؤكد عباس أن القوات المسلحة لن تواجه صعوبات كبيرة في استعادة السيطرة على ولاية الخرطوم، مما يعني أن العاصمة باتت عمليًا تحت سيطرة الجيش في انتظار الإعلان الرسمي عن ذلك.
كما أضاف عباس أن الوضع قد تغير بشكل كبير منذ معارك القصر الجمهوري، حيث استعاد الجيش السيطرة عليه، مما أدى إلى تراجع قوات الدعم السريع من وسط العاصمة. وذكر أن بعض المجموعات من هذه القوات تحاول تأمين خروجها من المنطقة، مما دفعها للاختباء في بعض البنايات.