عبر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، يوم الأربعاء عن صدمته العميقة إزاء التقارير التي تفيد بمقتل مئات المدنيين وإصابة العديد نتيجة الغارات الجوية التي شنها الجيش السوداني على سوق طرة الأسبوعي في شمال دارفور بتاريخ 24 مارس. وفي سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” من أن 825 ألف طفل في الفاشر ومعسكر زمزم بولاية شمال دارفور يواجهون مخاطر جسيمة بسبب النزاع المستمر وتدهور الخدمات.
في هذه الأثناء، أفادت التقارير بأن خمسة أطفال، تتراوح أعمارهم بين عامين وست سنوات، لقوا حتفهم، كما أصيبت أربع نساء بجروح خطيرة جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر يوم الأربعاء. جاء ذلك في بيان صادر عن الفرقة السادسة مشاة – الفاشر، الذي أكد على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المنطقة.
تستمر الأوضاع في شمال دارفور في التدهور، مما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن سلامة المدنيين، خاصة الأطفال. إن التصعيد في الأعمال القتالية وغياب الخدمات الأساسية يزيد من معاناة السكان، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً من المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة.
سوق طره
قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في بيان له يوم الأربعاء بشأن قصف سوق طره: “تلقى مكتبي معلومات تفيد بأن 13 من الضحايا ينتمون إلى عائلة واحدة، وأن هناك تقارير تفيد بأن بعض المصابين توفوا نتيجة نقص شديد في الحصول على الرعاية الصحية. كما حصلنا على تقارير تفيد بأنه عقب الهجوم، قام عناصر من قوات الدعم السريع باعتقال مدنيين واحتجازهم بشكل تعسفي في طره”.نبه فولكر إلى أنه على الرغم من تحذيراته المستمرة ونداءاته المتكررة إلى القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لحماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي الإنساني، “يستمر المدنيون بالتعرض للقتل بشكل عشوائي وللإصابات وسوء المعاملة تقريبًا بشكل يومي، بينما تظل الأهداف المدنية مستهدفة بشكل متكرر”.
ودعا تورك مرة أخرى الطرفين إلى اتخاذ كافة التدابير الضرورية، كما يلزم بموجب القانون، لحماية المدنيين وتجنب استهداف الممتلكات المدنية، مشيراً إلى أن الهجمات العشوائية والاعتداءات على المدنيين والممتلكات المدنية مرفوضة وقد تُعتبر جرائم حرب.وأكد على أهمية وجود محاسبة شاملة عن الانتهاكات التي حدثت في الهجوم الأخير، وكذلك في العديد من الهجمات السابقة التي استهدفت المدنيين، مضيفاً: “لا ينبغي أن يصبح هذا السلوك أمراً اعتيادياً أبداً”.