حذرت مؤسسة لايف للإغاثة والتنمية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، مشيرةً إلى أنها تعتبر أكبر أزمة نزوح للأطفال على مستوى العالم، حيث بلغ عدد النازحين 25 مليون شخص، نصفهم من الأطفال، في ظل ظروف مأساوية تزداد سوءًا نتيجة الحرب ونقص الغذاء والمياه وظهور الأمراض.
الخرطوم: تسنيم الريدي
أفادت المؤسسة، التي أسسها عرب في الولايات المتحدة وتعمل في منطقة القرن الإفريقي منذ عشرين عامًا، أن النزاع المستمر أدى إلى تدمير 80% من البنية التحتية، مما تسبب في بقاء 60% من السكان تحت وطأة الجوع، بينهم 2.6 مليون طفل مهددين بالموت جوعًا.
ذكر عمر ممدوح، مدير المشروعات التنفيذية في المؤسسة، أن السودان يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني الأطفال من الجوع في الشوارع، بينما تجد الأمهات صعوبة في إرضاع أطفالهن نتيجة للجفاف وسوء التغذية. بالإضافة إلى الحرب، أسفرت الجفاف والفيضانات عن تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية، مما أدى إلى فقدان مصادر دخل الأسر.
انتشرت أمراض خطيرة مثل الكوليرا والحصبة في ظل تدهور القطاع الصحي، حيث توقفت 70% من المؤسسات الصحية عن مزاولة نشاطها.
فيما يتعلق بالتعليم، أشار التقرير إلى أن الحرب أسفرت عن تدمير أكثر من 5000 مدرسة، مما شكل خطرًا على مستقبل 19 مليون طالب، وهو ما دفع المؤسسة للمطالبة بمساعدات عاجلة ومستدامة لإنقاذ السودان.
على الرغم من المخاطر الأمنية، أكدت المؤسسة أنها كانت متواجدة في السودان منذ بداية الحرب في عام 2023، حيث عملت على دعم النازحين داخليًا، وكذلك اللاجئين السودانيين في مصر. وقد أولت اهتمامًا خاصًا للنساء والأطفال الذين تعرضوا للنهب والترهيب واضطروا للعيش في العراء بعد فقدان أسرهم.
أفاد ممدوح أن المؤسسة قامت بتوفير الطعام والماء لـ3,598 عائلة، ووزعت مساعدات غذائية متنوعة، بالإضافة إلى مستلزمات الحليب والحفاضات للأطفال. كما قدمت فرق المؤسسة رعاية طبية مجانية لحوالي 200 عائلة من الحوامل وكبار السن والأطفال، في ظل النقص الكبير في الخدمات الصحية.
في سياق مساعيها لمساندة الأسر المتضررة، قامت المؤسسة بتنفيذ مجموعة من المبادرات خلال شهر رمضان وعيد الأضحى، حيث شملت توزيع وجبات وسلال غذائية رمضانية، بالإضافة إلى ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم على 4,250 أسرة.
شملت جهودها أيضًا رعاية 130 يتيمًا، حيث نظمت لهم فعاليات ترفيهية ووزعت الملابس والألعاب، في سعي لتوفير أجواء من البهجة في ظل ظروفهم الصعبة.
على الرغم من تدخلها السريع، أكدت المؤسسة أن عدم الاستقرار الأمني وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة يمثلان عقبة كبيرة أمام تقديم المساعدات، مشيرة إلى أنها استطاعت خلال حملتها الإغاثية الأخيرة تقديم مساعدات طارئة لـ900 عائلة. ومع ذلك، لا تزال الحاجة تفوق قدرات الجهات الإنسانية، مما يتطلب استجابة دولية عاجلة لإنقاذ الشعب السوداني.