أعلن الجيش السوداني في بيان حديث عن تحقيق السيطرة الكاملة على العاصمة الخرطوم، وذلك في يوم الجمعة. وأوضح المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية أن الجيش تمكن من القضاء على آخر معاقل “ميليشيا” الدعم السريع في محلية الخرطوم، وذلك بفضل القوة والقدرة العسكرية التي أظهرها.
كما نفى المتحدث باسم الجيش السوداني صحة الادعاءات التي قدمتها الدعم السريع وأتباعها حول انسحابهم من المواقع العسكرية بموجب اتفاق مع الحكومة. وأكد أن ما حدث هو هروب غير مشرف لهم، حيث تركوا خلفهم جثث قتلاهم ومعداتهم في ساحات المعارك.
كانت قد أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، يوم الخميس، أنها لم تتكبد أي خسائر في المعارك، مشيرة إلى أنها قامت بإعادة تموضع قواتها وفتحت جبهات جديدة للقتال. وأكدت أن هذه الخطوات تعتبر ضرورية لضمان تحقيق أهدافها العسكرية، والتي تهدف في النهاية إلى حسم الصراع القائم ضد الجيش السوداني.
يأتي هذا البيان في وقت حساس، حيث تمكن الجيش السوداني من السيطرة على العاصمة الخرطوم، في إطار صراع داخلي مستمر منذ ما يقرب من عامين. وقد أشار مجلس السيادة الانتقالي في بيان له، يوم الأربعاء، إلى أن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قد وصل إلى مطار الخرطوم وقام بجولة في القصر الرئاسي، مما يعكس السيطرة العسكرية للجيش على المنطقة.
كما أفاد الجيش بأنه تمكن من السيطرة على قاعدة رئيسية لقوات الدعم السريع في جنوب العاصمة، واعتبرها آخر معقل رئيسي للجماعة شبه العسكرية في ولاية الخرطوم. وتعتبر هذه التطورات مؤشراً على تصاعد حدة الصراع بين الطرفين، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في البلاد.
وأعلن قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عن استعادة الجيش السيطرة الكاملة على العاصمة الخرطوم بعد سلسلة من المعارك العنيفة مع قوات الدعم السريع. وفي تصريحات أدلى بها من القصر الرئاسي، أكد البرهان أن الخرطوم أصبحت “حرة” وأن المواجهات التي شهدتها المدينة قد انتهت، مما يعكس تحولًا كبيرًا في الوضع الأمني في العاصمة.
في المقابل، أصدرت قوات الدعم السريع بيانًا أدانت فيه ما وصفته بجرائم الجيش ضد المدنيين في الخرطوم، مما يعكس استمرار التوترات بين الطرفين. وفي سياق متصل، أفادت مصادر خاصة بأن حكومة ولاية الخرطوم بدأت في اتخاذ ترتيبات لعودة النازحين إلى المدينة بعد إعلان الجيش عن فرض سيطرته عليها، مما يشير إلى خطوات نحو استعادة الحياة الطبيعية في العاصمة.
على الرغم من انتهاء القتال داخل الخرطوم، إلا أن هناك جيوبًا لقوات الدعم السريع لا تزال موجودة في بعض المناطق، مثل غرب أم درمان. كما أن العمليات العسكرية مستمرة في مناطق أخرى، خاصة في إقليم دارفور، حيث تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ أكثر من خمسة أشهر. وتؤكد التقارير أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على خمس ولايات ضمن ما يُعرف بمنطقة دارفور الكبرى، مما يبرز التحديات الأمنية المستمرة في البلاد.