وصل رئيس مجلس السيادة السوداني إلى المملكة العربية السعودية مساء يوم الجمعة في زيارة غير معلنة، حيث تأتي هذه الزيارة في وقت حساس بالنسبة للأوضاع في السودان. وقد أكدت المملكة العربية السعودية على دعمها لوحدة وسيادة السودان، مشددة على أهمية العمل من أجل إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء النزاع، ودعت إلى إعطاء الأولوية لمصالح الشعب السوداني في جميع الجهود المبذولة.
وفقًا لما أفاد به إعلام المجلس السيادي، استقبل البرهان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود في القصر الملكي بمكة المكرمة. وقد تناول اللقاء العديد من القضايا الهامة، حيث تمحورت المحادثات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين السودان والسعودية، بالإضافة إلى بحث آفاق التعاون المشترك التي من شأنها أن تعود بالنفع على الشعبين.
خلال اللقاء، أطلع البرهان ولي العهد السعودي على آخر تطورات الأوضاع في السودان، خاصة بعد النجاحات التي حققتها القوات المسلحة في ما يعرف بحرب الكرامة. وقد أبدى ولي العهد اهتمامًا كبيرًا بالتطورات الحالية، مما يعكس التزام السعودية بدعم السودان في هذه المرحلة الحرجة.
شارك في المباحثات سفير السودان في المملكة العربية السعودية، السفير دفع الله الحاج.
تأتي زيارة رئيس البرهان بعد أسبوع من استعادة الجيش للقصر الجمهوري من قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على الخرطوم. وقد أكد البرهان أن الجيش يعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتولي حكومة مدنية منتخبة السلطة في البلاد.
كان في استقبال البرهان بمطار الملك عبد العزيز الدولي الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، والمهندس علي القرني، نائب أمين محافظة جدة، وكذلك علي جعفر، السفير السعودي لدى السودان، وسفير السودان لدى السعودية، دفع الله الحاج، واللواء سليمان الطويرب، مدير شرطة جدة، وأحمد بن ظافر، مدير المراسم الملكية في المنطقة.
قام وفد سعودي رفيع المستوى برئاسة السفير السعودي في السودان، علي بن جعفر، بزيارة إلى مطار بورتسودان. وضم الوفد أعضاء من وزارة الخارجية السعودية، والصندوق السعودي للتنمية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. خلال الزيارة، قدّم الوفد جهازاً للمسح الضوئي للبضائع كجزء من حزمة المساعدات السعودية لتحسين البنية التحتية في السودان.
أكدت السعودية موقفها الثابت في دعم أمن واستقرار السودان ووحدة أراضيه، وأشارت الرياض في وقت سابق إلى ضرورة أن تضع الأطراف السودانية مصلحة البلاد فوق أي مصالح شخصية، وأن تعمل على تجنبه مخاطر الانقسام والفوضى.