قُتل تسعة مدنيين على الأقل وأُصيب 17 آخرون جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من مدينة الفاشر يوم الأحد. وفي حادثة أخرى في نفس اليوم، لقيت طفلة حتفها وأُصيب ثمانية مدنيين آخرين نتيجة قصف مدفعي مماثل في مدينة الأبيض بشمال كردفان. في سياق متصل، أكد اللواء محمد أحمد الخضر صالح، قائد الفرقة السادسة مشاة في الفاشر، أن القوات ستعمل على فك الحصار عن المدينة في القريب العاجل، مشيراً إلى أن النصر أصبح وشيكاً.
في بيان رسمي أصدرته قيادة الفرقة السادسة مشاة في الفاشر، تم التأكيد على أن “قوات الدعم السريع قامت بقصف مدفعي منذ ساعات الصباح الأولى، مما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين وإصابة 17 آخرين في مدينة الفاشر”. كما أوضح البيان أن الجيش السوداني والقوات المشتركة تمكنت من التصدي لهجوم بري شنته قوات الدعم السريع، حيث أشار إلى أن المدفعية التابعة للجيش دمرت حوالي أربع مركبات عسكرية وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف الجنود.
أفاد البيان بأن الطيران الحربي للجيش تدخل بقوة واستهدف قافلة إمداد تابعة لقوات الدعم السريع التي كانت تعتزم الدخول إلى الفاشر عبر المحور الجنوبي الشرقي، مما أدى إلى تدمير 12 آلية قتالية.
وأشار البيان إلى أن تدخل الطيران دفع مجموعات من الدعم السريع إلى الانسحاب نحو غرب المدينة، مما أتاح لقوات الجيش وحلفائه التقدم. ولم يتمكن راديو دبنقا من التواصل فورًا مع قوات الدعم السريع للتعليق على بيان الفرقة السادسة مشاه الفاشر، كما لم تصدر قوات الدعم السريع أي بيان حول التطورات في الفاشر .
في شمال كردفان، توفيت طفلة وأصيب ثمانية مدنيين آخرين بجروح جراء قصف مدفعي من قوات الدعم السريع استهدف مدينة الأبيض صباح يوم الأحد، أول أيام عيد الفطر المبارك. وذكر صحفيون ومصادر طبية مطلعة في مدينة الأبيض لراديو دبنقا أن المصابين تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأوضحت المصادر أن القصف أسفر أيضًا عن تدمير كبير في العديد من المنازل والبنية التحتية في المدينة.
وفي شمال دارفور، صرح قائد الفرقة السادسة مشاة بالفاشر، اللواء محمد أحمد الخضر صالح، أن شعب مدينة الفاشر كان ولا يزال أحد أسباب الانتصارات، على الرغم من وحشية قوات الدعم السريع، التي تمارس قصفاً مدفعياً مكثفاً وتحاصر المدينة سعياً لكسر إرادة سكانها. وأكد في كلمته بمناسبة العيد أن أبطال الفاشر قالوا كلمتهم: “لا بديل للقوات المسلحة إلا القوات المسلحة”، وأنه لا بديل للفاشر سوى الفاشر.
ووعد بفك حصار الفاشر قريباً، مشيراً إلى أن النصر يلوح في الأفق.تشهد مدينة الفاشر منذ مايو الماضي، معارك عنيفة بين الأطراف المتنازعة، مما أدى إلى نزوح معظم السكان، وأدت القتالات إلى مقتل العشرات من المواطنين وتسبب في دمار كبير طال البنية التحتية، بما في ذلك المرافق الصحية ومصادر المياه.
على مدار الأشهر القليلة الماضية، كثّفت قوات الدعم السريع حصارها حول مدينة الفاشر، في إطار جهود تهدف إلى السيطرة على المدينة، التي تُعتبر آخر معاقل السلطة المركزية في إقليم دارفور.