السودان الان السودان عاجل

سياسيون يتحدثون حول ما وراء خطاب البرهان وحميتي في ظل الأوضاع الراهنة؟

مصدر الخبر / راديو دبنقا

أثارت التصريحات التي أدلى بها قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتي بمناسبة عيد الفطر ردود فعل متباينة بين المواطنين السودانيين والأحزاب السياسية. حيث جاءت هذه الخطابات محملة بتصعيد واضح في لهجة الحرب، مما يعكس تباعداً عن أي مساعي للسلام أو وقف إطلاق النار. وقد انتقد البروفيسور صديق تاور، الذي كان عضواً سابقاً في المجلس السيادي، هذه الخطابات، مشيراً إلى افتقارها للروح الإنسانية والدينية التي تتناسب مع مناسبة العيد، في وقت تعيش فيه البلاد حرباً وصفها بأنها “عبثية مجنونة” دخلت عامها الثالث.

في كلمته، أكد الفريق البرهان على عدم وجود أي تراجع عن هزيمة قوات الدعم السريع، مشدداً على أنه “لا تراجع ولا مساومة ولا تفاوض” مع هذه القوات. هذه التصريحات تعكس موقفاً صارماً من قبل القيادة العسكرية، مما يزيد من حدة التوترات في البلاد. من جهة أخرى، جاء رد الفريق حميدتي ليؤكد على استمرارية القتال، حيث صرح بأن “الحرب لم تنتهِ بعد” وأنها لا تزال في مراحلها الأولى، مشيراً إلى أن الحوار مع الخصوم لا يمكن أن يتم إلا من خلال القوة العسكرية.

هذه التصريحات المتناقضة بين القائدين العسكريين تثير القلق بين المواطنين، الذين يأملون في تحقيق السلام والاستقرار في بلادهم. في ظل هذه الظروف، يبدو أن الأفق السياسي لا يزال معتماً، حيث تبتعد الأطراف المتنازعة عن أي حلول سلمية. إن استمرار هذه الحرب، التي تسببت في معاناة كبيرة للشعب السوداني، يتطلب من جميع الأطراف إعادة النظر في مواقفها والبحث عن طرق فعالة لإنهاء النزاع وتحقيق السلام الدائم.

علق البروفسير صديق تاور بالقول إن الشعب السوداني كان يأمل أن تكون الخطابات مؤشرًا على إنهاء الحرب التي تسببت في دمار واسع وشردت الملايين، إلا أنها جاءت دون أي التزام حقيقي بإنهاء النزاع. وأضاف في حديثه لراديو دبنقا أن هذه الحرب، التي تعتبر من أطول الحروب الداخلية في المنطقة، تمثل “أكبر جريمة تُرتكب في حق الشعب”، نظرًا للفظائع التي صاحبته والفوضى وانعدام القانون، بالإضافة إلى التهديدات الخطيرة لوحدة البلاد. كما دعا الطرفين إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، إذا كانا صادقين في نواياهما تجاه الشعب السوداني، مؤكدًا أن استمرارهما في الحرب يعكس دوافع غير وطنية تتعلق بالطموحات الانقلابية التي بدأت منذ 25 أكتوبر 2021، حيث يسعى كل منهما إلى السيطرة على السلطة وفرض أجندته على البلاد.

في تعليقه على خطاب البرهان، ذكر تاور أنه كان يتحدث “بلسانين”، مشيرًا إلى أن تغير موازين القوى العسكرية لصالح الجيش، خاصة في الخرطوم والجزيرة، جاء نتيجة للإرهاق السياسي الذي تعرضت له قوات الدعم السريع بسبب تصرفاتها، مما تسبب لها في خسائر سياسية أكبر من خسائرها العسكرية. بالمقابل، اعتبر أن الدعم السريع حاول أن يحقق بعدًا سياسيًا جديدًا من خلال تحالفاته الأخيرة في نيروبي مع بعض الحركات والقوى السياسية المنقسمة.

أوضح تاور أن هذه التغيرات السياسية والعسكرية كان ينبغي أن تحفز الطرفين على تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب، إلا أن كلماتهما لم تتضمن أي إشارة نحو حل سلمي يخفف معاناة المدنيين، الذين صاروا ضحايا للقذائف العشوائية من قبل قوات الدعم السريع، والقصف الجوي الذي يخطئ في تحديد الأهداف العسكرية ويصيب الأحياء والأسواق.

أكد تاور أن الشعب السوداني لم يكن طرفًا في هذه الحرب حتى يُعتبر داعمًا لأحد الجانبين، مشددًا على أن السودانيين داخل البلاد وخارجها كانوا ينتظرون موقفًا جادًا من القيادتين لإنهاء النزاع من خلال حلول سلمية. ومع ذلك، لا يزال كلا الطرفين متمسكًا بالتصعيد رغم معرفتهما بأن أي حرب، مهما طالت، ستنتهي بالتفاوض.

استنكر جعفر حسن، القيادي في تحالف صمود، خطاب البرهان وحميدتي، حيث قال لراديو دبنقا إن “الشعب السوداني في مثل هذه المناسبات يتوقع سماع خطاب يركز على عيدية وإيقاف الحرب، بدلاً من دق طبولها”. وأوضح أن الاتجاه الصحيح الآن هو السعي لإيقاف الحرب بدلاً من الانتصارات التي يعلنها الطرفان، والتي يدفع ثمنها المواطن السوداني. وأضاف، “كان ينبغي على البرهان أن يستغل هذه المناسبة بعد إعلانه استلام الخرطوم ليشرح للشعب السوداني خططه للمرحلة المقبلة، والتركيز على إيقاف الحرب، وينطبق ذلك كذلك على حميدتي بعد خروج قواته من الخرطوم”. وأبدى حسن أسفه لاستغلال الجنرالين هذه المناسبة لتصعيد الحرب وإغلاق باب السلام.

منذ أبريل 2023، يعاني الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من حرب عنيفة أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف فرد، بالإضافة إلى نزوح أو لجوء حوالي 15 مليون شخص، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. بينما قدرت دراسة أجرتها جامعات أمريكية عدد القتلى بحوالي 130 ألف شخص.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا

تعليقات

  • يا تاور امسك عليك لسانك لانك ما فاهم وعمرك ماتفهم انت جاهل مع الاعتزار للجهل سلام شنو البتتكلم عليه قتلوا ودمروا واغتصبوا وانت تتحدث عن السلام والاتفاق.
    بعد التقدم والانتصارات الاخيرةجيت تقول الاتفاق ووقف الحرب والسلام. نحن عانينا كثيرا بسبب شنو نحن الان بمصر بسبب شنو قتلوا اعز اهل واغتصبوا اشرف واطهر بناتنا اسأل نفسك بسبب شنو؟ لا يوجد منزل تأثر وفقد اسأل نفسك بسبب شنو؟ جاي تقول تفاهم واتفاق وسلام نحن اعتبارنا وعزتنا وكرامتنا وحقوقنا في دحر كل من تسبب يا تاور وامسك لسانك لانك الان خارج الانظومة وعندما كنت داخلها بمجلس السيادة بالله عليك عملت شنو جاي تتفاصح
    عاش الشعب السوداني وعاشت قواتنا المسلحة سير سير يا برهان كلنا فداك

    • البرف صديق تاور رجل وطني ومخلص لشعبه ونحن نعرف مواقفه في دعم إخوته السودانيين اللاجئين في مصر رجل امين ونزيه وصادق وعفيف اللسان