السودان الان السودان عاجل

ليبيا : الكفرة تستقبل ربع مليون سوداني..بينها منعهم من الاحتفال بالعيد..دعوات وحملات ضد المهاجرين تزيد معاناة السودانيين النازحين

مصدر الخبر / صحيفة الشرق الاوسط

تزايدت في الآونة الأخيرة الدعوات التحريضية ضد المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، مما زاد من معاناة السودانيين الذين فروا من النزاع في بلادهم ويعيشون في مدينة الكفرة الواقعة في جنوب البلاد. هذه الدعوات تأتي في وقت حساس، حيث يواجه هؤلاء المهاجرون تحديات كبيرة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعاني منها ليبيا.

يشعر السودانيون في الكفرة بقلق متزايد نتيجة الجدل الدائر في الساحة السياسية والشعبية حول قضية توطين المهاجرين غير الشرعيين. على الرغم من نفي السلطات الليبية لهذه المزاعم من خلال تصريحات مسؤولين حكوميين، إلا أن الأجواء المشحونة تثير مخاوفهم من تعرضهم لمزيد من التهميش أو الترحيل.

وقد رصد ناشطون حقوقيون، من بينهم طارق لملوم، ما اعتبروه حملات تحريضية تستهدف المهاجرين، حيث تم منع العمال والمهاجرين المسلمين من الوصول إلى ساحة الشهداء في العاصمة طرابلس للاحتفال بعيد الفطر، بدعوى عدم امتلاكهم أوراق الهوية. هذه الإجراءات تعكس التوترات المتزايدة في المجتمع الليبي تجاه المهاجرين، مما يزيد من تعقيد وضعهم في البلاد.

أعاد لملوم نشر صور متداولة عبر حسابه على “فيسبوك” لحافلات تابعة لجهاز “مكافحة الهجرة غير الشرعية” وهي تحاصر ساحة الشهداء، ولم يعلق الجهاز رسميًا على هذا الإجراء.

في الشهر الماضي، كانت لدى السودانيين مخاوف وقلق من “الاعتقال والإيقاف في مراكز الاحتجاز والترحيل”، وفقًا لبيان السفارة السودانية في ليبيا، التي سعت أيضًا لتهدئة مواطنيها بالقول إن “سياسات الحكومة الليبية المعلنة تجاه الوافدين السودانيين توفر التسهيلات والدعم لهم، باعتبارهم ضيوفًا”.

قال الناطق باسم بلدية الكفرة، عبد الله سليمان، في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، إن “المجتمع المحلي يرحب بالنازحين السودانيين ولا يشعر بأي عداء تجاههم”، لكنه أشار إلى “ضغوط شديدة على مرافق المدينة مثل الكهرباء والصرف الصحي والمستشفيات”.

سبق أن أصدرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بياناً حذرت فيه من ما وصفته بـ “المعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية” تجاه اللاجئين، وأكدت أن ذلك “يؤدي فقط إلى انتشار الخوف وزيادة العداء”.

لم تفارق مشاعر الحنين لأجواء “العيد” في السودان العديد من النازحين إلى ليبيا، ومن بينهم خالد العاقب (48 عاماً)، الذي جاء عليه “العيد” بمشاعر من “الخوف والحنين إلى الوطن”، واصفاً إياه بأنه “عيد جديد من أعياد الحزن وألم الغربة والنزوح”.

يتذكر العاقب بعض ذكرياته عن عيده في الخرطوم، التي غادرها منذ ثلاث سنوات، حيث قال لـ”الشرق الأوسط”: “أفتقد تجمعات العائلة والأصدقاء والحلويات، وكذلك رؤيتي لألعاب الأطفال وتبادل التهاني، وذاك المطعم الشهير الذي كنت أزور.”

يسعى النازح السوداني، كما كان الحال في الأعياد السابقة بالكفرة، إلى التواصل مع من تبقى من أسرته في السودان للاطمئنان على أوضاعهم، ويعرف أن بعض أفراد عائلته موجودون أيضاً في مصر. وفي هذا الإطار، يقول: “لقد فرقت الحرب شملنا وأفسدت فرحتنا بالاحتفاء بالأعياد”.

تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن مدينة الكفرة أصبحت نقطة عبور رئيسية لللاجئين السودانيين إلى ليبيا، حيث استقبلت 240 ألف شخص منذ بداية الصراع في أبريل 2023. ومع ذلك، أعرب الناطق باسم بلدية الكفرة عن شكوكه في صحة هذا الرقم، قائلاً: “من المستحيل إحصاء أعداد اللاجئين القادمين عبر الحدود الليبية-السودانية لأنها ليست تحت مراقبة دقيقة”، وأشار إلى أن دخولهم قد يكون “عبر طرق التهريب”، مضيفاً أن البلدية قد منحت أكثر من 120 ألف شهادة صحية للاجئين حتى الآن.

خلال أيام عيد الفطر، لم يحدث أي تحسن في الأوضاع الإنسانية للسودانيين المتواجدين في ليبيا، حيث يشكو العديد منهم، بما في ذلك النازح العاقب، من “صعوبة الظروف المعيشية، حيث يعمل بعضهم في وظائف بسيطة، بالإضافة إلى زيادة الدعوات للتحريض ضد المهاجرين”.

في رمضان الماضي، قام السودانيون في الكفرة بمشاركة منشور على صفحات التواصل الاجتماعي من امرأة تدعى “م.م”، حيث كانت تطلب سلة مساعدات تحتوي على “دقيق وعدس وفول”، وكتبت: “نحن نازحون وأيتام ونحتاج إلى مساعدة من أهل الخير”.

يقر المتحدث باسم بلدية الكفرة بصعوبة الظروف الإنسانية التي يواجهها السودانيون في بلاده، ولكنه يشير إلى “مبادرات من البلدية وسكان الكفرة والمجتمع المدني لتقديم المساعدة لهم”.

وزعت بلدية الكفرة 3000 سلة غذائية على المواطنين السودانيين خلال شهر رمضان، حيث شملت السلال الحليب والأرز والزيت والطماطم والدقيق، بالإضافة إلى تجهيز 7 موائد للإفطار، وفقًا لما صرح به المتحدث باسم البلدية.

رغم تلك الجهود، استقبل السودانيون في الكفرة العيد في خيام ضيقة مصنوعة من القماش على أطراف المدينة، سواء في المزارع أو المستودعات التي تحولت إلى أماكن للعيش، وهي لا تحميهم من حرارة الصيف أو برودة الشتاء.

قامت الأمم المتحدة سابقاً بإعداد خطة استجابة إنسانية للسودانيين المتواجدين في ليبيا، من خلال جمع 106.6 مليون دولار أميركي لتلبية احتياجات قطاعات الصحة والتغذية والتعليم والأمن الغذائي والمياه والصرف الصحي والحماية.

يؤكد عبد الله سليمان أن هذه تعتبر “جهود استجابة إنسانية من منظمات دولية، توفر مواد غذائية وأدوات للتنظيف والطهي”، مشيراً إلى “منظمات الأغذية العالمية، والهجرة الدولية، ومنظمة اليونيسف” كمثال لذلك.

ومع ذلك، قامت بلدية الكفرة بتوجيه “انتقاد” للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن “المساعدات المقدمة للاجئين غير كافية”، حيث ذكر المتحدث باسمها: “نحتاج إلى دعم للاجئين والمجتمع المضيف بناءً على الاحتياجات الفعلية وليس حسب الاجتهادات”. مطالباً بـ “دعم المؤسسات الخدمية التي تعاني من ضغط شديد في المدينة التي كان عدد سكانها 60 ألف نسمة قبل حدوث موجة النزوح”.

عن مصدر الخبر

صحيفة الشرق الاوسط

تعليقات

  • لانهتم موتو وارتاحو من شظف الحياة الوجودي الوحشي مايحدث في السودان هو اصح مايمكن الان لمعالجة الوجود الوحشي خليتو ناس كتير ترتاح شكرا للقوات النظامية جميعا

  • سبحان الله نفس الحملات والتحريض ضد الاجانب فى السودان والضرورة بترحيل الاجانب وضبط الحدود ,, وقت تطبق القرارات علينا تبقي حارة