أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” يوم الخميس عن نزوح حوالي 250 ألف شخص من منطقة المالحة في ولاية شمال دارفور، بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على المنطقة. ويعاني النازحون، الذين يتواجدون في محليتي سربا وجبل مون بولاية غرب دارفور، والذين يزيد عددهم عن 18,000 شخص، من ظروف إنسانية صعبة، حيث يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء، بالإضافة إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية نتيجة الأحداث الأخيرة في المالحة.
في سياق متصل، أدى إغلاق المخابز ونفاد كميات الدقيق إلى تفاقم معاناة النازحين في معسكر زمزم الواقع جنوب مدينة الفاشر، مما تسبب في أزمة إنسانية نتيجة الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على المنطقة منذ عدة أشهر. هذا الوضع يزيد من الضغوط على النازحين الذين يعانون من نقص حاد في الموارد الأساسية.
تقدر السلطات المحلية في المالحة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أن حوالي 250 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، قد أُجبروا على مغادرة منازلهم. وأشار تقرير “أوتشا” الصادر يوم الخميس إلى أن العديد من النازحين يقيمون في 15 قرية، حيث يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية الضرورية للحياة.
ذكر مكتب أوتشا أن النزوح من المالحة يُظهر تدهورًا حادًا في الوضع الإنساني المتدهور أصلًا في شمال دارفور، في ظل تزايد الأعمال العدائية، بما في ذلك داخل وحول مدينة الفاشر، التي تتلقى تقارير مثيرة للقلق حول حدوث ضحايا مدنيين فيها.
وأكد على أن الأسر النازحة في حاجة ماسة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية ومستلزمات النظافة، حيث تقوم الأمم المتحدة وشركاؤها بإرسال قوافل وتوسيع نطاق العمليات الإنسانية، لكن التحديات الكبيرة تتمثل في صعوبة الوصول وانعدام الأمن. وطالب مكتب أوتشا بضرورة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل سليم، بالإضافة إلى الحفاظ على سلامة النازحين وكرامتهم وحقوقهم.
أعلنت قوات الدعم السريع في 20 مارس الماضي أنها تمكنت من السيطرة على المالحة التي تقع في موقع استراتيجي، حيث تعد نقطة التقاء طرق بين الدبة في الشمال، وحمرة الشيخ في الشرق، والفاشر في الجنوب. وقد ارتكبت تلك القوات انتهاكات بحق السكان، تضمنت مقتل ما لا يقل عن 40 مدنيًا.في 24 مارس الماضي، أفادت منظمة الهجرة الدولية بأن 15 ألف أسرة، تضم حوالي 75 ألف فرد، قد نزحت من المالحة نتيجة للاشتباكات، حيث كانت المنطقة تحت سيطرة قوات الجيش والقوات المشتركة الحركات المسلحة.
تدهور خطير في الوضع الإنساني
أفاد مكتب أوتشا أن النزوح من منطقة المالحة يدل على تفاقم حاد في الأوضاع الإنسانية السيئة بالفعل في شمال دارفور، في ظل ازدياد الأعمال العدائية، بما في ذلك في محيط مدينة الفاشر، التي تتلقى تقارير مقلقة حول سقوط ضحايا من المدنيين فيها.وأبرز أن الأسر النازحة بحاجة ماسة إلى الطعام والمأوى والرعاية الطبية ومواد النظافة، حيث تسعى الأمم المتحدة وشركاؤها لتوفير قوافل وزيادة العمليات الإنسانية، لكن يظل صعوبة الوصول وانعدام الأمن من التحديات الكبيرة.
فرّ 605 آلاف شخص من منازلهم في مناطق شمال دارفور بين 1 أبريل 2024 و31 يناير 2025، بسبب النزاعات العسكرية ودخول قوات الدعم السريع إلى قرى شمال كتم وشمال وغرب الفاشر.أسفر الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ حوالي عام، والذي تم تشديده في الأسابيع الأخيرة بعد اقتحام قرى غرب وشمال المدينة، عن نقص شديد في السلع ومياه الشرب في العاصمة التاريخية لإقليم دارفور.