انتشر على موقع “فيسبوك” مقطع فيديو مؤثر يظهر امرأة نازحة تعبر عن معاناتها بدموعها، حيث تتحدث عن الظروف الإنسانية الصعبة التي تواجهها في أحد معسكرات النزوح بإقليم دارفور في غرب السودان.
أدى القصف المدفعي المكثف الذي نفذته قوات الدعم السريع إلى مقتل الآلاف من المدنيين في مدينة الفاشر ومخيمات النازحين، مما يبرز مأساة تتكرر يومياً.
في الفيديو، أكدت المرأة أن الأوضاع أصبحت لا تطاق، معبرة عن رغبتها القوية في العودة إلى وطنها والعيش مع عائلتها، حتى وإن كانت الظروف صعبة، بشرط أن يتوفر الأمان لأطفالها.
قالت “نحن جاهزون للعودة إلى منازلنا، ولكننا نريد فقط توقف القصف العشوائي الذي أجبرنا على ترك بيوتنا نتيجة للحرب المستمرة”.
تشهد منطقة شمال دارفور، وخاصة مدينة الفاشر، اشتباكات عنيفة منذ بداية الحرب بين الجيش السوداني والقوات المشتركة الداعمة له من جهة، وقوات الدعم السريع التي تسعى للسيطرة على عاصمة الولاية بعد أن اجتاحت باقي الولايات الأربع في الإقليم في وقت سابق.
يعاني سكان العديد من القرى المنتشرة غرب مدينة الفاشر، ومخيم زمزم للنازحين، من ظروف إنسانية غاية في السوء بعد الهجمات العنيفة التي شنتها قوات الدعم السريع، التي جعلت تلك المناطق خرابًا، وحولت حياة المواطنين فيها إلى جحيم لا يُحتمل.
تعتبر الفاشر آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في المنطقة، حيث تمكنت من المقاومة ضد محاولات قوات الدعم السريع للسيطرة عليها منذ بداية الصراع في أبريل 2023.
تسببت المعارك العنيفة والقصف العشوائي في وقوع مئات الضحايا، وتفشي الأزمات الإنسانية في المدينة التي تستقبل أعدادًا كبيرة من النازحين.
على الرغم من أن القوات المسلحة قد أعلنت عن تحقيق انتصارات في الدفاع عن الفاشر، إلا أن استخدام الدعم السريع للطائرات دون طيار والمدافع الثقيلة قد زاد من معاناة المدنيين.
حذرت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان مسبقًا من خطورة الوضع في المدينة، مؤكدة على أهمية فتح ممرات آمنة للمدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.