كشف المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور، آدم رجال، عن مغادرة عشرات الأسر لمخيم زمزم للنازحين، الذي يقع جنوب غرب مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وذلك خلال يومي الخميس والجمعة، بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل ملحوظ.
وأشار رجال في تصريح لموقع “دارفور24” إلى أن 25 عائلة وصلت إلى مدينة طويلة يوم الخميس، حيث تم نقل بعض أفرادها إلى مستشفى أطباء بلا حدود لتلقي الرعاية الصحية اللازمة. وفي يوم الجمعة، وصلت 45 عائلة أخرى من مخيم زمزم ومدينة الفاشر، وكان معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، مما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها النازحون.
وأوضح أن تدهور الظروف المعيشية، الذي يتجلى في انتشار الجوع والأمراض، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرتها، بالإضافة إلى أزمة المياه التي بلغ سعر جركانة الماء فيها 1500 جنيه، قد دفع النازحين إلى البحث عن ظروف أفضل. ورغم أن النازحين الذين وصلوا إلى طويلة وجدوا ملاذًا آمنًا، إلا أنهم يواجهون نقصًا في فرص العمل، مما يزيد من اعتمادهم على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
ناشد رجال المنظمات الوطنية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم الإنساني، مثل الإيواء، والغذاء، والدواء، والمياه، خصوصاً في ظل الحاجة الملحة للنازحين للرعاية الطبية الفورية.
وصف عدد من النازحين أوضاع مخيم زمزم بأنها مأساوية، حيث اضطروا للسير على الأقدام أو استخدام الحيوانات وعربات الكارو لمدة أربعة أيام للوصول إلى منطقة طويلة.
وأوضحت النازحة فاطمة خاطر محمود أن الجوع وارتفاع أسعار السلع الغذائية كانا السبب الرئيسي وراء مغادرتهم المخيم.
قامت قوات الدعم السريع بتكثيف حصارها على مخيم زمزم، في إطار سعيها للسيطرة على مدينة الفاشر، التي تُعتبر آخر قاعدة عسكرية للجيش السوداني في إقليم دارفور، بعد انهيار وحدات الجيش في نيالا وزالنجي والجنينة والضعين خلال عام 2023.