كتابات

عوض عدلان يكتب : تصفيات سرية

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

 

وسط فوضى الحرب والصراع الدائر بين العديد من التيارات التي تقود الحرب من بورتسودان تتكتم الحكومة الافتراضية حول العديد من التصفيات التي تتم في الخفاء لأسباب متعددة فبعد حادث طائرة وادي سيدنا والذي قتل فيه العديد من الشخصيات القيادية لم تعلن السلطات أسماء العديد منهم
وفي تطور أمني خطير ومواصلة لتلك التصفيات عثر قبل فترة على العميد (محمد آدم) مدير الاستخبارات المضادة بالجيش والذي تم تعيّنه مؤخرًا بقرار من قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان مقتولًا داخل مقر إقامته في مدينة بورتسودان.

ورغم حساسية المنصب وأهمية الحدث إلا أن القوات المسلحة التزمت الصمت حيال الحادثة ولم تصدر أي بيان رسمي أو حتى نعي رسمي حول ظروف مقتله حتى لا يثير الأمر تساؤلات حول الدوافع والجهات التي نفذت عملية الاغتيال وأحاطت الحدث بتعتيم اعلامي شديد متعمد

إلا أن بعض المصادر العسكرية قالت بأن العميد محمد آدم بدأ مؤخرًا في تنفيذ تغييرات واسعة وجزرية داخل جهاز الاستخبارات المضادة استهدفت الحد من نفوذ عناصر محسوبة على التيار الإسلامي داخل المؤسسة العسكرية ومعلومات عن التصفيات التي تقوم كتائبهم بها في المناطق التي يتم استلامها من الدعم السريع ويبدو أن هذه التغييرات جعلته في صدام مباشر مع أطراف اسلامية نافذة داخل الجيش وهو ما عزز الفرضيات بأن إغتياله لم يكن مجرد حادث عرضي، بل تصفية مدبرة خاصة مع ذلك الصمت المريب والتكتم المتعد على الحادث.
ومما زاد الشكوك حول الحادث التغيير المفاجئ الذي تم لطقم حراسته قبل الحادث بفترة وجيزة وأن أوامر التكتم على الحادث جاءت بأوامر مباشرة من قائد الجيش البرهان وأن التقارير تزايدت حول نية آدم إجراء تغييرات قد تؤثر على التوازن الداخلي للقوة في بورتسودان

وقد تم تعيين ادم خلفًا للعميد (عبد النبي) بتوصية من (اركو مناوي) في مرحلة حساسة من الصراعات الداخلية حيث تشهد الحكومة الافتراضية صراعًا خفيًا بين عدة تيارات داخل الجيش والاستخبارات ثم تلقي (آدم) تحذيرات غير مباشرة بعدم تجاوز ما وصفته الحركة الإسلامية بـ(الخطوط الحمراء) إلا أنه واصل عمله بإصرار، الأمر الذي قد يكون أدى إلى اتخاذ قرار التصفية.

حيث وجد مقتولا داخل مقر إقامته في بورتسودان حيث يعيش وحيداً لوجود أسرته خارج البلاد بعبارات نارية في حادثة تم التعتيم عليها رسميًا مع غياب أي تعليق من الجيش السوداني أو حتى إعلان مقتله عبر بيان رسمي وهو ما يعزز الإعتقاد بأن الحادثة ليست مجرد جريمة عادية، بل تصفية سياسية مدروسة تهدف إلى إعادة ترتيب المشهد الأمني وفقًا لمصالح أطراف نافذة داخل المؤسسة العسكرية
عدم صدور أي بيان رسمي من الجيش السوداني بشأن الحادث رغم حساسية المنصب يثير العديد من التساؤلات حول الجهات التي قد تكون متورطة في هذه العملية وعن المعلومات الخطيرة التي صار يمتلكها عن التصفيات الميدانية التي تحدث داخل مناطق متعددة

ومما لا شك فيه أن مقتل العميد محمد آدم جزءًا من صراع داخلي على النفوذ وان أطرافًا محددة عملت على إبعاده عن المشهد العسكري وان العملية ليس الاولي ولن تكون الأخيرة في ظل تاريخ الحركة الإسلامية المليء بالتصفيات السرية والعلنية لكل من يعترض طريق اصرارهم على العودة للسلطة
ورغم شح المعلومات للتكتم الذي فرض على الحادث لكن من المؤكد أن اغتيال مسؤول أمني رفيع المستوى في هذه الظروف يعكس حجم التوترات الأمنية والسياسية داخل المجموعة الانقلابية وقد يكون له تداعيات خطيرة رغم محاولات تسوية الامر بصورة داخلية دون ضجة ورغم كل شيء فإن الرؤية ستكون واضحة خلال الفترة القادمة..

الجريدة

تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز

تعليق

  • يا راجل انت زول كبير خلي الفتنة والامور المقددة… امسك لك سبحة والزم صلاتك انت خلاص قربت