السودان الان السودان عاجل

تعزيزات عسكرية تقترب من المدينة وسكان المخيمات يغادرون ..نازحو السودان يتركون الفاشر هرباً من القادم

نازحو السودان يتركون الفاشر هرباً من القادم
تعزيزات عسكرية لقوات “الدعم السريع” تقترب من المدينة، وسكان المخيمات يغادرون نحو المناطق الآمنة في شمال دارفور.

ملخص
وفقاً لشهادات شهود العيان، فقد غادرت عشرات الأسر مدينة الفاشر وما حولها باتجاه منطقة طويلة (التي تبعد 64 كيلومتراً عن الفاشر) بحثاً عن الأمان والاستقرار في مناطق جديدة، وذلك في ظل تدهور الأوضاع الصحية والغذائية. حيث وثق ناشطون عبر مقاطع فيديو مصورة حركة شاحنات تحمل أعداداً من المواطنين الفارين من الفاشر وضواحيها بعد أن قطعوا مسافة تتجاوز 10 كيلومترات سيراً على الأقدام، قبل أن يتم جمعهم وتسهيل سفرهم عبر الشاحنات إلى بلدة طويلة.

يعيش مواطنو مدينة الفاشر ومحيطها، خصوصًا في معسكرات النازحين في زمزم وأبو شوك، ظروفًا إنسانية قاسية للغاية نتيجة النقص الكبير في المواد الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، يشعرون بالقلق من احتمال قيام قوات “الدعم السريع” بشن هجوم قريب، بسبب تقارير تفيد بتجميعها لقوات وتعزيزات عسكرية بالقرب من المدينة، مما دفع بعض الأشخاص إلى الرحيل نحو المناطق الآمنة في ولاية شمال دارفور.

وفقاً لشهادات بعض الأشخاص، فقد غادرت عشرات الأسر مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها باتجاه منطقة طويلة، التي تبعد 64 كيلومتراً عن الفاشر، بحثاً عن الأمان والاستقرار في مناطق جديدة، نظراً لتدهور الأوضاع الغذائية والصحية. وقد وثق ناشطون من خلال مقاطع فيديو متحركة تحرك شاحنات تحمل أعداداً من المواطنين الذين فروا من الفاشر وضواحيها، بعد أن ساروا على الأقدام لمسافة تجاوزت 10 كيلومترات، قبل أن يتم جمعهم وتسهيل سفرهم بواسطة الشاحنات إلى بلدة طويلة.

عرقلة المساعدات

في هذه الأثناء، اتهم حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، قوات “الدعم السريع” بتعطيل جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين في زمزم وأبو شوك، والتي تواجه ظروفاً إنسانية مأساوية بسبب الحصار القاسي المفروض عليها.

أوضح مناوي في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي أن الوضع في هذه المناطق يتطلب تدخلاً سريعاً، حيث يعاني المدنيون من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. وأشار إلى أن الحكومة السودانية تبذل جهوداً كبيرة لتقديم المساعدات للمتضررين في المناطق المحاصرة، إلا أن المؤسف هو أن الميليشيات المدعومة من بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تقوم بإسقاط الطائرات التي تحمل المساعدات الإنسانية، مما يزيد من معاناة السكان الذين يحتاجون للدعم بشكل ملح.

وأشار إلى أن هذه التصرفات تعكس التحديات الكبيرة التي تواجه حكومة السودان في جهودها لتلبية احتياجات المواطنين. كما انتقد ما اعتبره إخفاق المجتمع الدولي في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736، الذي يسعى إلى رفع الحصار عن مدينة الفاشر وتيسير وصول المساعدات الإنسانية.

أفاد حاكم إقليم دارفور بأن مسؤولية توزيع هذه المساعدات تنتمي إلى المجتمع الدولي بشكل كامل، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة وفعالة لإنقاذ حياة آلاف المدنيين المحاصرين في الإقليم. وأكد أن الوضع يستدعي التحرك السريع قبل أن تتدهور الأوضاع الإنسانية أكثر.
تعيش مدينة الفاشر، وهي آخر المدن الرئيسية في إقليم دارفور الواسع بغرب السودان التي لم تسقط تحت سيطرة قوات “الدعم السريع”، ظروفاً إنسانية بالغة الصعوب نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية الناتج عن الحصار الذي تفرضه قوات “الدعم السريع” على المدينة منذ أبريل 2024. وقد أدى تهجير سكان القرى في جنوب وغرب وشمال وشرق المدينة وتدمير مصادر المياه إلى نقص حاد في السلع وانعدام بعضها.

استغاثت الحكومة السودانية بالأمم المتحدة لحماية المدنيين في الفاشر من الجوع، في ظل تحذيرات من منظمة “يونيسيف” حول تعرض حياة 825 ألف طفل للخطر في الفاشر ومخيم زمزم، نتيجة القتال وتدهور الخدمات.

اجتاحت قوات “الدعم السريع” أربع عواصم لولايات أخرى في دارفور بعد مرور شهر على اندلاع حربها ضد الجيش السوداني قبل عامين، في حين تُواجه “الدعم السريع” اتهامات بالاشتراك في حملة قتل ذات دوافع عرقية ضد جماعات غير عربية، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى في غرب دارفور.

يذكر سكان المنطقة، ووكالات الإغاثة، والمحللون أن المعارك من أجل السيطرة على مدينة الفاشر، التي تعد مركزًا تاريخيًا للسلطة، قد تستمر لفترة طويلة، مما قد يزيد من حدة التوترات العرقية التي ظهرت خلال الصراع الذي شهدته المنطقة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والذي امتد عبر الحدود السودانية مع تشاد.
إجلاء آمن

أكد تحالف السودان التأسيسي أن مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك المعسكرات المجاورة، شهدت استجابة كبيرة من النازحين والمدنيين لنداءات التحالف بضرورة إخلاء مناطق التماس العسكري وخطوط العمليات لضمان سلامتهم.

أوضح التحالف في بيان صدر عنه أنه في اليوم الثاني على التوالي، استمرت قواته في استقبال وتأمين مئات المدنيين الهاربين من مناطق الخطر، حيث يمثل معظمهم النساء والأطفال وكبار السن. وأشار البيان إلى أنه تم تأمين تحركاتهم من محيط المدينة إلى مناطق أكثر أمانًا، مع توفير جميع أشكال الدعم والمساعدة الممكنة لهم، بما في ذلك الإيواء المؤقت وتقديم الإمدادات الإنسانية الضرورية.

أكد التحالف التزامه التام بحماية المدنيين وتسهيل عمليات الإخلاء الطوعي من المناطق المتوترة، وجدد مناشدته لجميع المواطنين بضرورة الابتعاد عن مناطق الاشتباك حفاظاً على سلامتهم.

رفضت الإدارة العليا لمخيم زمزم وقادة من القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش اقتراح حركتي “تحرير السودان- المجلس الانتقالي” برئاسة الهادي إدريس و”تجمع قوى تحرير السودان” بقيادة الطاهر حجر، الذي ينص على تسهيل مرور آمن من الفاشر ومخيمات زمزم وأبوشوك وأبوجا إلى طويلة وكورما في شمال دارفور.

عن مصدر الخبر

جريدة اندبندنت البريطانية