في فترة من الفترات كان السوق المركزي في جنوب الخرطوم، المعروف بصينية المركزي، مركزًا حيويًا يتردد عليه العديد من السكان. إلا أن الأحداث الأخيرة في البلاد أدت إلى تغييرات جذرية في الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
الظروف خلال الحرب
استمر عمل السوق المركزي خلال فترة الحرب التي شهدتها المنطقة، حيث كان تحت سيطرة قوات الدعم السريع. خلال هذه الفترة، كان السوق يعاني من مشاكل عدة، منها تجارة المخدرات والمواد المحظورة، بالإضافة إلى الذخائر والأسلحة، مما أثر سلبًا على حياة الناس هناك. كما عانت التجار من انتهاكات واسعة من قبل تلك القوات.
الأوضاع في السوق المركزي
بحسب ما ورد، كانت هناك اعتقالات عشوائية وتجارب صعبة لم يكن التجار ومواطنو المنطقة في مأمن منها. تمت ممارسة مضايقات كبيرة ضد عدد من التجار، وذلك تحت ذريعة التعاون مع الجيش السوداني. التجربة التي عاشتها إحدى النساء، التي اعتقلت لمدة 12 يومًا، تعكس الرعب الذي كان يعيشه الناس، حيث كانت تبحث في كل جلسة عن معلومات تفصيلية يمكن أن تسهم في تحريرها.
العودة إلى الحياة الطبيعية
مع تقدم الأحداث وانتصار الجيش في السيطرة على العاصمة، بدأت الأوضاع في السوق المركزي في التحسن. انخفضت المظاهر العسكرية وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، حيث تلاشت ظواهر الانفلات الأمني. كما قامت القوات المسلحة بتنفيذ حملات مستمرة لتعزيز الاستقرار والأمان في المنطقة، مما أضفى شعورًا بالأمان على مرتادي السوق.
توفير الاحتياجات الأساسية
تعتبر عودة السوق إلى العمل خطوة إيجابية، حيث وفرت للناس البضائع والمواد الغذائية بشكل معقول، مما ساهم في تحسين الأوضاع المعيشية للعديد من الأسر. عادت بعض مصادر الدخل الجديدة للظهور، الأمر الذي كان له تأثير مباشر على تحسين الحياة اليومية للسكان.
الأمل في المستقبل
رغم التحديات التي لا تزال قائمة في جنوبي الخرطوم، فإن التغييرات التي شهدها السوق تدعو للأمل. إن العودة إلى الحياة الطبيعية تعتبر بداية جديدة للعديد من المواطنين الذين فقدوا الكثير خلال الصراع. حيث عبر الجميع عن شعورهم بالأمان واستعدادهم للعودة إلى ديارهم وممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي.
في النهاية، يمثل السوق المركزي في جنوب الخرطوم رمزًا للصمود والأمل. فرغم كل المعاناة، لا يزال هناك شعور بالتفاؤل والرغبة في استعادة الحياة بشكل كامل. مع مرور الوقت، يمكننا أن نشهد تحسنًا أكبر في الأوضاع، وعودة النشاط والحيوية إلى هذا السوق الذي يمثل جزءًا أساسيًا من حياة المواطنين.
الصور من فيديو منشور مؤخرا لقناة العربي