السودان الان السودان عاجل

انقطاع كامل للتيار الكهربائي ..مسيرات متطورة تواصل استهداف مدن الولاية الشمالية

مصدر الخبر / صحيفة الشرق الاوسط

تعرضت مدينتا مروي والدبة في شمال السودان لعدة غارات بالطائرات المسيرة خلال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، مما يعد من أكبر الهجمات التي استهدفت المنشآت العسكرية والبنية التحتية للكهرباء. وقد أسفرت هذه الهجمات عن انقطاع تام للتيار الكهربائي في ولايات الخرطوم ونهر النيل والبحر الأحمر، مما أثر بشكل كبير على حياة المواطنين. كما طالت الهجمات مستودعات الوقود ومنازل السكان، مما أدى إلى وقوع إصابات ووفيات بين المدنيين.

في سياق هذه الأحداث، اتهم الجيش السوداني “قوات الدعم السريع” بتنفيذ هجمات منسقة باستخدام الطائرات المسيرة، مستهدفةً البنية التحتية وشبكة الكهرباء في مناطق مختلفة من البلاد. وقد أثارت هذه الاتهامات توترات جديدة في الأوضاع الأمنية، حيث تسعى القوات المسلحة إلى حماية المنشآت الحيوية من أي تهديدات محتملة. في المقابل، نفى أحد القادة البارزين في “قوات الدعم السريع” أي علاقة لقواته بهذه الهجمات، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في السودان.

تتزايد المخاوف من تصاعد العنف في البلاد، حيث تساهم هذه الهجمات في تفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية. ومع استمرار النزاع بين القوات المسلحة و”قوات الدعم السريع”، يبقى المواطنون في حالة من القلق والترقب، حيث تتأثر حياتهم اليومية بشكل مباشر نتيجة لهذه الصراعات. إن الحاجة إلى الحوار والتفاوض تزداد بشكل ملح، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب السوداني.

وقع الهجوم الأول على مروي حوالي الساعة الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينيتش) باستخدام طائرة مسيَّرة، حيث استهدف بدقة محطة الكهرباء حول سد “خزان مروي”. وفي منتصف الليل، تعرضت المدينة لهجوم ثانٍ بواسطة سرب من الطائرات المسيَّرة الانتحارية، استهدف المطار ومقر الفرقة العسكرية للجيش في المدينة، وفقاً لشهادات بعض المواطنين. وأفاد الشهود في مدينة مروي بأنهم رأوا القذائف التي أطلقتها الدفاعات الأرضية للجيش باتجاه الطائرات المسيَّرة.

 

في الوقت الذي شهدت فيه مدينة مروي هجوماً، تعرضت مدينة الدبة في الولاية الشمالية لقصف من سرب من الطائرات المسيَّرة، حيث سقطت إحدى الطائرات على منزل، مما أسفر عن مقتل ستة أفراد من عائلة واحدة. وأفاد بعض المواطنين في الدبة لصحيفة “الشرق الأوسط” بأن طائرة مسيَّرة انتحارية استهدفت مباشرة المقر العسكري للواء 73 التابع للجيش السوداني، وسط صمت من السلطات الرسمية.

مسيَّرات متطورة تدخل الحرب

يُعتقد على نطاق واسع أن طائرات مسيَّرة متطورة قد دخلت ساحة الحرب، حيث تم استخدامها في الهجوم على المدينتين، ولم تتمكن الدفاعات الأرضية للجيش السوداني من رصدها أو التصدي لها. وأكد المجلس الإعلامي للكهرباء (رسمي)، في بيان يوم الأربعاء، أن محطة مروي تعرضت لاعتداء بواسطة الطائرات المسيَّرة ليل الثلاثاء، للمرة الثانية خلال أقل من ثلاثة أيام. وأشار إلى أن “الهجمات استهدفت محولات تغذية الولاية الشمالية وعدداً من المفاعلات، مما أدى إلى توقف إمدادات الكهرباء عن الولاية وتعطيل الجهود المبذولة لإعادة تأهيل المحول المتضرر من الهجمات السابقة”.

وقع الهجوم على محطة مروي في وقت كانت تُجري فيه أعمال صيانة لإعادة تزويد المنطقة بالكهرباء من خلال تركيب مولدات جديدة بدلاً من تلك التي احترقت ودُمّرت بالكامل خلال الهجمات السابقة. ووفقاً لبيان شركة الكهرباء، أدى حريق المحولات إلى تعطيل الخطوط المغذية لمدن الخرطوم، مما أثر على ولايات الخرطوم ونهر النيل والبحر الأحمر. وأكد مجلس الكهرباء أن قوات الدفاع المدني تبذل جهوداً كبيرة لإخماد الحريق، بينما تُجرى عملية تقييم فني للتأثيرات الناجمة عن الاعتداء تمهيداً لاتخاذ التدابير اللازمة.

بيان الجيش

أوضحت قيادة الفرقة العسكرية 19 مشاة مروي في بيان لها أن الدفاعات الأرضية تمكنت من التصدي للطائرات المسيرة التي أطلقتها “ميليشيا الدعم السريع المتمردة”، والتي استهدفت سد مروي، مما أدى إلى وقوع بعض الأضرار. وأشارت إلى أن الهجمات المتكررة والمتزايدة تؤكد أن “الميليشيا” تهدف إلى تخريب البنية التحتية في السودان.

قال المستشار القانوني لقائد “قوات الدعم السريع”، محمد المختار، في حديثه لـ”الشرق الأوسط”، إن “اتهامات الجيش لنا باستهداف بعض المناطق الحيوية في مروي غير صحيحة”. وأضاف: “نحن نستطيع استهداف المواقع العسكرية، وليس لنا علاقة بالأهداف المدنية”. وتطرق إلى أن الجيش السوداني استمر في استهداف المواقع المدنية مثل الجسور والمصانع في الخرطوم، بالإضافة إلى المنشآت المدنية في نيالا والجنيينة وزالنجي في إقليم دارفور.

 

سودانيون يستلمون الوجبات في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالطعام في مدينة مروي (أ.ف.ب)

أعلنت حكومة الولاية الشمالية، يوم الاثنين الماضي، أن “ميليشيا الدعم السريع” قامت باستهداف مستودع للوقود في مطار دنقلا (عاصمة الولاية الشمالية) بواسطة طائرة مسيَّرة.

في هجوم ثالث يوم الأربعاء، استهدفت طائرة مسيَّرة مستودعات رئيسية للوقود في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل. وذكرت مصادر محلية لصحيفة “الشرق الأوسط” أنها “رأت الطائرة المسيَّرة الانتحارية وهي تسقط فوق المستودع، قبل أن تتصاعد النيران وألسنة الدخان في السماء”.

عن مصدر الخبر

صحيفة الشرق الاوسط