السودان الان السودان عاجل

قيادي في المؤتمر الوطني يطلق مبادرة لعودة الحزب سياسيا

مصدر الخبر / وكالات

أعلن البروفيسور إبراهيم أحمد عمر، الذي يتولى رئاسة لجنة لمّ شمل حزب المؤتمر الوطني، عن إطلاق مبادرة سياسية جديدة تحمل عنوان “العودة المُرّة”. وتهدف هذه المبادرة إلى تحقيق مصالحة شاملة لا تقتصر على طرفين أو شخصين، بل تسعى إلى إعادة الحزب إلى موقعه الطبيعي والمناسب في الساحة السياسية. وأكد البروفيسور في تصريحات صحفية أن المبادرة تهدف إلى تعزيز قوة الحزب من خلال استكمال مؤسساته، بما في ذلك هيئة الشورى والمجلس ولجانه المختلفة.

وفي سياق حديثه عن المرحلة المقبلة، أشار البروفيسور إلى أهمية تسليم القيادة للشباب بشكل كامل، بما يتناسب مع تضحياتهم وجهودهم. كما تناول الخلافات الداخلية التي يشهدها الحزب، خاصة تلك المتعلقة بالتعديلات التي طرأت على النظام الأساسي، مشددًا على أن مجلس الشورى هو الجهة الوحيدة القادرة على معالجة هذه القضايا في غياب المؤتمر العام. وحذر من أن أي حلول تتجاوز النظام واللوائح المعتمدة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة بدلاً من إيجاد حلول فعالة.

كما أشار البروفيسور إلى أن الحزب قد واجه تحديات ومحاولات هدم، لكنه بفضل تماسك أعضائه استطاع تجاوز تلك المرحلة الصعبة. وهو الآن يعمل على توحيد صفوفه ليعود المؤتمر الوطني إلى قوته السابقة. وفي إطار رسالته الوطنية، هنأ البروفيسور انتصارات الجيش والقوات النظامية والقوة المشتركة والمجاهدين، معتبرًا أن هذه الانتصارات تمثل نصرة للإسلام والمسلمين، وتفتح آفاقًا جديدة للأحزاب السياسية في البلاد على حد قوله .

مؤخرا أثار فيديو مسرب لقائد قوات “درع السودان” أبو عاقلة كيكل، كشف فيه أن قيادة الجيش طلبت منه قبل انضمام قواته للدعم السريع بعد حوالي 4 أشهر من بداية الحرب، أن يعتبر الحركة الإسلامية “تنظيم الإخوان” كحاضنة سياسية له. هذا الأمر أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السودانية حول دعم الأجهزة الأمنية للحركات المسلحة وما ينجم عن ذلك من فوضى شديدة يعيشها السودان حالياً، في ظل تزايد ملحوظ لظاهرة تأسيس الحركات المسلحة.

على الرغم من أن الفيديو الذي يتحدث فيه كيكل تم تسجيله قبل إنهاء تحالفه مع الدعم السريع في أكتوبر 2024 وتحويله إلى جانب الجيش، إلا أن تسريبه خلال اليومين الأخيرين أعاد إحياء النقاش حول خطورة ارتباط تنظيم الإخوان بظاهرة “التمليش”، التي شهدت زيادة ملحوظة بعد اندلاع الحرب.

وقال كيكل إن الاستخبارات العسكرية أشارت إليه بشكل محدد بمحمد علي الجزولي، وهو قيادي في الحركة الإسلامية ويدعم بشدة تنظيم “داعش”.

بعد بضعة أسابيع من بداية الحرب، اعتقلت قوات الدعم السريع الجزولي وأنس عمر، وهما قياديان في تنظيم الإخوان، حيث اعترفا في مقاطع فيديو متداولة بتورط عناصر الحركة الإسلامية في التنسيق مع قيادات الجيش من أجل التحشيد للحرب قبل اندلاعها بعدة أيام.

تكاثر الكتائب المسلحة

بالإضافة إلى 10 حركات تم الإعلان عن تأسيسها في شرق وغرب وشمال البلاد خلال الأشهر الأخيرة، انضمت مؤخرًا ثلاث كتائب جديدة إلى مجموعة من الكتائب المرتبطة بطريقة أو بأخرى بالجيش، ومن بينها كتيبة البراء، وكتيبة البرق الخاطف، وغيرها من المجموعات المسلحة.

أعلنت جماعة مسلحة جديدة عن بدء عملياتها في ولاية النيل الأبيض، الواقعة جنوب غرب العاصمة الخرطوم، يوم الإثنين.

أعلنت الحركة التي أطلقت على نفسها اسم “حركة شجعان بحر أبيض” أن تشكيلها تم “بتنسيق مع قائد الجيش” ونتيجة لاتفاق مع الإدارات المحلية لتسع قبائل في المنطقة، مشيرة إلى أنها قد فتحت مكاتب لها في خمس مدن.

يصف الكاتب إبراهيم برسي انتشار ظاهرة “التمليش” في السودان بأنها “إدمان على الإنجاب غير المنظم”.

ويشير إلى أن “العقلية التي تعودت على خلق الفوضى وإدارتها من خلال إيجاد مزيد من الفوضى، هي عقلية لا تؤدي إلا إلى المزيد من الحروب الأهلية والمزيد من الخراب”.

يتهم برسي الجهات التي تدعم مثل هذا “التفلت” بعدم اهتمامها بالعواقب وافتقارها إلى التعلم من الدروس السابقة.

ويقول: “التاريخ يستهزئ بنا، فالأخطاء نفسها تُرتكب على يد نفس الأشخاص، ولكن بأسماء جديدة. الفارق الوحيد هو أن الكارثة تُعاد إنتاجها بسرعة أكبر”.

جدل مستمر

نفى الجيش الاتهامات التي تتعلق بعلاقته بالكتائب والمجموعات المسلحة، وخاصة تلك المرتبطة بشكل مباشر بتنظيم “الإخوان”.

أكد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في عدة مناسبات أن الجيش “مؤسسة قومية لا تتبع أي انتماءات حزبية”، ومع ذلك، أظهرت مجموعة من الفيديوهات والصور التي انتشرت خلال المعارك الدور البارز الذي تلعبه تلك الكتائب في الحرب الحالية ووضوح موقعها في الساحة العسكرية.

ترى الكاتبة الصحفية صباح الحسن أن “نفي الجيش لأي علاقة له بكتائب تنظيم الإخوان المسلحة يتعارض مع الوجود الكبير لتلك الكتائب في ساحات المعارك”.

تؤكد لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه في حالة الاحتفال باستعادة أي موقع، يبرز قادة الكتائب الإخوانية بشكل أكبر من عناصر الجيش، كما كان الحال عندما سيطر قائد كتيبة البراء على مشهد دخول القصر الرئاسي.

بعد دخول الجيش إلى العاصمة الخرطوم خلال الأسابيع الأخيرة، برز قائد كتيبة البراء المصباح طلحة بشكل ملحوظ في ساحات القصر الرئاسي، محاطاً بكبار الضباط. كما ظهرت في منطقة الخرطوم بحري قيادة من الطلاب والشباب التابعين للتنظيم، مرتدين ملابس عسكرية تحمل شعارات جهاز الاستخبارات التابع للجيش.

منذ البداية الأولى للاشتباكات، استمر السودانيون في مناقشة دور الكتائب المرتبطة بتنظيم الإخوان في إشعال النزاع، وذلك بعد التهديدات الصريحة التي وجهها عدد من قادتهم قبل أيام قليلة من اندلاع القتال، حيث تعهدوا بمنع أي اتفاق لنقل السلطة إلى المدنيين.

عن مصدر الخبر

وكالات

تعليق