أفاد شهود عيان بأن تدفق النازحين من ولاية الخرطوم إلى مدينة “الضعين”، عاصمة ولاية شرق دارفور، لا يزال مستمراً، في ظل ظروف إنسانية متدهورة وغياب المساعدات اللازمة. الوضع في المدينة يزداد سوءاً مع تزايد أعداد الفارين الذين يبحثون عن ملاذ آمن، مما يضع ضغوطاً إضافية على الموارد المحدودة المتاحة.
وأوضح أحد الأطباء في مستشفى الضعين التعليمي، في حديثه مع “دارفور24″، أن مئات العائلات التي وصلت حديثاً تعاني من ظروف قاسية، حيث تفتقر إلى الرعاية الصحية والغذاء. وأشار الطبيب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن هذه العائلات لم تتلق أي مساعدات من الجهات المعنية أو المنظمات الإنسانية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية، حيث يعيش الكثير منهم في العراء دون مأوى.
من جانبه، وصف أحد عمال الإغاثة الوضع بأنه كارثي، مشيراً إلى أن المدينة تشهد وصول مئات الشاحنات والمركبات المحملة بالنازحين بشكل يومي. كما أضاف أن هناك شاحنات أخرى تنقل نازحين عابرين إلى ولايات دارفور الأخرى، حيث يقيم هؤلاء بشكل مؤقت في مدينة الضعين، مما يزيد من الضغط على الخدمات المتاحة ويعكس الحاجة الملحة لتدخلات إنسانية عاجلة.
دعت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، التي تنشط في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة إلى ضرورة تقديم مساعدات فورية للنازحين الجدد في الولاية.
منذ أن انسحبت قوات الدعم السريع وسيطر الجيش على مدينة الخرطوم في 26 مارس 2025، بدأت عمليات نزوح آلاف المواطنين من العاصمة إلى إقليم دارفور وولايات كردفان، وذلك خوفًا من عمليات القتل خارج إطار القانون، حسبما أفادت به الأمم المتحدة.
تأتي هذه الدعوة في وقت حرج، حيث يواجه النازحون تحديات كبيرة في الحصول على المساعدات الإنسانية اللازمة، مما يستدعي استجابة سريعة من المجتمع الدولي لتلبية احتياجاتهم الملحة.
