تحاول إيران السيطرة على احتياطات السودان من خام اليورانيوم، الذي يعد الثالث عالميًا، لتلبية احتياجاتها المتزايدة لاستكمال مشروعها النووي السلمي والعسكري، مستفيدة من دعمها العسكري للجيش السوداني للهيمنة على المناطق المنتجة لليورانيوم في البلاد.
وبحسب التقارير، يمتلك السودان احتياطيات ضخمة من اليورانيوم عالي النقاء تقدر بحوالي 1.5 مليون طن، مما يجعله ذا أهمية كبيرة في الصناعات العسكرية والمدنية، وخاصة في مجال إنتاج الطاقة النووية.
تتواجد احتياطيات السودان من خام اليورانيوم في مناطق جبال النوبة بولاية جنوب كردفان، التي تُعتبر من أغنى المناطق بهذا الخام، بالإضافة إلى شمال كردفان، والبطانة، وغرب دارفور، وبيوضة في ولاية نهر النيل، فضلاً عن جبال البحر الأحمر.
تحاول إيران زيادة نفوذها في السودان عبر تقديم الدعم العسكري للجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان في مواجهته مع قوات الدعم السريع، بهدف تحقيق أجندتها المعروفة التي تسعى لضم السودان إلى ما يسمى “محور المقاومة” والسيطرة على احتياطيات اليورانيوم لتلبية احتياجات برنامجها النووي، كما يشير الخبراء.
تسعى إيران لتعزيز نفوذها والسيطرة على مناطق إنتاج اليورانيوم الخام في السودان، الذي لم يتمكن حتى الآن من الوصول إلى مرحلة الإنتاج الفعلي لليورانيوم بسبب حالة عدم الاستقرار والصراعات التي عانت منها البلاد.
تؤيد الحركات الإسلامية والميليشيات المرتبطة بها المتحالفة مع جيش البرهان، وكذلك نظام الرئيس السابق عمر البشير، حق إيران في تطوير برنامج نووي، معتبرةً ذلك انتصاراً للعالم الإسلامي. وقد عبرت عن دعمها من خلال زيارة وفد سوداني إلى المنشآت النووية الإيرانية.
تميزت علاقة نظام البشير المدعوم من الإخوان المسلمين مع طهران بتقارب وتعاون قوي في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية، حيث قدمت إيران كافة أشكال الدعم العسكري والسياسي لنظام البشير بعد الانقلاب الذي نفذه في عام 1989.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان، كانت إيران تعتبر السودان ممرًا لتهريب اليورانيوم من خلال شبكات تهريب غير قانونية.
أظهرت تقارير إعلامية سابقة وجود عمليات لتهريب اليورانيوم من السودان إلى إيران عبر دول شرق أفريقيا في عام 2006، حيث عبّر دبلوماسيون أمريكيون عن قلقهم إزاء تهريب اليورانيوم من مناجم غير محمية في جمهورية الكونغو الديمقراطية مروراً بتنزانيا الى إيران.
مع بدء الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، قام البرهان بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع طهران بعد انقطاع استمر ثماني سنوات في يوليو 2024، عقب هجوم متظاهرين إيرانيين على السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية.
لضمان تسليح قواته والميليشيات المتحالفة معه، أتاح البرهان بعد عودة تنظيم الإخوان المسلمين إلى الساحة السياسية، والتي أسفرت عن إدخال الجيش في تحالف مع إيران، الأبواب أمام طهران لتوسيع نفوذها على جميع موارد وثروات السودان.
في مواجهة العقوبات الدولية التي فرضت على إيران وأثرت على قدرتها في الحصول على الوقود النووي، يُعتبر اليورانيوم السوداني مصدراً بديلاً لتلبية احتياجات برنامجها النووي، وذلك بفضل التحالفات التي أقامتها مع قوات البرهان والميليشيات المتحالفة معها.