شهد مخيم زمزم، الذي يبعد حوالي 12 كيلومترًا عن مدينة الفاشر في شمال دارفور، يوم الجمعة مواجهات عنيفة بين قوات الدعم السريع والقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش. هذه الاشتباكات تأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات في المنطقة، مما يثير القلق بين السكان المحليين.
الهجوم الذي وقع في المخيم جاء بعد أن أصدرت قوات الدعم السريع وحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي وتجمع قوى تحرير السودان تحذيرات للمدنيين بمغادرة مخيم زمزم ومدينة الفاشر. في ظل هذه الظروف، قامت القوات بتأمين الطرق للمقيمين الذين يحاولون الهروب إلى منطقة طويلة، مما يعكس الوضع المتدهور الذي يعيشه السكان.
في سياق هذه الأحداث، نشر مقاتلون من قوات الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر تقدمهم داخل المخيم، بينما تم تداول مقاطع أخرى من صفحات قريبة من القوات المشتركة تُظهر تصديها للهجوم وحفاظها على مواقعها. وقد أفاد مقاتلون من القوات المشتركة بأنهم تمكنوا من إحباط ثلاث هجمات متتالية من قبل قوات الدعم السريع، التي انطلقت من المحورين الجنوبي والشرقي في وقت مبكر من صباح الجمعة.
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي أنباءً حول مقتل أحد قادة القوة المشتركة خلال المعارك التي دارت الجمعة ، في حين نعت صفحات أخرى مرتبطة بقوات الدعم السريع أحد قادة هذه القوات الذين لقوا حتفهم في نفس الهجوم.
تحققت صحيفة “دارفور24” من صحة مجموعة من المقاطع المصورة التي تُظهر مقاتلين من الدعم السريع وهم يحتفلون داخل المركز الصحي التابع للصندوق القومي للتأمين الصحي في وسط المخيم.
يعتبر هذا المركز آخر مؤسسة طبية تقدم خدمات العلاج، بعد أن أغلقت منظمة أطباء بلا حدود مستشفاها في المخيم منذ عدة أسابيع بسبب الهجمات المتكررة.
وفي هذا السياق، أشار حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إلى أن الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
تحاول قوات الدعم السريع الاستيلاء على الفرقة السادسة في الفاشر، التي تُعتبر آخر قاعدة للجيش السوداني في منطقة دارفور، بعد أن تمكنت من السيطرة على فرق نيالا وزالنجي والجنينة والضعين في عام 2023.