كتابات

عوض عدلان يكتب : إعلان زيارة سرية

مصدر الخبر / المشهد السوداني

أمران لا ثالث لهم إما أن تكون الحكومة والإذاعة الإسرائيلية كاذبة في الخبر الذي أوردته وتناقلته كافة وكالات الأنباء العالمية حول زيارة مبعوث قائد الجيش (البرهان) أو الفريق الصادق إسماعيل وهو ليس بالنكرة بل شخصية معروفة يمكن العودة إليها والظهور إعلاميا (لينفي) زيارته السرية لإسرائيل المزعومة وأما أن الناطق الرسمي لحكومة بورتسودان الاعيسر الذي خرج لنفي الخبر (مغيب) ولا يدري ما يدور حوله أو أنه كاذب وهو ينفي تلك الزيارة (جملة وتفصيلا) أو أنه يعمل بلا تنسيق مع الجهات الأخرى بحكومته ويعمل بمعزل عنها ويصدر التصريحات على هواه .. ولك الأمر عزيزي لتحدد من هو الكاذب بينهم ومن هو الصادق..!
وإذا ما تعمقنا قليلا في أمر التأكيد والنفي ونحن نأخذ بتصديق خبر وتصريحات الطرفين رغم تناقضهما ك(حسن ظن) فالطرفان (إسرائيل وحكومة البرهان) يبحثان عن مصالحهما من خلال النفي أو الإثبات فالحكومة البرهانية يحق لها الإنكار بعد فشل الزيارة في اقناع إسرائيل بمدها بالسلاح أو الدعم اللوجستي أو السياسي إذ لم تحقق الزيارة الغرض منها وعليه اعتبارها كأنها لم تكن كمحاولة للخروج من المأزق الذي أوقعت نفسها فيه والحكومة الاسرائيلية التي سارعت لنشر الخبر لها الحق في فضح تودد الحكام العرب لها (من تحت لتحت) وهي تقول بأن ليس لديها ما تخفيه وأن محاولات (التطبيع) السرية لن تخدم قضيتها فإما أن يكون الأمر علني أو لا يكون .

والحكومة (البرهوكيزانية) تحاول أن (ترقص وتغطي دقنها) في نفس الوقت متجاهله بان العالم قد صار قرية صغيرة بفضل التطور العلمي وأن العلاقات بين دول العالم تفرضها المصالح المشتركة والاستراتيجيات المستقبلية وليس (الفهلوة) ولا يمكن لها أن تجمع في علاقاتها بين إيران وإسرائيل اللتان وصلت العداوة بينهما حد التهديد باستخدام الأسلحة النووية أو عداوتها للأمارات الصديقة الأولى للنظام الإسرائيلي في المنطقة العربية وكان من المفترض أن تدرس أمر هذه الزيارة السرية حتي تتجنب تلك الفضيحة خاصة وانها تطرح نفسها الداعم الأول للقضية الفلسطينية وحتي لا تنظر إليها دول العالم بأنها قد وصلت (الحضيض) من الإفلاس السياسي .

وفي ظل هذا التخبط والسقوط المروع الواضح للدبلوماسية العرجاء والحصار الدولي الذي قلص الدول الصديقة لها لأربع دول (مصر وارتريا وتركيا وروسيا ) كان يجب على حكومة بورتسودان أن تعيد حساباتها بدلا عن متابعة إصرار (بلابستها) على الإساءة لدول العالم والتقوقع داخليا والإصرار على فرض الهيبة بالقتل والتهديد والسحل والاعتقال وتبني المليشيات الإرهابية والإستمرار في حرب لا طائل منها وإعادة التفكير في الدخول في حوارات جادة (منطقية) تضمن لها وللبلاد مخرجا آمنا وتقود البلاد للأمن والسلام بدلاً عن النهج الذي تمضي فيه بالإصرار على فرض نفسها كأمر واقع بقوة السلاح وهي نفسها على قناعة بأنها لن تصل الي غايتها فقد تغير العالم وانارت سنوات القهر الشعب السوداني والطريق الذي تمضي فيه سينتهي الى طاولة الحوار مهما استمر .

الجريدة

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

المشهد السوداني

تعليقات

  • ان خبر الزيارة الى اسراييل لايمكن ان يقبله العقل. فكيف لها ان تساعد السودان بالسلاح وهى تريد تحقيق مشروعها الصهيونى وهو تفكيك السودان لانها تنظر اليه انه من الدول الداعمة لحماس. وكيف تطلب المساعدة من الدولة الصهيونية وهى تقيم علاقة مع ايران