في خطوة تهدف إلى تعزيز السلام المجتمعي ومكافحة الظواهر السلبية، وقعت الإدارات الأهلية في ولاية غرب دارفور يوم الأربعاء وثيقة تحمل عنوان “عهد وميثاق”. تسعى هذه الوثيقة إلى حماية المجتمع من الانزلاق نحو الفتنة وتأجيج النزاعات، في ظل الظروف الأمنية المتوترة التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة.
تأتي هذه المبادرة بعد سلسلة من الحوادث المؤسفة التي شهدتها بعض المناطق في ولاية غرب دارفور، حيث تزايدت حالات القتل نتيجة لإطلاق النار، بالإضافة إلى تكرار عمليات السطو الليلي على المتاجر في الأسواق. كما أن انتشار تجارة المخدرات أصبح يشكل تهديدًا إضافيًا للأمن والاستقرار في المنطقة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات فورية وفعالة.
تنص الوثيقة الموقعة من قبل الإدارات المحلية، بما في ذلك الأمراء والعمد والفرش والشيوخ، على التبرؤ من الجناة والالتزام بحماية الموسم الزراعي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية. كما تمنح الوثيقة هذه الأجهزة صلاحيات واسعة لأداء مهامها بشكل كامل، بما في ذلك اتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق الاستقرار الأمني. وقد تعهد الموقعون بتنظيم الأفراد تحت إدارتهم ومنع أي تجمعات غير قانونية، مع الالتزام بمكافحة الجريمة والظواهر السلبية مثل المخدرات وتجارة الأسلحة.
قام الموقعون على الوثيقة بتفويض الجهات الأمنية والقضائية للقيام بعمليات القبض على أي مجرم ينتهك القانون ويشكل تهديدًا لأمن الولاية. كما منحوا هذه الجهات الحق في استخدام كافة الوسائل اللازمة لأداء مهامها، بما في ذلك عمليات التفتيش والحجز. وقد أكدوا على ضرورة أن يكون الفزع مشتركًا ومنظمًا، لتفادي أي خروقات قد تؤثر سلبًا على الأمن والاستقرار في المنطقة.
في هذا السياق، أعرب جمال بدوي، ممثل الإدارة الأهلية في الفرشة، عن تجديد العهد والالتزام ببناء السلام المجتمعي، مشددًا على أهمية الحفاظ على المجتمع من الانزلاق نحو الفتنة وتأجيجها. وأكد على ضرورة تكاتف الجهود بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف النبيل.
من جانبه، أوضح العقيد علي محمد زكريا، مقرر لجنة الأمن ومدير الشرطة بولاية غرب دارفور، أن الأجهزة الأمنية وضعت خطة شاملة لتعزيز هيبة الدولة وملاحقة المتهمين الذين يسعون لإثارة الفوضى. كما أشار إلى إغلاق جميع الأسواق، خاصة تلك الواقعة في الأطراف، اعتبارًا من الساعة السادسة مساءً، مع تفعيل دوريات ليلية لضمان الأمن. وأرجع تكرار حوادث القتل في منطقتي فوربرنقا والجنينة إلى توافر الأسلحة بين الشباب وانتشار المخدرات، مما يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة.