طيف أول:
سيأتي العشم الذي تلامس يديه السماء
تنسج نجومه ألف حكاية للسلام
سيهبط في تمام الساعة الحاسمة
وتشرق شمساً تضحك
للوطن وتسخر من الذين تاهوا في حضرة الظلام!!
والمواطن لا يعرف الكسور الناتجة عن حصيلة الضرب والجمع والطرح السياسي في الحرب، فالإنتصار في المعارك يعني عنده أن الأمر يحدث ليقربه الي حلمه لا ليبعده عنه، أي أن دخول الجيش للعاصمة الخرطوم وسيطرته عليها يعني حقيقة واحدة هي عودته الي دياره آمنا مستقرا
فما بين السيطرة وإعلان النصر مسافة يتم فيها الكثير الذي يحول دون تمام ظن المواطن ناهيك عن يقينه!!
لذلك كان يجب أن تتبنى الحكومة مشروع السلامة ما بعد السيطرة وذلك بإطلاق حملات ومبادرات تتبناها منتظمات، ودخول فرق متخصصة في ميدان ما بعد الحرب لنزع مخلفات الاسلحة وجمع الجثث وتهيئة البيئة وضبط الأمن ومن ثم الدعوة لعودة المواطن
لأن عودة المدنيين مباشرة في ميدان ملغوم وملوث وفوضي ينعدم فيه الأمان هي جريمة أخرى في حقه تعرض حياته للخطر المتوقع، فمدن ينعدم فيها الأمن والأمان وتسيطر عليها العصابات وتنتشر فيها الجثث في الشوارع وتفوح منها رائحة الدم، هي فرصة جديدة لإعادة معاناته
فالحكومة تقع عليها المسئولية الكاملة في تعريض حياة المواطن السوداني للخطر لطالما انها لم تلتزم بإرسال أتيام صحية وأمنية تتولى مهمة “تنقية الأرض” ومرحلة ما بعد السيطرة حتى يعود المواطن الي داره آمنا، ولكن هل مشروع العودة الي الخرطوم الذي تتبناه حكومة بورتسودان هو مشروع آمن ينقل المواطن من دائرة الخطر الي الأمان ام يعيده الي مربع الموت!!
فالعاصمة الخرطوم وإن توقفت الحرب في السودان عامة فهي غير صالحة للسكن مالم تتولى مهمتها منظمات متخصصة تقوم بعملها لأكثر من عام حتى تحول الخرطوم لبيئة صالحة للعيش فيها، كما أن نهاية الحرب أمر لا يمكن ان يحسم مالم يعلن الطرفان ذلك، سيما أن حرب المدن فيها من الكر والفر الذي يجعل نتائجها غير نهائية فالمدافع مازالت تضرب مدينة امدرمان بالرغم من أنها أكثر مدن العاصمة أمنا!! وبالرغم من الإعلان عن خرطوم خالية من الدعم السريع!!
فعودة المواطن الذي يتوق الي السودان وفقا لظروف العيش الطاردة بالخارج، يجب أن تكون عودة للمدن الآمنة فقط، ولكن مازالت الخرطوم ارض معركة الحياة فيها شبه مستحيلة
كما ان حكومة بورتسودان وما تقوم به من حملات ودعوات لمشروع العودة عبر إعلامها والذي تتبناه منصات “اللايف” من الخارج، فيجب ان تقود زمام المبادرة بالعودة الفورية من بورتسودان الي الخرطوم فالشعب السوداني يجب ان يرى اولا عودة القيادة العسكرية الي مقرها بالخرطوم وكذلك حكومة بورتسودان بكل وزارتها تعود الي مكاتبها وتفتح ابوابها وتمارس نشاطها وبعد ذلك يعود الي العاصمة ولكن الحكومة نفسها ترى أنه من المبكر العودة الي الخرطوم إذن لماذا يسبقها المواطن الي هناك ليعرض نفسه للخطر وتبقى هي آمنة!!
فوزير الصحة بعدما حذر من عودة المواطنين للخرطوم بعظمة لسانه عاد ليقول انه لم يقصد الشباب وأردف انه كل ما عاد المواطنون سيساهمون في عمليات التأمين ونظافة المنطقة وأردف المقصود في حديثي قبل يومين منطقة “وسط العاصمة” التي دارت فيها عمليات حربية لفترة طويلة، وفيها جثث بكميات كبيرة، ونفايات عضوية كبيرة، متوقع أن تكون بؤرةً لبعض الأمراض والأوبئة. والمقصود في هذه الجزئية تحديدًا (العجزة وكبار السن، ولدينا عدة مراحل للتطهير والعودة الآمنة منها إزالة مخلفات الحرب مثل الجثث، وإبادة الحيوانات والقوارض، وكذلك مصادر الخطر مثل المتفجرات والمخلفات الإشعاعية مثل مستشفى (الذرة)
ولنقف على أولى مراحل الوزير فكيف يساهم الشباب في عمليات التطهير وهو عمل يجب ان تقوم به فرق متخصصة فالحكومة التي “تلهط” في اموال المواطن منذ، بداية الحرب وألغت عن كاهلها كل المسئوليات مثل ميزانية التعليم والزراعة والصحة، أليس من واجبها القيام بهذه المهمة، ولماذا تستخدم الشباب في الحرب وتعرضهم للموت، وما بعد الحرب تعرضهم للخطر!! فحتى المنظمات الدولية حذرت من التواجد في مناطق النزاع فالأمر ليس ترتيب استاد ما بعد المباراة، هذه ارض دارت فيها معارك لعامين ومازالت مستهدفة فالحكومة إن كانت ترى العودة آمنة فيجب ان تعجل برحيلها من بورتسودان غدا ومن الخرطوم تطلق حملات مشروع العودة، ولكنها ان تمارس ذات الفوضى والعبثية التي أشعلت بها الحرب وتدعو للعودة عبر مسارات غير آمنة ليموت المواطن ويتعرض للخطر فهذه دعوة ملغومة قد تضع آلاف المواطنين على خط المواجهة مع الخطر من جديد
لا تعودا قبل أن يعودوا!!
طيف أخير:
أكد مصدر موثوق أن مجموعة من القيادات الشبابية التابعة لتنظيم الإخوان عقدت اجتماعات بدولة عربية بمشاركة عناصر اعلامية موالية للنظام المخلوع تضع خطة لبحث كيفية محاربة وجود العناصر الداعمة للثورة السودانية عبر مسارين احدهما استخباراتي يقوم على تسليم اجهزة الأمن ملفات تحتوي على معلومات مفبركة، والثاني على إفتعال مواجهات معها بغرض القبض عليها او ترحيلها بإشراف شخصية قيادية أمنية (خطط متواضعة)!!
الجريدة
المصدر من هنا