اخبار الاقتصاد

بعد عامين .. اثر كبير للحرب على الثروة الحيوانية في السودان

مصدر الخبر / السودان نيوز

تُعتبر تربية الماشية من المهن الرئيسية التي يعتمد عليها العديد من سكان غرب السودان، حيث يمتلك الكثيرون ثروات حيوانية كبيرة تعكس استقرارهم الاقتصادي ومصدر رزقهم. إلا أن صراع الحرب المستمر في السودان كان له تأثير كارثي على هذه الثروة الحيوانية.

تأثير الحرب على الثروة الحيوانية
تطرقت العديد من الشهادات من مربي الماشية إلى المصاعب التي واجهتهم نتيجة الحرب، حيث عانى الكثيرون من فقدان أعداد كبيرة من الحيوانات بسبب الأمراض التي تعرضت لها، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على العلاج المناسب. وقد ارتبطت الأحداث المؤسفة بعدد لا يحصى من الماشية التي تضررت بسبب القصف الجوي والعمليات العسكرية، مما أدى إلى وفاة العديد من الحيوانات ومعاناة مربيها.

التحديات الصحية
يعاني مربو الماشية في دارفور من غياب اللقاحات الطبية التي كانت تُحضَر سابقًا من المعمل الرئيسي في الخرطوم. أثر هذا النقص بشكل مباشر على صحة الثروة الحيوانية، حيث أدى إلى انتشار الأمراض بشكل متزايد ونفوق أعداد كبيرة من المواشي. قلة اللقاحات والمستلزمات الطبية تُعتبر مشكلة خطيرة تؤثر على استقرار الثروة الحيوانية في المنطقة، مما يطالب به مربو الماشية بتوفير الحلول العاجلة.

ضرورة دعم المنظمات الدولية
من أجل مواجهة هذه التحديات، يتجه مربو الماشية نحو البحث عن دعم من المنظمات الدولية والدول المجاورة. هناك محاولات للتواصل مع المعامل المختلفة في كينيا لتوفير اللقاحات والبروتينات الضرورية، مما قد يساهم في تحسين الحالة الصحية للماشية داخل منطقة دارفور.

تأثير الاقتصاد المحلي
تعتبر الثروة الحيوانية في دارفور حجر الزاوية للاقتصاد المحلي، حيث تُشكل أكثر من 60 مليون رأس من الماشية. لذلك، فإن أي تقليص في أعداد هذه الحيوانات بسبب الحرب أو لعدم توافر اللقاحات يعني فقدان مصدر رزق حيوي للعديد من الأسر.

تدهور التسويق
على الرغم من أهمية الثروة الحيوانية، إلا أن التسويق يواجه تحديات كبيرة، نتيجة للانقطاعات المستمرة في سلاسل الإمداد وتأثير الحرب على حركة التجارة. يواجه المربون ضعفًا كبيرًا في تسويق منتجاتهم، مما يزيد من معاناتهم في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور.

إن الأوضاع الراهنة في دارفور تتطلب تفاعلًا سريعًا من الحكومة المحلية والمجتمع الدولي للتصدي للتحديات التي تعيق التنمية والازدهار في المنطقة. إن توفير اللقاحات والعلاج اللازم، بالإضافة إلى تحسين نظام التسويق، يُعتبر أمرًا ضروريًا لضمان استمرارية المهنة وتحسين مستوى معيشة سكان المنطقة.

انهيار الثروة الحيوانية في السودان
تُعتبر السودان واحدة من أغنى الدول العربية والأفريقية بثروتها الحيوانية، والتي تُقدر بأكثر من 103 ملايين رأس من الماشية، ما يجعلها أملًا كبيرًا للقطاع الزراعي كما أنها قادرة على دعم الاقتصاد الوطني. تتوزع هذه الثروة بين الأبقار، الأغنام، الماعز، الإبل، والدواجن. ومع ذلك، نجد أن الحرب الدائرة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل 2023 تسببت في تدمير هذه الثروة الحيوانية، مما ينذر بكارثة اقتصادية قادمة.

التحديات البيئية وتأثيراتها
تتعرض المراعي الطبيعية للتلوث نتيجة القذائف والانفجارات، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض بين المواشي. الولايات التي تاريخيا تُعرف بإنتاج الثروة الحيوانية مثل دارفور وكردفان والنيل الأزرق، بالإضافة إلى الخرطوم والجزيرة، أصبحت مناطق نشطة في النزاع، مما يعيق عملية الرعي وتربية المواشي. خاصة ولاية جنوب دارفور، التي لطالما كانت جنة للمراعي، تواجه تحديات جسيمة بسبب الحروب.

انتعاش الأمراض
تزايدت الأمراض الحيوانية بشكل ملحوظ، مثل التسمم الدموي وأبو زقالة والورمة، في ظل ضعف الخدمات البيطرية وعدم توافر اللقاحات. يشكو المواطنون من تضرر حياتهم المعيشية بسبب الحرب، حيث نشرت التجارة فقدان التنوع، وتوقف الحركة السوقية التي تميز قيمة هذه الثروة.

المجاعة والأوضاع المعيشية
تسبب حصار “الدعم السريع” في حدوث مجاعة مُعلنة، حيث تدهورت الأوضاع المعيشية للسكان وأصبح الحصول على أبسط متطلبات الحياة أمرًا صعبًا. أسعار الأعلاف ارتفعت بشكل جنوني، مما أجبر الرعاة على البحث عن غذاء حيواناتهم في ظروف خطيرة.

ضرورة الحلول السريعة
يتطلب الوضع الحالي استجابة عاجلة للبلاغات المرفوعة من أصحاب الماشية، إذ تزداد المخاوف من فقدان هذه الثروة الحيوانية. كما يجب سد فجوة اللقاحات وتوفير أدوية وتطعيمات ضرورية لضمان سلامة المواشي والحفاظ على هذه الثروة الوطنية.

تلوث المراعي
تأثرت الخدمات البيطرية بسبب الحرب الدائرة، حيث دُمِرت العديد من المعامل البيطرية المعنية بإنتاج الأمصال، مما ساهم في انتشار الأمراض. التلوث الناتج عن القصف الجوي والمدفعي أثر سلبًا على البيئة، وكانت لذلك عواقب وخيمة على صحة الماشية.

ضعف الرقابة والأثر الاقتصادي
تواجه الثروة الحيوانية في السودان تحديات عديدة تتعلق بالرقابة الأمنية والبيطرية، مما يجعلها عرضة للمخاطر. في ظل الفوضى الحالية، تنعدم الرقابة اللازمة التي من شأنها حماية المواشي من الأمراض وضمان سلامتها. يشدد المعنيون على أهمية ضرورة توفير الخدمات البيطرية والرقابة للحد من المخاطر التي تواجه الثروة الحيوانية.

خلاصة القول، أن التصدي لتحديات الثروة الحيوانية يحتاج إلى جهد جماعي من الحكومة، المجتمع المدني، والمنظمات الإغاثية لضمان عدم انهيار هذا القطاع الحيوي. من الضروري أن تُبذل جهود عاجلة لحماية الثروة الحيوانية وتحقيق استجابة فعالة للأزمات الحالية، مما يساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان المتأثرين.

عن مصدر الخبر

السودان نيوز

السودان نيوز – وجهتكم الموثوقة للحصول على أحدث وأهم الأخبار السودانية خدمة إخبارية متميزة نقدمها من موقع أخبار السودان، حيث نسعى لتغطية الأحداث المحلية التي تهم المواطن السوداني. السودان نيوز تهدف توفير المعلومات الدقيقة والشاملة، تقديم محتوى إعلامي يعكس صوت الشعب السوداني.