السودان الان السودان عاجل

نص خطاب حمدوك في ذكرى اندلاع الحرب .. تحدث عن المشروع الوطني الجديد واجتماع لمجلس الامن الدولي مع البرهان وحميتي

مصدر الخبر / راديو دبنقا

طالب الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السابق، بضرورة تنظيم اجتماع مشترك يجمع بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم الأفريقي، بمشاركة كل من البرهان وحميدتي والحلو وعبد الواحد، بالإضافة إلى القوى المدنية. الهدف من هذا الاجتماع هو التوصل إلى اتفاق حول هدنة إنسانية ووقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.

وفي رسالة موجهة إلى الشعب السوداني بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الحرب، أشار حمدوك إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سلام شامل. كما تسعى المبادرة لوضع ترتيبات دستورية انتقالية توافقية لاستعادة مسار ثورة ديسمبر نحو الانتقال المدني الديمقراطي.

وشدد حمدوك على أهمية إنشاء سلطة مدنية انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة، تكون قادرة على معالجة آثار الحرب وإعادة إعمار السودان، بالإضافة إلى قيادة البلاد نحو الانتخابات.

كما دعا إلى بدء العملية واتخاذ تدابير لبناء الثقة من خلال الحد من التصعيد الإعلامي بين الأطراف المتنازعة وإطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين.اقترح حمدوك في الرسالة التي أطلق عليها “نداء سلام السودان” أن يخرج عن الاجتماع المشترك الذي دعا إليه، من خلال دعوته لعقد مؤتمر دولي للممولين بهدف سد الفجوة في تمويل الاحتياجات الإنسانية، وبدء عملية سلام شاملة يقودها السودانيون لإيجاد حل سياسي يعالج جذور الأزمة.

حدد حمدوك ثلاثة مسارات متزامنة تشمل مسار إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، ومسار وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية المستدامة، استناداً إلى اتفاق جدة، بالإضافة إلى المسار السياسي الذي يتمثل في إطلاق حوار وطني يعالج جذور الأزمة ويحقق سلاماً دائماً في البلاد.حث حمدوك الأطراف الإقليمية والدولية التي اقترح دعوتها للاجتماع، على تجنب أي تصرف يمكن أن يطيل أمد النزاع، وأكد على ضرورة فرض حظر شامل على تزويد جميع أطراف النزاع بالأسلحة.

كما دعا إلى تشكيل فريق عمل من الخبراء والمختصين السودانيين لتولي جهود تقييم الأضرار الكبيرة التي نتجت عن الحرب، ووضع خطة لإعادة الإعمار والتعافي الوطني.وشدد حمدوك على ضرورة تضمين ما أسماه “المشروع الوطني الجديد”، وإنشاء نظام مدني ديمقراطي يقوم على أسس فدرالية، مع وجود جيش مهني ووطني بعيد عن السياسة والاقتصاد. وأكد حمدوك أن أهم ما نتج عن الحرب الراهنة هو انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العصبيات القبلية والجهوية، وما تبعه من ارتكاب أفظع المجازر مثل قطع الرؤوس وبقر البطون وذبح أسرٍ كاملة بناءً على هذه العصبيات.

وأشار حمدوك إلى أن هذه الأفعال الوحشية ستؤدي بلا شك إلى تحويل وطننا إلى ملاذ للجماعات الإرهابية. وناشد حمدوك في رسالته السودانيين من مختلف المناطق ببذل مزيد من الجهد لمواجهة خطاب الكراهية حفاظاً على الوحدة الوطنية، كما طالب الأسرة الإقليمية والدولية وجميع القوى التي تحارب الإرهاب بالتعامل بجدية مع ما يحدث في السودان، حتى لا يتحول إلى أكبر تهديد للسلام والأمن الدوليين.

وفيما يلي نص رسالة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق ورئيس تحالف صمو د

تمر علينا الذكري الثانية لهذه الحرب المدمرة التي اجتاحت بلادنا من ادناها الى أقصاها، وانه من المؤسف حقا ورغم كل ما لحق بالبلاد وشعبها من الموت والدمار والخراب، ما زال صوت البندقية هو الأعلى ولا تزال أطراف الحرب تتوعدنا بالمزيد من القتل والدمار والاجهاز على ما تبقى من حطام الوطن.
انه لمن دواعي الأسف ايضا ان قوى نظام الإنقاذ البائد، الذي اسقطه شعبنا العظيم في ثورة ديسمبر المجيدة ،لا تزال تؤجج نار الحرب ولا يهمها الا ما يعيدهم الى كراسي السلطة ويحافظ على ما نهبوه من موارد الشعب السودانى. كما ان الانتشار الواسع للممارسات الداعشية مؤخرا، تعيدنا لذات الممارسات والارتباطات التي كانت قد أدرجت السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب طوال عمر النظام المباد، وتهدد اليوم بتحويل السودان الى ارض خصبة لجماعات التطرف والإرهاب الدولى. ومن المقلق للغاية ان نهج النظام السابق في زعزعة الاستقرار في دول الجوار والدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي والذي قد قاد لعزلة البلاد ثلاثين عاما، اخذت تطل برأسها من جديد. ولعل التهديدات العسكرية الصادرة مؤخرا ضد تشاد وجنوب السودان وكينيا ودول الإقليم والدعوة المرفوعة ضد دولة الامارات في محكمة العدل الدولية مؤشرات خطيرة في ذات الاتجاه.
اننا نثمن ونقدر عاليا تحمل دول الجوار ودول الإقليم عبء استضافة الملايين من أبناء الوطن الذين شردتهم الحرب كما نقدر مساهمة هذه الدول مع المجتمع الدولي في العديد من المبادرات الرامية لوقف الحرب.
وعوضا عن البحث عن كبش فداء علينا التحلى بشجاعة الاعتراف بان هذه الحرب اشعلتها ايدى سودانية وعلى عاتق السودانيين وحدهم تقع مسئولية وقفها فورا .
لست بحاجة الى تكرار الحديث اليكم عن الاثار المدمرة لهذه الحرب وما تعانونه من ويلات أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، فمعاناتكم ماثلة امام كل ضمير حى وكل من في قلبه ذرة من إنسانية. وأود ان احى هنا كل المبادرات الوطنية في مواجهة الكارثة الإنسانية والتي تقودها بشجاعة نادرة غرف الطوارئ والتكايا والطرق الصوفية. كما أعرب عن التقدير العميق لكل الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي لم تبخل على الشعب السودانى امام محنته الإنسانية. وفى هذا السياق أرحب بمبادرة المملكة المتحدة بعقد الاجتماع الوزاري بلندن اليوم حول الازمة السودانية وادعو الدول المشاركة فيه للخروج بقرارات عملية تساهم في وضع نهاية لمعاناة السودانيين بما في ذلك تدابير عاجلة لحماية المدنيين.
لقد ظللنا نسعى، منذ اندلاع هذه الحرب اللعينة، لاسكات البنادق ووقف فورى للقتال يحفظ للوطن وحدته ويضع حدا للويلات التي تواجهونها من قتل ونهب وجوع وتشرد، حتى نتفرغ الي إيجاد حل سياسي يؤسس لمشروع وطني يضمد الجراح التاريخية والمعاصرة وفق أسس المواطنة المتساوية والإعتراف بالتعدد 2Page | وإستنهاض طاقات الوطن. ومن المؤسف والمحزن ان التعنت والاصرار على الحسم العسكرى ولو على حساب الوطن ومعاناة شعبنا المنكوب يقفان حجر عثرة امام كل مبادرات المخلصين من أبناء السودان وجهود الإقليم والمجتمع الدولي.
وأمام التحشيد والتسليح وقرع طبول الحرب والتشظي ومخاطر التقسيم وانزلاق البلاد نحو الهاوية، لن نمل من الدعوة للاحتكام الى صوت الحكمة من اجل الحفاظ على السودان. وأقول لطرفى القتال لا توجد حلول عسكرية مهما تطاول الأمد وكفى معاناة شعبنا ودمار بلادنا. امام المهدددات التي تواجه الوطن لم يعد امامنا اليوم وقت للمناورات وشراء الوقت ولابد من خطوات عاجلة .
ان أخطر ما تمخضت عنه هذه الحرب اللعينة هو تفشى خطاب الكراهية والحض على العصبيات القبلية والجهوية وارتكاب أفظع المجازر وقطع الرؤوس وبقر البطون وذبح أسر بأكملها بناء على هذه العصبيات .ان هذه الأفعال الوحشيه ستؤدى بلا شك الي تحويل وطننا الي مرتع للجماعات الإرهابية. لذلك اناشد أبناء السودان المخلصين من مختلف ارجاء الوطن ببذل المزيد من الجهد للتصدي لخطاب الكراهية حفاظا على الوحدة الوطنية كما نناشد الأسرة الاقليمية والدولية وكل القوي التي ظلت تحارب الإرهاب ان تتعامل مع ما يجري في السودان بحزم وعزم حتى لا يصبح السودان أكبر مهدد للسلم والأمن الدوليين.
اننا ما زلنا نؤمن ان إيقاف الحرب ممكن عبر مبادرة نداء سلام السودان التي أطلقناها في شهر رمضان المبارك مساهمة من تحالف صمود لانهاء الحرب عبر خطوات عملية وواقعية وذات مصداقية تضم الأطراف الوطنية والإقليمية والدولية في عملية واحدة تضع حدا للجمود الحالي وكانت اهم مرتكزاته ا:
عقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي، بحضور قائدي الجيش والدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور والقوى المدنية، للاتفاق على هدنة إنسانية ووقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار لتفضي هذه العملية إلى-:
وقف دائم لإطلاق النار واتفاق سلام شامل، وترتيبات دستورية انتقالية تنهض على توافق عريض واستعادة مسار ثورة ديسمبر في الانتقال المدني الديمقراطي وارساء عملية عدالة وعدالة انتقالية تحاسب على الانتهاكات وتحقق الإنصاف للضحايا والاتفاق على مشروع وطني جديد يؤسس لنظام مدني ديمقراطي، يقوم على المواطنة بلا تمييز وفق نظام فيدرالي حقيقي وجيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة والاقتصاد ،وتشكيل سلطة مدنية انتقالية ذات صلاحيات كاملة تتولى معالجة آثار الحرب وإعادة إعمار السودان وتقود البلاد الى الانتخابات. تتضمن المبادرة تدابير لبناء الثقة على رأسها وقف التصعيد الإعلامي بين الأطراف المتحاربة وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين.
واقترحنا فى نداء سلام السودان ان يصدر الاجتماع المشترك دعوة لعقد مؤتمر للمانحين الدوليين لسد فجوة تمويل الاحتياجات الإنسانية، وإطلاق عملية سلام شاملة يقودها السودانيون، تهدف إلى إيجاد حل سياسي يخاطب جذور الأزمة، عبر ثلاثة مسارات متزامنة ومتكاملة تشمل مسار إيصال المساعدات وحماية المدنيين، ومسار وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الدائمة تأسيسا على اتفاق جدة، والمسار السياسي بإطلاق حوار وطني يخاطب جذور الأزمة ويرسي سلاماً مستداماً في البلاد. وان يطلب الاجتماع المشترك من كافة الأطراف الإقليمية والدولية الامتناع عن أي فعل يطيل أمد النزاع، ويفرض حظرا شاملا على توريد السلاح لكافة أطراف النزاع، وضمان تجفيف موارد تمويل الحرب وتشكيل فريق عمل من الخبراء والمختصين السودانيين لقيادة جهود تقييم الأضرار الجسيمة التي خلفتها الحرب، ووضع خطة لإعادة الإعمار والتعافي الوطني مع استكشاف موارد وحلول مبتكرة تتيح الشروع الفعلي في تنفيذه ا.
من اجل إيقاف النزيف ، ومعالجة الكارثة الإنسانية وتوفير الحماية للمدنيين وضمان عودة امنة للمشردين الى ديارهم ومدنهم وقراهم وبيوتهم ووضع أسس متينة تخاطب جذور الأزمات بما يجعل هذه الحرب آخر حروب السودان، نمد ايادينا لكل الحادبين على مصلحة البلاد لتجاوز كل خلافاتنا والعمل معا لتحقيق الأهداف الوطنية السامية وسنظل منفتحين على كل الآراء والمقترحات البناءة وثقتنا كبيرة في ان تحظى مبادرة نداء سلام السودان بالدعم والالتفاف من كافة قطاعات شعبنا الرافضة لهذه الحرب والمشرئبة للسلام والاستقرار والتحول المدنى الديمقراطى في وطن يسع الجميع .

 

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا

تعليق