تدهورت الأوضاع الإنسانية للنازحين الذين هربوا من مخيم زمزم في بلدة طويلة بشمال دارفور، حيث وصل إليها آلاف المدنيين الفارين، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المخيم وفرض الحصار بشكل مشدد على مدينة الفاشر منذ يوم الأحد الماضي.
أفاد آدم رجال، المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور، أن حوالي 186,560 شخصًا قد نزحوا من مدينة الفاشر ومحيطها بين 3 و14 أبريل الحالي، مشيًا على الأقدام أو باستخدام عربات الكارو والدواب، بالإضافة إلى بعض الشاحنات، هربًا من تفاقم العنف، وأزمة نقص الغذاء، وندرة المياه، وارتفاع تكاليف المعيشة.
أفاد رجال لـ “دارفور24” بأن أوضاع النازحين في الفاشر ومخيم زمزم وصلت إلى مرحلة خطيرة، حيث يواجهون الجوع والعطش وانتشار الأمراض، بالإضافة إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تشمل القتل، منعهم من مغادرة المخيمات، الاعتداءات الجسدية، الاعتقالات التعسفية، واتهامات بالتعاون مع أطراف النزاع.
نقل بعض النازحين قصصًا مؤلمة عن فقدان أفراد عائلتهم أثناء الهروب، وفقدان ممتلكاتهم في طريقهم إلى طويلة، حيث حاولوا النجاة بحياتهم في ظل ظروف قاسية للغاية.
قالت النازحة كلثوم عيسى موسى إنهم وصلوا إلى منطقة طويلة يوم السبت الماضي دون الحصول على أي دعم من المنظمات الإنسانية، باستثناء جهود غرفة الطوارئ المحلية وبعض المتطوعين والفرق الطبية.
وأضافت: “إنهم يواجهون نقصًا في الغذاء والمأوى، وينامون على الأرض في انتظار تدخل سريع من المنظمات الإنسانية لترتيب أوضاعهم وتوفير أدنى متطلبات الحياة.”
أوضحت المنسقية أن المجتمعات المحلية والسلطة المدنية التابعة لحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور تعمل بجد بالتعاون مع منظمات إنسانية لتقديم المساعدة للنازحين، من خلال استقبالهم في نقاط خارج المدينة وتوفير مياه الشرب والرعاية الصحية للمصابين.
من ناحيته، دعا المتطوع محمد إبراهيم الأمم المتحدة وهيئاتها والمنظمات الدولية إلى ضرورة التدخل الفوري لتوفير مساعدات عاجلة تشمل الغذاء والمياه والمواد المساعدة.
وأشار إلى أن النساء تشكلن حوالي 90% من النازحين المسجلين في طويلة، مما يزيد من حجم التحديات ويستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي حدوث كارثة إنسانية في ظل قلة الموارد.
أعلنت غرفة الطوارئ في طويلة على صفحتها في فيسبوك عن فتح حساب مصرفي لتلقي التبرعات، وذلك لمساندة جهودها في مساعدة النازحين الذين علقوا بين الفاشر وطويلة، والذين يحتاجون بشكل عاجل إلى الماء والطعام والمأوى.
ذكرت الغرفة أنها ساهمت في إجلاء العالقين بين الفاشر وطويلة خلال اليومين المنصرمين.
يعتبر مخيم زمزم من أكبر مخيمات النازحين في دارفور، حيث يقدّر عدد النازحين فيه بحوالي 500 ألف شخص وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. وقد نزح الكثير منهم نتيجة صراعات سابقة في المنطقة، بينما نزح الآخرون نتيجة القتال المتزايد الذي بدأ منذ أبريل 2023م.
تُعد بلدة طويلة ومناطق روركرو وقولو ودربات بجبل مرة، التي تقع تحت سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور، من أهم وجهات النزوح منذ بداية الصراع الأخير، حيث استقبلت آلاف النازحين الفارين من الفاشر ومناطق أخرى في دارفور.