كتابات

صباح محمد الحسن تكتب : 15 ابريل!!

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

 

طيف أول:
وجع لم يصب سوى وطني
ليصمت حفيف الحسرة
المستمر في جمجمة الوقت
ذلك الذي يجعل الذكرى الآن متشنجة بعد أن أرهقها الأنين!!

وتدخل الحرب في السودان عامها الثالث، وتمر الذكرى اليوم على الوطن وشعبه فقدا ونزوحا وتشريدا

الحرب التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتسببت بأزمة إنسانية تعد من أسوأ الأزمات في العالم، حيث أسفرت عن تشريد أكثر من 13 مليون ما بين لاجئ ونازح، وحسب برنامج الأغذية العالمي أن المجاعة في السودان تنتشر بصورة مخيفة، أكثر من 24 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد.
ودمرت الحرب اللعينة البنية التحتية للبلاد ومسحت ملامح المدن ودمرت القطاع الزراعي والصناعي، وجعلت الإقتصاد السوداني في اسوأ حالاته منذ الإستقلال.

ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك ما يحدث في السودان بأنه اعتداء شامل على حقوق الإنسان وسط تقاعس عالمي، مما يُخلّف عواقب وخيمة على المدنيين وأكد أن الصراع يتسم بتجاهل تام لقوانين الحرب والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حيث هاجم الطرفان بانتظام المناطق المأهولة بالسكان وارتكبا انتهاكات جسيمة.
ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) حذرت من أن “الموت هو تهديد مستمر” يخيّم على حياة أطفال السودان، ففي محيط مدينة الفاشر وحدها، يحاصر الموت ما يقرب من 825 ألف طفل، يواجهون القصف المستمر ونقصا حادا في أبسط مقومات البقاء على قيد الحياة.

وبالنظر الي الحصيلة اعلاه فالحرب في السودان لم تحقق هدفها الذي إندلعت لأجله فبدخولها العام الثالث يجد كل طرف أنه الآن بحاجة الي السلاح هذا مايعني أنه خاسر ومع خسارته يعاني من فقد الضمير والإحساس بالمواطن الذي يحثه على التوقف، فيما يرى الشعب كله أنه بحاجة الي السلام!!
لذلك يجب ان تتوقف المطالبة بإستمرار الحرب لآخر جندي لانها في الواقع هي مطالبة بإستمرار الأذى والضرر على آخر مواطن، فحصيلة القتل والنزوح والتشريد والمجاعة وما يعاني منه الأطفال تؤكد أن ليس هناك طرف من الأطراف يعاني من جحيم الحرب وأن المكتوي هو المواطن نفسه الذي جردته الحرب من ماله وممتلكاته وسلبت حقوفه وقد لا تكفي حتى روحه!!

لذلك أن الوعي والإدراك بثقافة ومفهوم السلام هو الحبل الذي يمكن أن ينتشل الوطن من غيابة الجُب الآن
وهذا ما يحتاج الي دور وطني للفت نظر العالم لهذه المأساة الكارثية التي يسعى أبطال الحرب فيها الي محو السودان من الخريطة لذلك تُعد خطوة جيدة للغاية التي قامت بها كيانات واحزاب وشخصيات عامة سودانية بتوجيه رسالة إلى مؤتمر وزراء خارجية عشرين دولة يجتمعون اليوم في العاصمة البريطانية لندن لبحث الحرب المستمرة منذ عامين،

دعت القوى الموقعة على البيان وزراء الخارجية إلى الإتفاق على تدابير عاجلة تضمن حماية المدنيين في مناطق السودان كافة
جاء في بيانها

(إننا نؤكد بأعلى صوتنا أن لا شرعية لهذه الحرب، وأنها فرضت على شعبنا قسرًا، وأنها قد اتسمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، بما في ذلك القتل على أساس الهوية والانتهاكات الواسعة النطاق، فيما لا تزال نيرانها مشتعلة فوق رؤوس المدنيين الأبرياء
وطالب البيان بست نقاط مهمة أولها الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار دون شروط مسبقة، مع ضمان حماية المدنيين

وتشكيل آلية تنسيق دولية بين حضور الاجتماع لتعمل بشكل مستمر ومنسق لإنهاء الحرب في السودان
وتنظيم مؤتمر مانحين لجمع الموارد اللازمة لسد فجوة التمويل التي تعاني منها جهود توفير الإغاثة في السودان، واتخاذ تدابير تعزز الوصول الإنساني دون عوائق عبر جميع أنحاء السودان

والإتفاق على تدابير عاجلة تضمن حماية المدنيين في مناطق السودان كافة، والالتزام بدعم آليات دولية للتحقيق في فظائع الحرب، وضمان مساءلة مرتكبي الجرائم وانتهاكات القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان عبر آليات دولية فعالة.
واخيرا دعم مسار سياسي سوداني شامل بقيادة مدنية، يفضي إلى إحلال السلام المستدام ومعالجة الأسباب الأساسية للنزاعات في السودان عبر الحوار الصادق الشفاف.
الجدير بالذكر أن المؤتمر تنطلق فعالياته اليوم بلندن بمشاركة أكثر من 20 دولة تمثلها وزارت الخارجية عدا حكومة بورتسودان التي يعتبرها المؤتمر فاقدة للشرعية وتتحمل القيادة العسكرية فيها مسئولية الحرب واستمرارها.
طيف أخير:
#لا_للحرب
هذه الأرض لنا فليعش سوداننا علماً بين الأمم
الجريدة

تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز