أعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين يوم الأربعاء عن وصول 279,560 نازحًا من مدينة الفاشر ومحيطها إلى منطقة طويلة خلال فترة أسبوعين، من 3 إلى 15 أبريل الحالي.
كما أفادت تقارير الأمم المتحدة بوقوع أكثر من 500 ضحية بين قتيل وجريح، في حين فرّ حوالي 400,000 شخص، أي ما يعادل نحو 80 ألف أسرة، من معسكر زمزم.
وقد وصل معظم هؤلاء النازحين إلى منطقة طويلة ومدينة الفاشر بعد رحلة شاقة، حيث عانوا من نقص في الغذاء والماء، بينما فقد آخرون حياتهم خلال هذه الرحلة.
صور الأقمار الصناعية
في هذه الأثناء، أظهرت الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية الأضرار الناتجة عن الحرائق والقصف المدفعي وهجمات قوات الدعم السريع، التي بدأت منذ يوم الخميس الماضي واستهدفت مخيمي زمزم وأبو شوك في الفاشر. وتبين الصور، التي تم التقاطها بين 10 و15 أبريل، تصاعد أعمدة الدخان في مناطق مختلفة من المدينة نتيجة القصف المدفعي والهجمات باستخدام الطائرات المسيرة.
في هذا السياق، ذكر الناطق الرسمي باسم المنسقية آدم رجال في حديثه لراديو دبنقا أن النازحين الجدد الذين وصلوا إلى منطقة طويلة جاؤوا من مدينة الفاشر، ومخيمات زمزم، وأبو شوك، وأبوجا، بالإضافة إلى شقرة وأم هجاليج ومناطق أخرى حول الفاشر.
رحلة شاقة
أوضح أن من بين العدد الإجمالي للنازحين الذين وصلوا إلى طويلة خلال أسبوعين، والذين بلغ عددهم (279) ألف و(560) نازحاً ونازحة، كان يوم الثلاثاء 15 أبريل قد وصل (93) ألف نازح فارّ من معسكر زمزم في جنوب الفاشر إلى طويلة، وذلك ما بين الساعة السادسة صباحاً والعاشرة مساءً. وأشار إلى أن النازحين وصلوا بعد رحلة صعبة وظروف إنسانية معقدة وحرجة على طول الطريق من زمزم إلى طويلة.
وأشار إلى أن نقص المياه والغذاء تسبب في حدوث وفيات نتيجة العطش والجوع والمرض والصدمات النفسية، واصفًا الوضع في طويلة بأنه يفوق قدرة سكان المنطقة والمنظمات المعنية. كما أوضح أن الأطفال والنساء وكبار السن يعيشون تحت أشعة الشمس دون مأوى، وناشد الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ النازحين في طويلة.
فرار 400 الف نازح من زمزم
في هذا السياق، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (“أوشا”) أن قوات الدعم السريع قامت بمنع الشباب من مغادرة معسكر زمزم، بعد أن نجح 400 ألف نازح في الهروب.
قال مكتب أوتشا في تقريره إنه “حتى 15 أبريل، لا يزال من الصعب الوصول إلى مخيم زمزم، حيث تعرقل انقطاعات الاتصالات الجهود الرامية إلى التحقق من الوضع على الأرض. وتشير التقارير إلى أن الدعم السريع يمنع من تبقى في المخيم، وخصوصاً الشباب، من مغادرته. كما أشار المكتب إلى أن الفارين من زمزم فقدوا جميع ممتلكاتهم، ووصلوا إلى مواقع النزوح بدون أي شيء، وهم بحاجة ماسة إلى الغذاء والمأوى والإمدادات.”
أكدت منصة “سلام السودان” النسوية أن الأحداث الحالية في دارفور، وخاصة في مخيمات زمزم وأبوشوك، تمثل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني، بل تصل إلى درجة الإبادة الجماعية.
انتقدت المنصة التي تحتوي على أكثر من 43 منظمة نسائية صمت المجتمع الدولي وتخاذله في اتخاذ خطوات جادة لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات على الفور، وطالبت برفع الحصار عن الفاشر بشكل عاجل، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والطبية دون أي شروط أو عقبات.
عبّر ملتقى نساء دارفور عن قلقه العميق حيال الانتهاكات الكبيرة التي تعرضت لها النساء والفتيات في مناطق زمزم وأبو شوك وأم كدادة وطرة، مشددًا على أهمية إنشاء ممرات إنسانية آمنة وتسهيل تقديم المساعدات للمتضررين دون أية عوائق.
طالب ملتقى نساء دارفور في بيان بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في السودان بمحاسبة مرتكبي الجرائم، وضرورة وقف فوري وكامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى توفير الحماية العاجلة للمدنيين، وبالأخص النساء والأطفال في مناطق النزاع.
30 مليون شخص في مجاعة
ذكرت منظمة الهجرة الدولية في بيانٍ لها أن أكثر من 30 مليون شخص، وهو ما يُمثل ثلثي سكان السودان، بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بينهم 16 مليون طفل. وأشارت إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة، إلى أن الحرب قد دفعت السودان إلى حافة الهاوية، مما أدى إلى تشتت الأسر وتحطم آمال الملايين في ظل مواجهة المجاعة والأمراض والانهيار الكامل للاقتصاد. ولفتت إلى أن استمرار النزوح عبر الحدود والظروف الهشة في الدول المجاورة مثل جنوب السودان وتشاد يزيد من خطر زعزعة الاستقرار الإقليمي. ودعت إلى ضرورة تطوير استجابة إنسانية تشمل حلولاً دائمة ومستدامة للعائدين واللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم، وكذلك للحكومات.