كتابات

صباح محمد الحسن تكتب : الأفق والأرض!!

مصدر الخبر / المشهد السوداني

طيف أول:
لا شيء يحكم قبضته على عنق المسافة
سوى السهاد الذي لم يلتق فيه الرمش حتى يرى أن الظلام تحته يحتاج فقط لضوء اليقظة والوعي!!

وبالرغم من أن مؤتمر لندن الذي نُظّم بمبادرة من بريطانيا والإتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا والاتحاد الافريقي، نجح في رفع لافتة تنذر بخطر الحرب على المدنيين وطالبت 15 دولة فيه بالإضافة الي الاتحادين الأوروبي والإفريقي بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في السودان، وبالرغم من انه حشد تعهّدات بمساعدات إضافية تتخطى 800 مليون يورو للسودان في أزمة إنسانية كارثية من جراء الحرب التي دخلت عامها الثالث.

والمشاركون شددوا في بيانهم الختامي على “ضرورة الحفاظ على سودان موحد وعدم السماح بتقسيمه“
لكن بمقابل الجهود الإنسانية المثمرة للمؤتمر إلا أنه لم ينجح في وضع نقاط جوهرية للحد من إستمرار الحرب، ووقف الكارثة واصطدم بعقبة المصالح المحورية

وتدخلت الأيادي الإقليمية لعرقلة الخطوة التي كانت ستوقف حماقة الأطراف في مواصلة قتل الآلاف من المدنيين
ومن قبل تحدثنا عن أن الحرب انتقلت الي دائرة المحاور التي اصبحت تتحكم في الميدان العسكري أكثر من تحكم الٱطراف المتصارعة داخليا!!

لكن هل قطع الطريق امام حل الازمة السودانية ووقف النار سيكون مجديا لتحقيق الأهداف الإقليمية!!

فبالعودة للوراء قليلا تجد أن التاريخ يعيد سطوره عندما تآمرت بعض الدول ضد عجلة التغيير وثورة ديسمبر المجيدة، ولكن فشلت في قطع الطريق امامها، وكذلك لم ينجح انقلاب البرهان بالرغم من مساندة انصاره الإقليميين
والآن لن تنجح خطة عرقلة وقف الحرب وذلك لسببين أكثر وضوحا، الأول هو ان العالم تجاوز طرفي الحرب في المسارح الدولية وعزلهم سياسيا وعسكريا وهذا يؤكد عدم الإعتراف بهما مستقبلا

والأهم منه والذي قد يجعل النتائج عكسية غير متوقعة هو أن الأيادي التي وضعت حجر العثرة سياسيا امام الخطة الدولية للحل لم تنظر على مرآة الارض ميدانيا لتقرأ ماهي الزوايا التي يمكن أن تبدأ منها رسم خطتها لتعطيل الحل
فالورقة التي اغفلها مؤتمر لندن ولم تضعها الدول في الحسبان والتي من الممكن أن تغيّر ملامح الحل في أيام قادمات هي المتغيرات على الأرض، فإصرار طرفي الصراع على مواصلة الحرب مع زيادة رغبة التمدد لقوات الدعم السريع التي تلوح بإجتياح مدن جديدة مع حصولها على المزيد من الأسلحة والطيران، قد يشكل خطرا كبيرا على جسر الدبلوماسية الناعمة، مما يتسبب في حالة إنهيار لما تم تشيده من “سقف الحماية” فالقراءة الدولية لميدان الحرب خاطئة وغير دقيقة سيما أن خطة المؤتمر ورؤيته وضعت قبل شهر على الأقل اي قبل الذي جرى في زمزم والفاشر

فلطالما أن ما تم من قسمة السيطرة جاء بإتفاق فمن الممكن أن يُنقض غزله في أي وقت فردة الفعل الميدانية ربما تكون أكثر خطورة مما كانت عليه من قبل، وأن المشهد العسكري ربما يبلغ مزيدا من التعقيد مما يفاقم العنف الذي يجعل رغبة التمدد تتجدد!! دون النظر هذه المرة لحل يلوح في الأفق، خاصة بعد نهاية المؤتمر الذي لم يتجاوز عبارات الشجب والإدانة، ولكن قد تكون حيلة الطرف الأكثر سيطرة هو الضغط على الآخر لتحقيق ما خسره من عشم تحت قبة المؤتمر، وبما أن ليس هناك تقدما لطرف فقد تشهد الايام القادمة محاولة لإثبات ذلك

مما يجعل القول في خلاصته هو أن الحلول اثناء معارك الحرب تبقى الكلمة فيها للميدان هي الأعلى فوق المزاج السياسي وخطة المصالح، فكل طرف في هذه الحرب الفوضوية التي تتبارى فيها الدول بالإمداد والسلاح قادر على ان يعيد سطور الرؤية الدولية للحل، الأمر الذي يجعل حتى تغيير المواقف عند هذه الدول مرهون بجغرافية السيطرة على الأرض ، فالدعم السريع يمكن أن يصنف عالميا جماعة ارهابية إن شكل خطرا اقليميا على بعض الدول والبرهان يمكن أن يتخلى عنه الحلفاء في ليلة وعشاها بسبب أن جيشه موبوء بجماعات ارهابية متطرفة، إذن مرحلة المنتصف التي تقف عليها الدول قد تكون مؤقته لأن التكافؤ والتساوي في السيطرة هو السبب، ولطالما هو كذلك، فإن أي عملية تقدم على الأرض قادرة على إعادة تشكيل الأفق السياسي الدولي للحل من جديد !!
طيف أخير:

دكتور عبد الله حمدوك: الأفعال الوحشية للحرب تهدد بتحويل السودان إلى مرتع للجماعات الإرهابية، وأناشد الجميع التصدي لخطاب الكراهية حفاظاً على الوحدة الوطنية!!
خطاب الوعي الذي يجب أن تتبناه منابر الثورة لتلافى خطر الانزلاق
الجريدة

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

المشهد السوداني

تعليق