مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث وفي سياق الثورة السودانية والتطورات السياسية في البلاد، تحدث عبد الواحد محمد أحمد النور، رئيس ومؤسس حركة جيش تحرير السودان، عن رؤيته بشأن العملية السياسية ومبادئ الثورة وأهمية الفصل بين الدين والدولة. يسعى من خلال حديثه إلى استعادة روح ثورة ديسمبر، وشرح حاليا الوضع السياسي والأمني في السودان.
الثورة السودانية وأهدافها
اعتبر عبد الواحد نور في حوار مع قناة الحدث أن الثورة السودانية هي ثورة شعبية هامة قامت بمشاركة غالبية الشعب في جميع أنحاء السودان. ويشير إلى أن هذه الثورة كان لها مصداقية وشرعية، حيث أنها تعبر عن صوت الشعب وإرادته. وقد استند على أن الثورة شهدت ابتزازًا واختزالًا من قبل الحكومات المتعاقبة بعد الإطاحة بالبشير، مما أدى إلى ظهور بعض الأزمات.
الجبهة الوطنية المدنية
تحدث عبد الواحد نور عن ضرورة تشكيل جبهة وطنية مدنية تضم جميع مكونات الثورة السودانية، بما في ذلك الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية. ويرى أن هذه الجبهة يجب أن تكون قادرة على التركيز على القضايا الوطنية وتجاوز الخلافات المذهبية والحزبية، في محاولة لتحقيق الاستقرار والشرعية للثورة.
اكد عبد الواحد نور على أن تشكيل جبهة مدنية حقيقية يمثل أهمية قصوى للتصدي للتحديات التي يواجهها السودان، ويجب أن تشمل مختلف مكونات المجتمع السوداني، بدءًا من الثوار الذين احتجوا في ديسمبر وصولًا إلى الأحزاب السياسية. التحرك نحو إنشاء جبهة مدنية هو مسعى يسعى لتحشيد الجهود نحو الحلول الشاملة.
أكد عبد الواحد محمد أحمد النور، ، في حديثه الأخير أن الجبهة المدنية تمثل أحد الأهداف الرئيسية التي تسعى الحركة لتحقيقها. وأوضح أن هذه الجبهة يجب أن تعكس تنوع مكونات الشعب السوداني، بما في ذلك ثوار ديسمبر والأحزاب السياسية المختلفة. وأشار إلى أن هناك إمكانيات كبيرة لتأسيس هذه الجبهة، إلا أن ذلك يتطلب تواصلًا فعالًا وتعاونًا حقيقيًا بين جميع الأطراف المعنية.
في سياق دعوته للعمل، شدد النور على أهمية التعاون بين القوى السياسية المتنوعة كخطوة أساسية نحو تحقيق الأهداف المشتركة. وأوضح أن هناك العديد من الفرص المتاحة، ولكن النجاح يتطلب جهدًا حقيقيًا من جميع الأطراف لتفعيل الجبهة المدنية. كما أكد على ضرورة تحديد الأهداف والرؤى التي تصب في مصلحة الجميع، مشيرًا إلى أن الأمة السودانية بحاجة ماسة إلى الوحدة والتضامن للخروج من الأزمات المتكررة التي تواجهها.
دعا النور إلى ضرورة العمل الجماعي كوسيلة فعالة لمواجهة التحديات الراهنة. وأكد أن تحقيق الاستقرار والتنمية في السودان يتطلب تضافر الجهود بين جميع الفئات، مشددًا على أن الجبهة المدنية ليست مجرد فكرة، بل هي ضرورة ملحة لتحقيق التغيير المنشود. إن العمل معًا هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل للشعب السوداني، الذي يستحق العيش في سلام وازدهار.
علاقة الحركة بالوثيقة المعلنة
قال عبد الواحد نور أن جركته تؤكد على أهمية تقديم الأشخاص الذين يتهمونها أمام المحاكم، حيث تعتقد أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها وأن القوانين المحلية هي الوحيدة القادرة على إثبات البراءة أو الإدانة. ورغم وجود اتفاق مع بعض بنود الوثيقة التي تم التفاوض عليها، إلا أن الحركة ترى ضرورة إعطاء الفرصة لجبهة مدنية لتوقيع الوثيقة واستمرار المسؤولية نحو معالجة القضايا الجذرية للأزمة السودانية.
في حديثه الأخير، أكد عبد الواحد محمد أحمد النور، رئيس ومؤسس حركة جيش تحرير السودان، أن الحركة تمثل أحد الأركان الأساسية في الساحة السياسية السودانية. وقد أشار إلى أن الحركة تسعى إلى بناء مجتمع مدني شامل يعكس تنوع مكونات الشعب السوداني. في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه البلاد، تبرز أهمية الحركة في جهودها المستمرة لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين، مما يعكس التزامها العميق بقضايا الوطن.
رغم التحديات والاتهامات التي تواجهها الحركة، فإنها تظل متمسكة بمبدأ الشفافية، حيث تعتبر أن المحاكمة هي الوسيلة الوحيدة لإثبات البراءة أو الإدانة. وأوضح النور أن الحركة الوطنية لا تقدم أي حماية أو دعم لأحد دون وجود دليل قانوني واضح، مؤكدًا على أهمية أن تسير العدالة في مسارها الصحيح دون أي تمييز أو تحيز، وهو ما يعكس التزام الحركة بمبادئ العدالة والمساواة.
في سياق الأزمة الحالية، اعتبرت الحركة الوطنية لتحرير السودان أن الوثيقة التي تم توقيعها من قبل عدد من الفاعلين في الساحة السياسية تمثل خطوة مهمة نحو الحل. وأكد النور دعم الحركة لمحتوى الوثيقة، لكنه شدد على ضرورة أن تكون هذه الوثيقة موحدة لجميع الفصائل، وأن يتم التعامل مع جذور الأزمة السودانية بجدية. كما دعا إلى أن تكون الجبهة المدنية هي المحور الرئيسي في هذه العملية، حيث تعكس تطلعات وآمال جميع السودانيين في مستقبل أفضل.
الفرص المفقودة
قال عبد الواحد نور إن التأمل في الفرص السابقة التي كانت متاحة للسياسيين وأطراف النزاع في السودان يعكس حالة من الإحباط. إذ يتساءل العديد عن الأسباب التي حالت دون تشكيل تلك الجبهة المدينية رغم توافر الظروف والمناخ المناسب. الحركة تسعى للتأكيد على أهمية استثمار هذه الفرص وعدم التفريط فيها، إذ أن حالة الفوضى وعدم الاستقرار تستدعي وجود قيادة موحدة وقوية.
الرؤية المستقبلية
قال عبد الواحد نور إن الرؤية التي تتبناها الحركة تسلط الضوء على ضرورة دفع جهود صنع السلام وتحقيق العدالة بدون التنازل عن الكرامة الإنسانية. فالتطلع إلى غدٍ أفضل يتطلب الإيمان بالتغيير الجذري الذي يستند إلى روح التعاون والمشاركة بين جميع فئات الشعب السوداني.
الاختلاف حول الميثاق التأسيسي
على الرغم من الاتفاق مع بعض مبادئ الميثاق التأسيسي، فإن عبد الواحد نور يختلف حول الطريقة التي تم بها تأسيس هذا الميثاق. حيث يؤكد أن الحركة تفضل العمل مع مكونات الثورة المتعددة على الأرض للحصول على شرعية شعبية حقيقية. كما يؤكد أهمية وجود هوية وطنية تشمل مختلف الفئات، بما في ذلك الشباب والنساء.
جهود إنهاء الحرب
ابرز عبد الواحد نور الجهود التي قامت بها حركته عام 2023 والتي هدفت إلى استعادة مكونات ثورة ديسمبر وهدفها في إنهاء الحرب. يتحدث عن الاتفاقيات التي تمت مع عدد من الأحزاب السياسية في جوبا ونيروبي، وكيف أن هذه المفاوضات كانت تهدف إلى إنهاء العنف وتحقيق تحول ديمقراطي في البلاد.
أكد عبد الواحد محمد أحمد النور، في حديثه الأخير أن الضغوطات على الحكومة السودانية الحالية تتزايد بشكل ملحوظ. وأشار إلى أن هذه الحكومة قد اعتمدت على الانقلاب كوسيلة لتنفيذ سياساتها، مما أثار تساؤلات حول شرعيتها. وأوضح أن هناك شعورًا عامًا بأن الحكومة لا تعكس الإرادة الحقيقية للشعب السوداني، بل تمثل مصالح خاصة وضغوطات خارجية. كما تناول النور موضوع تواجد جيش السودان وقوات الدعم السريع، مشيرًا إلى تبادل الاتهامات بين الأطراف المختلفة بشأن موقفها من هذه القوات.
في سياق النقاشات الجارية، برزت الرغبة في تحقيق السلام كأحد المواضيع الرئيسية التي تشغل الساحة السياسية. ورغم أن بعض القوى السياسية لا تزال متمسكة بمسار المفاوضات، إلا أن هناك شعورًا متزايدًا بعدم الثقة في تلك الاتفاقات. هذا الشعور يعود إلى التجارب السابقة التي شهدت فشلًا في تحقيق السلام، مما أدى إلى نتائج كارثية على الأرض، وأثر سلبًا على حياة المواطنين.
إن الوضع الراهن يتطلب من جميع الأطراف المعنية إعادة تقييم استراتيجياتها والتفكير بجدية في كيفية تحقيق سلام دائم. فالتجارب السابقة يجب أن تكون درسًا للجميع، حيث أن الاستمرار في تبادل الاتهامات لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع. لذا، فإن الحوار البناء والتعاون بين جميع الأطراف هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة وتحقيق الاستقرار المنشود في السودان.
أكد عبد الواحد محمد أحمد النور، رئيس ومؤسس حركة جيش تحرير السودان، في حديثه الأخير أن المبادرات المطروحة لإنقاذ الوضع الراهن تمثل فرصة حقيقية يجب استغلالها بحذر. وأشار إلى ضرورة أن تستند هذه المبادرات إلى أسس واضحة وواقعية، مع التركيز على أهمية تحقيق وحدة سياسية فعالة وشفافة تشمل جميع الأطراف السياسية. وأوضح أن مشاركة كافة المكونات السياسية تعد عنصرًا أساسيًا في نجاح هذه المبادرات.
في سياق الحديث عن النظام الجديد، شدد النور على أهمية النقاشات الجادة حوله، خاصة في ظل غياب رؤية واضحة من الحكومة الحالية. وأكد أن الأهداف المستقبلية يجب أن ترتبط بتحقيق العدالة والمساواة والشمولية لجميع فئات المجتمع السوداني. وأوضح أن تنفيذ رؤية شاملة لن يكون كافيًا بمفرده، بل يتطلب التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف المعنية لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
من جهة أخرى، تناول النور تقييم أداء الحكومة في بورت سودان، مشيرًا إلى أن هناك انتقادات حادة توجه لأدائها وقدرتها على تلبية احتياجات المواطنين. وأوضح أن الحكومة الحالية تواجه ضغوطات كبيرة، مما يجعل من الصعب عليها تقديم الحلول الفعالة التي يحتاجها المواطنون في هذه المرحلة الحرجة.
الموقف من قوات الدعم السريع
عند الحديث عن قوات الدعم السريع، اكد عبد الواحد نور أن حركة تحرير السودان ليست في موقف للإفراج عن أي شخص متورط في انتهاكات، ولكنه يلفت الأنظار إلى أهمية الشفافية والمحاسبة. حيث يفيد أنه يجب تقديم المتهمين للمحاكمة لمعرفة مسؤوليتهم عن الأفعال المرتكبة.
العلمانية وأولوياتها
من خلال حديثه، يشير إلى أن العلمانية تعد جزءًا من الحلول، لكنها ليست الأولوية في الوقت الحالي. ويؤكد أن الوضع الإنساني في السودان يحتم وجود حلول عاجلة توقف الحرب وتنهي المعاناة، ويشير إلى أن هناك حاجة لتوافق على المبادئ الأساسية التي تعكس تنوع السودان.
التأكيد على الهوية السودانية
يتحدث عن أهمية الهوية السودانية، متطرقًا إلى ضرورة وجود نظام ديمقراطي يواكب تطلعات الشعب ويمثل جميع الفئات المختلفة. ويدعو للتفكير في المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.
الأمثلة التاريخية
يستعرض تاريخ الحروب والنزاعات في السودان، مشيرًا إلى الأسباب الجذرية للأزمات التي تعرضت لها البلاد، وكيف أن الحلول الحالية يجب أن تتجاوز الأبعاد المحلية الضيقة وتتناول الظلم التاريخي الذي تعرض له العديد من السودانيين.
في ختام حديثه، اكد عبد الواحد نور أن المطلوب الآن هو التوافق بين جميع السودانيين لتحقيق السلام والاستقرار. ويعتبر أن الحوار الشامل والمفتوح هو السبيل لإنهاء النزاع وبناء مستقبل مشترك يعكس تطلعات الشعب السوداني.