أفاد الحزب الشيوعي بأن الولايات المتحدة الأميركية تشعر بأن مصالحها في البحر الأحمر مهددة، وتعمل على إعداد تسوية في السودان تهدف إلى تشكيل حكومة جديدة تسهم في إدخال المساعدات الإنسانية وتكون بمثابة واجهة للعسكريين. جاء هذا التصريح في بيان صحفي أصدره الحزب يوم الأربعاء 16 أبريل 2025، عقب اجتماع المكتب السياسي الذي تم عقده بمناسبة مرور عامين على الحرب في السودان.
وأشار الحزب الشيوعي إلى أن الولايات المتحدة بدأت تظهر دلائل على تغيير استراتيجيتها تجاه النزاع في السودان، وذلك نتيجة لصمود الشعب السوداني وإصراره على رفض أي تسوية تعزز الوضع القائم. كما أبدى الحزب قلقه من إمكانية انتقال الصراع إلى دول الجوار، مما يهدد استقرار المنطقة بشكل عام.
حدد الحزب الشيوعي أربع نقاط رئيسية ساهمت في تغيير موقف الولايات المتحدة تجاه الحرب في السودان، من بينها تزايد حجم الكارثة الإنسانية التي تترك آثارًا طويلة الأمد على الأمن والسلم الدوليين. كما أشار الحزب إلى اعتقاد واشنطن بأن الجيش والدعم السريع قد وصلا إلى مرحلة من الإنهاك، رغم الدعم الذي تلقياه، مما قد يؤثر على مجريات الأحداث في البلاد.
أفاد الحزب الشيوعي بأن الولايات المتحدة الأمريكية، في ضوء التطورات الأخيرة، بدأت تدعم جهود تشكيل حكومة مدنية مؤقتة تهدف إلى إدارة عمليات الإغاثة والاستعداد لمرحلة إعادة الإعمار، بالإضافة إلى تنظيم انتخابات تحت إشراف ما يُعرف بالدولة العميقة. هذه الخطوة تأتي في سياق سعي الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول نواياها الحقيقية في دعم التحول الديمقراطي.
وأكد الحزب الشيوعي أن الحكومة المرتقبة في السودان ليست سوى واجهة مدنية تخفي وراءها سلطة عسكرية ذات توجهات نيوليبرالية، تهدف إلى إعادة إنتاج النظام القديم وتعزيز مصالح رأس المال العالمي في البلاد. كما أشار إلى أن هذه التحركات تهدف إلى إحباط أي مشروع وطني يسعى للتحرر، مما يهدد مستقبل السودان واستقلاله.
وفي سياق ذلك، أعلن الحزب الشيوعي أن ما يحدث يعد تمهيدًا لتسوية سياسية تهدف إلى وأد الثورة وتثبيت النظام الرأسمالي التابع، مما يجرم نضال الشعب السوداني. وأكد الحزب أنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا المخطط، بل يسعى لبناء جبهة جماهيرية واسعة تستند إلى الشعب، مع التركيز على تحقيق شعارات الثورة المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة. كما شدد على أهمية توحيد القوى الحية المخلصة للثورة حول برنامج نضالي واضح، يرفض أي تسوية مع أعداء الشعب.
أعلن الحزب الشيوعي أن حقوق الشعب يجب أن تُستعاد من خلال إعادة بناء الدولة من الأساس، مع التركيز على العدالة الاجتماعية والمساواة كقيم أساسية. وأكد الحزب أن قوى ما يُعرف بـ “الهبوط الناعم” لم تُهزم بعد، بل لا تزال تسعى للعودة إلى الساحة عبر استراتيجيات تتضمن الحرب والتسويات، حيث تعمل على إعادة إنتاج خطابها القديم تحت مسمى “الوحدة”، الذي في حقيقته يعني التخلي عن الأهداف الأساسية للثورة لصالح قوى السوق الحر والعسكر.
كما دعا الحزب الشيوعي المواطنين إلى التعبير عن مخاوفهم وبناء أدواتهم القاعدية في الأحياء والقرى، بعيدًا عن الصراعات التي تقتصر على النخب. وأكد الحزب أن النصر الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الشارع، وليس من خلال غرف التفاوض التي لا تعكس إرادة الشعب.
في سياق آخر، رفض الحزب الشيوعي أي نوع من التفاوض بين المدنيين والعسكريين للوصول إلى تسوية سياسية، مشددًا على أن ثورة ديسمبر قد نصت على ضرورة استلام السلطة المدنية بالكامل دون أي مشاركة من العسكريين، مع ضرورة عودة الجيش إلى ثكناته وحل قوات الدعم السريع. وخلال الفترة الانتقالية، انفصل الحزب عن تحالف قوى الحرية والتغيير، مؤكدًا رفضه لأي تسوية مع العسكريين، ومعلنًا دعمه لتنسيقيات لجان المقاومة التي ترفض التفاوض مع المكون العسكري.
الشيوعيون اخوان الشياطين
اصلا الجريده شيوعيه
صح النوم